أكاذيب "ماكرون" لا تنطلي على المغرب ووقائع دامغة تكشف مؤامرات فرنسا ضده

الكاتب : الجريدة24

02 مارس 2023 - 10:20
الخط :

هشام رماح

أحجم "إيمانويل ماكرون"، الرئيس الفرنسي عن قول الحقيقة، وهو يدعي ودا ويفتري امتيازا يطبع العلاقات المغربية الفرنسية، وبدلا من وضع الأمور في نصابها عبر الإقرار بما يقترفه وحكومته من مؤامرات وما يحيكونه من دسائس ضد المغرب، حاول تغطية الشمس بالغربال محاولا تبرئة نفسه ومن معه، من جرم ثابت في حقهم.

الرئيس الفرنسي، وخلال لقاء صحفي انعقد، مستهل الأسبوع الجاري، في القصر الرئاسي بالعاصمة باريس، امتطى صهوة الكلام المنمق، لعله يشق به صفوف المغاربة ظنا منه أن ينطلي عليهم، والحال أن المملكة المغربية تشترط الأفعال بدل الأقوال التي لا تبريء ولا تبلسم مرارة الطعن من قبل دولة لطالما كانت صديقة، إلى أن تغلغل في دواليبها وسواس الخوف من المغرب الذي اختار أن يكون إفريقيا وعالميا، بدل أن يحصر نفسه وينحشر مع أتباع الفرنسيس.

ما قاله "إيمانويل ماكرون" لم يتجاوز كونه محاولة يائسة لتحوير الحقائق وتزوير الوقائع، فكما أنحى باللائمة على أطراف لم يحددها بأنها من تحاول تسميم العلاقات بين المملكة والجمهورية، عبر التوصية الغير ملزمة للبرلمان الأوربي الصادرة في 19 يناير 2023، والاتهامات الباطلة التي أطلقتها الآلة الدعائية الفرنسية ضد المغرب بشأن اتهامه باستخدام برمجية "بيغاسوس"، فإن الرئيس الفرنسي، تغافل وتجاهل الحديث عن أمور أخرى دامغة في المسار الذي اختارته فرنسا للاقتصاص من المغرب الذي حلق بعيدا عنها.

المغرب، لم يبد ردة فعل رسمية إزاء ما تقدم به الرئيس الفرنسي، الذي أبان عن ازدواجية مقيتة في المواقف وأنه مجرد بائع للكلام أو اختصارا مجرد "كلمنجي" كما يقول المصريون، وما قاله مصدر مأذون من الحكومة المغربية لمجلة "Jeune Afrique"، في رد على تصريحات "إيمانويل ماكرون" يكشف بأي عين ينظر إلى هذا الأخير، بعدما نفى المصدر المغربي، وفق المجلة الرسمية نفيا قاطعا أن تكون العلاقات بين المغرب فرنسا ودية ولا جيدة مثلما ادعى رئيسها.

الرد المغربي على لسان مصدر "Jeune Afrique" جاء حاسما ولكنه أكثر واقعية، كما أنه برر موقف المملكة الشريفة من تصريحات "إيمانويل ماكرون"، بكون الأخير استعرض تلميحات جوفاء لسبب سوء العلاقات بين البلدين، وبذل جهدا ليلفت انتباه الجميع نحو الجزء الظاهر من جبل الجليد العائم، بينما ما أخفاه في سريرته هو أعظم.

وغاب عن الرئيس الفرنسي الذي سعى لتلطيف الأجواء مع المغرب، أن فرنسا تلعب مع المغرب في قضيته الوجودية، التي لا يقبل المساومة بشأنها البتة، وهي قضية وحدته الترابية، وكما أن فرنسا لم تحدد موقفها بعد من ذلك، فإنه يعتبرها داخل منطقة الظل التي لا تقيم المملكة المغربية وزنا للقابعين فيها، وما دامت فرنسا تتلكأ في موقفها وهي تحاول اللعب على الحبلين، فلن تجد من المغرب ما تريد.. وهو أمر محسوم.

أيضا تجاهل الرئيس الفرنسي الحديث عن الحملة الشعواء التي شنتها وتشنها السلطات القنصلية الفرنسية ضد المغاربة عبر إعمال ورقة الـ"فيزا" ضدهم، كما تجنب الحديث عن الحملات الإعلامية الدعائية المغرضة، الرامية لتلطيخ سمعة المغرب، فضلا عن التحرشات التي يؤتيها القضاء الفرنسي بإيعاز من حكومة الظل الفرنسية، والتي تنضاف إلى جملة الأسباب الواقعية والملموسة التي ترتكز عليها المملكة في تعاملها مع فرنسا، وتجعل رأب الصدع بين البلدين أصعب من يتم، على المدى القريب.

لقد انبرى المغرب إلى الواقعية والشفافية في توصيفه لواقع العلاقات بينه وفرنسا، لكن الرئيس هناك في الـ"إيليزي" لم يستطع البوح بحقيقة ما يجري ويقر بالأخطاء التي ارتكبها مع مملكة شريفة، لا تخضع ولا تخنع، مثل من اعتاد أن يأمرهم وينهرهم من الأوصياء على الشعوب المجاورة.. وبذلك أخطأ في حق نفسه بعدما ظن أن الجميع لحمهم سائغ.. وغاب عنه ومن معه أن الأحرار لا يركعون أبدا.

آخر الأخبار