نقض الإفتراءات السردية على وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية

الكاتب : الجريدة24

23 فبراير 2023 - 04:00
الخط :

علي بن صالح الغربي

قال جل وعز " ومن يكسب إثما فإنما يكسبه  على نفسه ، وكان الله عليما حكيما  . ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا " ( النساء : 111-112) .

وروى الإمام مسلم بن الحجاج النيسابوري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه من حديث طويل عن النبي صلى الله عليه وسلم  وفيه : "... بحسب امرء  من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه " .

قلت : فالذي يتخوض في عرض المسلم كمن سفك دمه أو تسلط على ماله ،  فأعراض المسلمين صانها ديننا الحنيف  وحرمها ونهى عن التخوض فيها مثل دمائهم وأمولهم ، ومن اقتحم هذا الباب المحرم فلا يلومن إلا نفسه مع ربه عزوجل ، فقد اكتسب خطئية وإثما وبهتانا مبينا .

انطلاقا من هذين الوحيين الشريفين من العينين النضاختين كتاب الله وسنة نبيه الصحيحة  استعنت بالله تعالى  وتوكلت عليه  لرد أراجيف ردية جاءت تسيئ لمسؤولين في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية  في هذه المملكة الشريفة ،  قضوا سنين عديدة في ما  وكل لهم بظهير ملكي شريف .  وإنني بهذا المقال  لنسف ما ورد في  إخبار  ألبسه صاحبه  لباس البهتان والزور  والكذب والفجور ، ينم المقال  عن حقد دفين وظغينة لم تدع عرقا ولا مفصلا في صاحبها إلا دخلته فأصبح عبدا لهما يلهج بما ينفثانه في روعه .

ولا نبالي ببغيكم وافترائكم إن كيد المفتري كان ضعيفا .  والإخبار  المذكور صدر عن أحد الجرائد  الإليكترونية المغربية  ولست هنا في موضع التعريف لا باسم المقال  ولا بكاتبه  . وقد تفاجأ كل منصف  محب لهذا الوطن ، يرى الأمور بعين الإنصاف وليس بعين الإرجاف  فيما  ما ورد في  الإخبار  الذي وضع عليه كاتبه ( خاص) ،  وجاء فيه يقدح  في سمعة مسؤولين سابقين من المدراء المركزيين في وزارة من وزارات السيادة المغربية ،  تقاعد بعض هؤلاء المدراء ورأسهم  مرفوع  .   والمضحك المبكي أن  صاحب المقال نصب  نفسه قاضيا  يصدر الأحكام بنفسه ، ويسعى إلى التعجيل  بتنفيذها   ، حيث جمع بين  مهمتين ،  كاتب  صحفي و قاضي حاكم   ،  أي  (صحفي قاضي )  ونسي الكاتب   وظيفته  الصحفية التي تقتضي منه التثبت من الخبر وتمحيصه ، والتحليل الموضعي للمسائل بشرط صحة الدلائل  ، حتى لا يدك مصداقيته   بنشره حديث الإفك .

قال تعالى : " ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم " . ( النور 16) .

كما تجلى  الكاتب  كأنه  جلاد لا ينقصه إلا  السيف والنطع  ليقطع رؤوسا أينعت حان  قطافها كما  جاء  عنه في   عنوان إخباره  ( الخاص )  . وهو لا يدري أن غيره يمكنه أن  يقرعه بالحق  قرع المروة وبلحونه لحو العصى .  فالحجاج بن يوسف الثقفي الذي هو أول من  هدد خصومه بقطع رؤوسهم لأنها أينعت  هو نفسه  من ألحق هذا التهديد في خطبته  بقوله:   " وأ قرعنكم قرع  المروة وألحونكم لحو  العصى " . فليتنبه صاحبنا لهذا . فلا  عندنا حجاج بن يوسف الثقفي ولا  عندنا رؤوسا  ستقطع ، والمجاز هنا باطل  لا موضع  له ، لا  بالكناية  ولا بالاستعارة . وهو الذي سنبينه  في هذا  النقض .

