مؤرخ فرنسي: فرنسا "ماكرون" انحازت للجزائر فخسرت المغرب وكل شيء

الكاتب : الجريدة24

07 مارس 2023 - 12:00
الخط :

هشام رماح

منذ دخول "إيمانويل ماكرون" إلى قصر الـ"إيليزي" رئيسا لفرنسا، عمد، بشكل غريب ومريب، إلى الإجهاز على العلاقات الثنائية التي تربط بلاده مع المملكة المغربية، ورغم أنه يدعي أن هذه العلاقات متينة وودية، إلا أن حكماء فرنسا يرون أن الرجل أودى بسياسة البلاد نحو الهاوية وهو ينحاز إلى الجزائر التي يدغدغها رغم أنها ليست ذات منفعة.

ما سبق هو عصارة ما قاله "Jean-Baptiste Noé"، المؤرخ والكاتب الفرنسي الشهير، الذي نعت ما تقوم به فرنسا "ماكرون" تجاه المغرب بواحد من أهم تجليات العمى الدبلوماسي للجمهورية، وهو يفصل في العلاقات بينها والمغرب ثم الجزائر في حوار له مع صحيفة "Atlantico" الإلكترونية، مؤكدا على أن الرئيس الفرنسي هو المسؤول الأول عن تدهور العلاقات مع المملكة المغربية.

وساند المؤرخ والكاتب الفرنسي ما بدر عن مصدر رسمي صرح لمجلة "Jeune Afrique" بأن العلاقات بين المغرب وفرنسا ليست جدية ولا ودية، ردا على محاولة الرئيس الفرنسي ذر الرماد في العيون، بادعاء أن الأمور كما يرام بين البلدين خلال مؤتمر صحفي سبق وانعقد بالقصر الرئاسي في 27 فبراير 2023.

ووفق "Jean-Baptiste Noé"، فإن العلاقات بين المغرب وفرنسا تدهورت منذ 2017، تاريخ انتخاب "إيمانويل ماكرون" رئيسا، وقد تبدى أنه يميل للجزائر منذ حملته الرئاسية لعام 2016، محيلا على أن المحيطين به يرددون تغريدة تروم إعطاء صورة سلبية عن المغرب، بعدما اختار الرئيس الجديد الانحياز للجزائر.

وبكل الحكمة المفترضة في المحلل الحصيف، قال "Jean-Baptiste Noé"، إن المغرب وبخلاف الجزائر لم يهاجم يوما فرنسا ولم يعاديها، كما أن العلاقات الاقتصادية والثقافية بين البلدين متينة ومتشعبة، مستنكرا كيف أن الرئيس الفرنسي يسعى إلى إغواء بلد يرفضه مثل الجزائر.

ولفت المؤرخ الفرنسي الانتباه إلى أن هوسا يتملك "إيمانويل ماكرون" تجاه الجزائر رغم أنه لم يجايل الحرب الجزائرية ولا يتحدر من عائلة عائدة، مثلا، كما أنه زار البلد المغاربي مرارا مرفوقا بدستة من وزرائه دون أن يحقق شيئا، بل على العكس الأمور سيئة وتزداد سوءا، لأن الجزائر لا تزال رافضة لمنح تصاريح العودة لمواطنيها الذين قررت فرنسا طردهم.

وتهكم المؤرخ "Jean-Baptiste Noé"، على الرئيس الفرنسي بالإشارة إلى رغبته في تشكيل لجنة مشتركة بين مؤرخين فرنسيين وجزائريين للعمل على الذاكرة المشتركة بين البلدين، وذلك كأن المؤرخين يحتاجون تفويضا رئاسيا منه لينجزوا أبحاثهم، وكأن المعطيات حول هذا الشأن لم تكن متوفرة قبل مجيئه.

وقال "Jean-Baptiste Noé"، إن "إيمانويل ماكرون" انحاز للجزائر فخسر المغرب.. لكنه لم يفز بشيء مع الجهة التي اختارها، محيلا على أنه لا أحد ينكر بأن المغرب هو البلد الأكثر استقرارا وغنى في منطقة المغرب الكبير، وبأن الروابط معه تتجاوز الأمور الاقتصادية، مثل الشركات الفرنسية المستثمرة فيه خاصة في سوق السيارات، إذ أنه بوابة رئيسة لإفريقيا بميناء طنجة المتوسط وبمستوى التعليم الذي يجعل المغاربة الأكثر تعلما بين نظرائهم في شمال إفريقيا.

ووفق المؤرخ والكاتب الفرنسي، فإن بث الفرقة مع المغرب هو ضرب من جنون، لأن المملكة تلعب دورا أساسيا بوصفها رائدة في العالم الإسلامي بوسطيتها وإسلامها المعتدل الذي يستند على المذهب المالكي، كما البلاد تعنى بتأطير الأئمة والمرشدين، وهي الوحيدة التي شهدت انتخابات نزيهة حملة الإسلاميين إلى الحكومة قبل مغادرته عبر صناديق الاقتراع وفي هدوء تام ودون أدنى اشتباكات سياسية، وهو أمر بعيد كل البعد عن الفوضى السياسة والانهيار الاجتماعي الذي يتهدد الجزائر التي اختار "إيمانويل ماكرون" ليكشف للجميع أنه أعمى دبلوماسيا.

آخر الأخبار