مؤامرة "الزليج" التي نسجتها الجزائر لتجميل بشاعة "اللا تاريخ"

الكاتب : الجريدة24

02 أكتوبر 2022 - 12:30
الخط :

 

هشام رماح
التاريخ حقائق ووثائق وليس ادعاءات أو أراجيف، ومن لا تاريخ له يتنصل من كل هذا عبر وضع مساحيق تخفي بشاعة أن تكون بلا جذور وبلا أصل وأن ترتمي على كل ما هو لغيرك، وتنسبه لك مثل ما حدث في الجزائر التي نسجت مؤامرة "الزليج" ضد المغرب في حرب شنتها على مستويات عدة لعلها تنال منه وهو الذي يعقدها بتاريخه التليد.
ليتم الاتفاق أولا على أن الجزائر ترامت على التراث المغربي ونسبته إليها، وقد لا يكون لشركة "أديداس" الألمانية التي صممت قمصان تداريب المنتخب الجزائري دخل في ذلك، فهي شركة تضع نفسها رهن إشارة المتعاقدين معها وتصمم وفق مقترحات صاحب الطلب كما هو معلوم، وهذه حقيقة يلزم أن ترسخ في أذهان من يحاولون الزج بالشركة الرياضية في الخلاف الثقافي من أجل تحويل دفة الاهتمام نحوها، بمنطق عندما تشير إلى القمر فغن الغبي يحملق في السبابة.
لكن ورغم كل هذا فإن "أديداس" تظل معنية بهذا الجدل، وقد وجدت نفسها متورطة في قضية قضائية أنذرتها بها المملكة المغربية. لماذا؟ لأن القائمين على الشركة الألمانية استكانوا إلى اقتراحات أزلام العسكر في جارة السوء، ولم تساورهم شكوك حول نواياهم السيئة والمُبيَّتة ضد المغرب، وتلك مسؤولية تقع على عاتقها ولن تقيها من القيل والقيل، لكنها ستجعل مدراءها يحتاطون أكثر قبل الوقوع في المحظور والاستيلاء على تاريخ الحضارات الحقيقية التي لا تخجل من التاريخ ولم تسرق تاريخها من أحد مثل المملكة الشريفة.
وإذ لا يمكن مساءلة الخبثاء في الجزائر على خبثهم، فإن المغرب لم يقف مكتوف الأيدي وواجه "كاسبر رورستاد" مدير عام شركة "أديداس" بضرورة سحب قمصان منتخب الجزائر لكرة القدم في أجل 15 يوما، حتى تبدي حسن نيتها وبراءتها التامة من السرقة الثقافية التي اقترفتها وهي تزدرد الثوم بفمها نيابة عن النظام المارق في شرق المملكة.
في المقابل، وفيما يترنح النظام الجزائري فإنه يظن نفسه استطاع بدسائسه الخبيثة لملمة معارضيه في الداخل واصطفافهم في مواجهة المغرب كعدو أزلي، ومعين لا ينضب من التراث المستباح الذي يعتقدونه بلا حارس، فمن الفسيسفاء المعروفة بـ"الزليج" والكسكس والجلباب التي سرقت من المملكة، يبدي النظام العسكري سفاهة لا نظير لها وهو يذكي النقاشات الدائرة حول تراث منسوب للجزائر وهو مسروق من الغير مثل الفرعون "شيشنيق"، أو حائط البراق في القدس الشريف.
ولا ريب أن تنطعات النظام الجزائري ونسجه للدسائس والمؤامرات من أجل سرقة التاريخ المغربي، ما يبشر بحرص أكبر من المغاربة على هذا التاريخ الممتد إلى فجره، واستيعابهم أنهم يواجهون حربا ضروسا من قبل نظام قائم على أنقاض الاستعمارين العثماني والفرنسي، وهي حرب قائمة على مستويات عدة من بينها الثقافي والنفسي.
لكن هيهات منا الذلة.

آخر الأخبار