فكل من قرأ هذا ( الخاص)  وما ورد فيه من تهاويل وصدرت فيه من أباطيل  سيظن مباشرة أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية على رأس مديرياتها  غير الأمناء  لا يرقبون في مهمتهم إلا  ولا ذمة  ، فهم  كالإعصار لا يمر على شيئ إلا تركه خراب يباب لن تسمع له همس ولا ركز  . وهذا ليس بصحيح .

روى الإمام أبو داود السجستاني عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ...ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال ، حتى يخرج مما قال " .

" ردغة الخبال "  : أي يسقيه الله من عصارة أهل النار .

" حتى يخرج مما قال"  : حتى يتوب إلى الله قبل موته . وهذا لشدة وعيد الله تعالى للمتخوضين في أعراض الأبرياء .

و اريد ان اقول  وعلى الله التكلان :

لست هنا لأدافع أو أنافح عن هؤلاء الموظفين ولا عن وزير الأوقاف  والشؤون الإسلامية  في إمارة المؤمنين للمملكة الشريفة رفع الله لواءها  وادام عزها . فهؤلاء الرجال يدافع عنهم عملهم وتفانيهم فيه مدة رئاستهم لتلك المديريات المركزية  وهم لهم  الحق الشرعي  بالدعاء على المتخوض في عرضهم . وسهام  الليل لا تخطئ ابدا   وهذا لكل مسلم مظلوم  . أما  وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية  فلها  آلياتها الصلبة القوية لمتابعة كل من يسيئ بالافتراء والأراجيف على موظفيها الأبرياء

قال جل وعز : " قل هل تربصون بنا إلا  إحدى الحسنيين ، ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا ، فتربصوا إنا معكم متربصون " .( التوبة :52)

ومن أهم أسباب هذا النقض التالي :

أولا  : للدفاع عن مؤسسة ملكية تخدم إمارة المؤمنين من أول  سلم إداري من موظفيها  إلى اعلاه   ، و المغاربة الخلص   يضرهم ما يضر هذه الوزارة  ويفرحهم  ما يفرحها  ، وبما أنني قمت ببحث موثق موسع  ، زيادة على معرفتي الواسعة بما يجري في هذه المؤسسة الدينية للمملكة الشريفة المغربية بحكم الدعوة إلى الله تعالى التي اتعبد الله تعالى  بها اكثر من أربعين سنة ،  والدفاع بنصوص الوحيين الشريفين عن حياض مغربنا الحبيب بالوقوف في وجه العاديات عليه المتربصين به دوائر السوء باختلاف مشاربهم وكثرة  سوادهم  ، كان من الواجب الشرعي علي أن لا أكتم  الشهادة . لقوله  جل وعز " ولا تكتموا الشهادة  ومن يكتمها فإنه آثم قلبه ، والله بما تعملون عليم " .  ( البقرة  283 ) .

الثاني : لسد طريق الإساءة  والولوغ في أعراض  وزارة هي  تحت راية المملكة الشريفة المغربية لكي  لا يغوص أعداؤنا في مستنقع توجيه سهامهم الخاسرة لهذه البلاد التي يحسدونها على ما أتاها الله من فضله وجاد تعالى علينا به  بجوده وكرمه ،  عمادهم ما جاء في الإخبار ( الخاص)  عن هذه الجريدة الإليكترونية المغربية وأبواق ناعقة أخرى  من مطاعن مهولة  في مسؤولين أبرياء. فافهموا هذا بارك الله فيكم .

والآن حان وقت البيان الصراح  لرفع الإشكال البراح بالدليل والايضاح .

ومثلما  تجاهلت إسم الجريدة الإليكترونية ولم أذكر اسم الكاتب  ، كذلك هنا لن أورد حرفا واحدا  من تلك الأكاذيب والأراجيف  حتى لا  تختلط حروفنا وكلماتنا بما تم تسويده برمي الأبرياء بالعظائم .

أما ورد في  حق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية  المغربية  .

قبل البداية أقول لمن لا يدري ولا يدري انه لا يدري  أن علماءنا  علماء المالكية وباقي العلماء  حرموا تحريما شديدا من يقدح أو يطعن أو يشهر أو يثبط الرعية عن ولاة امورنا ،  بما ورد من أحاديث صحيحة صريحة عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم  ، وفيه كذلك مثله من أساء ورمى  بالعظائم وأهان خليفة السلطان أي كل من عينه السلطان ورضي به خليفته على رعيته . وهذا  زلت فيه أقدام  وضلت فيه أفهام  ،ولم يدركه ألا من تمكن من الوحيين الشريفين .ولم يغلب هوى ولا مصلحة .

فما ورد من الكاتب عن وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية  هي شنشنة نعرفها من أخزم ، والباب الذي يريد بعضهم التسلل إليه لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية هو شخص وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية ، وكلما اعادوا  الكرة انكسرت على رؤوسهم الجرة  ، وعادوا خائبين خاسرين مقبوحين منبوحين ، وجعل الله كيدهم في نحورهم . بل ذهب خبث بعضهم ومكرهم الذي هو في كل مرة يبور أنهم يختارون مناسك حج المغاربة   وبالضبط ايام التشريق في منى ليشنوا الحملات العدائية  على وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لبلادهم في مظاهرات واحتجاجات يستخدمون فيها بعض الحجاج الأبرياء من غير ان يرقبوا في دين الله تعالى إلا ولا ذمة ،  ويضربون بحديث الصادق المصدوق عرض الحائط ، الحديث الذي رواه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال  " من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه "  . وهذا  الإجرام يحدث كل سنة في مناسك الحج  . ولم ينالوا من أعمالهم المخزية تلك إلا غضب الله تعالى ومقته  . ويعودون مأزورين غير مأجورين يجرون أذيال الخيبة والعار والذل والشنار .

قال الله تعالى : " ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم " ( الحج 25) .

بل كلما جاء وقت تعيين  حكومة جديدة ينزلون بقوة  كاذبة خاطئة لاختيار  وزير للأوقاف  والشؤون الإسلامية جديد ، فتكذبهم شواهد الحقيقة التي يملك زمامها  سلطان الوقت المنصور بالله أمير المؤمنين اعزه الله بطاعته .

فالذي يجهله هؤلاء ومن وراءهم ومن يطبل لهم أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية   هي من وزارات السيادة المسؤول عنها يختاره أمير المؤمنين ،  ليتشرف بخدمة إمارة المؤمنين ، وعند اختياره من أمير المؤمنين يكون قد تجاوز القنطرة ، وحتى أشرح وأبين هذا   المصطلح لمن لم يسبق لهم ان سمعوا  به ولا طنطن طبل اذنيهم وهم كل الحاقدين   .   (فلان تجاوز القنطرة ) أي قنطرة العدالة والثوثيق  وتمت  تزكيته ، وهو مصطلح حديثي يذكره كثيرا الحافظ الذهبي . وهو هنا في مسألتنا  تعديل وتزكية  من   أمير المؤمنين لكل من اختاره لمهمة من المهمات .

فلا أحد  يناقش ولي الأمر أمير المؤمنين فيمن زكاه وعدله . وإلا يلحق بالخوارج أهل الوكس والعناد ، والفتنة والفساد .  وهذا يجهله الجاهلون اتباع كل ناعق .

هذا باختصار  شديد حتى لا أطيل على القراء .

ثم  نسأل صاحب المقال :  رأس من أينع  للقطاف   ؟!! كما ورد في كلامه ، بعد تقاعد أولئك المدراء الذين أساء إليهم ، الله حسيبه . وهو كما سبق ذكره حكم قضائي تجاوز  به الكاتب صلاحيات سيدنا المنصور بالله تعالى الذي عدل وزكى ووضع ثقته في وزير الاوقاف والشؤون الإسلامية ولا زال ليومنا هذا كذلك .

فبعضهم يسود السطور وهو لا يدري ما يخرج من رأسه ، وربما يجني على نفسه وهو يظن انه يحسن صنعا . .

فنحن أهل البيعة الشرعية لإمارة المؤمنين لا نخرج قيد أنملة عن اختيارات وقناعات سيدنا المنصور بالله اعزه الله تعالى  بطاعته ، ويسعنا تعديله وتزكيته لكل شخص في هذه البلاد زكاه سيدنا سلطان الوقت رضي الله عنه. وهذا كذلك  يجهله  قطاع الطرق ، والمترامون  على العديد من تخصصات غيرهم .

أما المدراء المركزيون فقد تقاعدوا ورؤوسهم مرفوعة ولا اريد التفصيل والتطويل ، فمنهم من زكاه ولي الأمر قبل سنين بوسام  سيبقى شرفا  له ولذريته على تفانيه  سنين عديدة في عمله وقد  تجاوز  سنه الثمانين.

ومن هؤلاء المدراء  المتمكن النحرير في تاريخ الأديان أبلى بلاء حسنا في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بخبرته وحسن خلقه وتمكنه من أمورها ،  وسيتفرغ لتلقين المبرزين في هذا العلم الذي هو ليس في متناول الجميع  وسينفع بلده المغرب في هذا الباب الذي لن يتخلى عن أمثاله .

ومنهم الخبير  واسع المعرفة في شؤون الإدارة وتسييرها والسهر على أمن هذه المملكة الشريفة من الجانب الديني وتتبع كل صغيرة وكبيرة بحكم السنين التي قضاها في مهمته  .  وبلدنا الحبيب لا ينس  هؤلاء الرجال الذين يقفون سدا لحماية دين المغاربة ودفع الأذى عنهم .

وأمثاله إخوانهم من   المدراء السابقين  الذين تقاعدوا بعد سنين عديدة من الجهد والمثابرة ، الذين قدموا لبلادهم المغرب   زبدة ما عندهم وأفضل ما يستطيعون  تقديمه ، خدمة لإمارة المؤمنين و الرعية لانها أمانة على عاتقهم .

ولولا الخوف من التطويل لذكرت منجزات والسيرة الطيبة التي عرف بها هؤلاء الرجال في خدمتهم لوطنهم ، وقد قامت الوزارة بتكريمهم  بحفل توديع ،  وداع جنود  تفانوا  في حماية دينهم ووطنهم . ولا يعرف أهل الفضل إلا أهل الفضل .

ونقول : أهكذا   نشكر رجالا قضوا حياتهم  في خدمة وطنهم ، بنشر الأكاذيب والأراجيف المضللة  عنهم . أهذا هو شكرهم ؟؟؟؟

فعلى المرء الا يحدث بكل ما سمع ليرفع عقيرته على عرض غيره ،  فما ينطق العبد من قول إلا ولديه رقيب عتيد . وعلى بعض صبيان  الصحافة المتشردين بين سطور الكذب على الأبرياء وإهانة المخلصين والتقليل من أعمالهم الجبارة التي تشهد لهم   ألا يسيئوا لهذا الوطن الحبيب بالتهاويل والأباطيل على خدامه ،  فأعداؤنا قاب قوسين منا يدونون علينا ما ينشره قوم من بني جلدتنا يعيشون بيننا ،  يسيئون لوطنهم ورجاله بالزور والبهتان   وهو الباب الذي  يتربص بنا الأعداء للدخول علينا منه .

رحم الله عبدا عرف قيمة نفسه فزكاها ورفعها عما يسيئ لها به ، فمن قذف أعراض الناس بالحصى ، دكوا عليه سقفه بالحجارة .

ومن زعم أنه ريحا  فإنه  يصادف إعصارا  يتركه كعجز نخلة خاوية فلا يبقي  له باقية .  ومن لم يرقب ربه في كل صغيرة وكبيرة يندم على فعله يوم الوقوف بين يدي الجليل عز وجل .

قال جل وعز :" ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا  تظلم نفس شيئا ، وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها ، وكفى بنا حاسبين . " ( الأنبياء 47) .

حفظ الله سلطان الوقت أمير المؤمنين وحفظ الله هذه المملكة الشريفة من كيد أعدائها وجهل الجاهلين .

وجزى الله تعالى  خيرا كل من قدم إحسانا لوطنه المغرب الشريف .

2شعبان 1444هجرية يوافق  23 فبراير 2023  بتاريخ النصارى .

آخر الأخبار