شيعة الـ"بيجيدي" ولعنة "التدين" التي استوجبت التوبيخ من الديوان الملكي

الكاتب : الجريدة24

13 مارس 2023 - 12:41
الخط :

هشام رماح

في كل مرة يستبيح حزب "المصباح" الكلام حتى يطلع عليه ضوء الصباح، بعدما استغل شيوخه عتمة اللي وقصر عقول المريدين، ليدبجوا المغالطات فيما يتعلق بإحياء المملكة الشريفة لعلاقاتها مع إسرائيل، وينبروا إلى محاولات بئيسة للابتزاز، عبر رمي ورقة "الدين"، وهو براء منهم، على طاولة الشد والجذب بحثا عن تموقع جديد في عقول المغاربة الذين استفاقوا و"عاقوا" بقالب الإخوان.

وإذ لا مشكل في الدين، فإن تدين شيعة عبد الإله ابن كيران، هو ما يريب، بالفعل، فهم يطمعون في عودتهم إلى الساحة السياسية  من جديد، بعدما لفظهم المغاربة عبر النقر على وتر العلاقات مع إسرائيل، رغم أن إحياء العلاقات مع الدولة العبرية، تم خلال عهدة سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة السابق، والأمين العام السابق لحزب المصباح الذي خلفه عبد الإله ابن كيران.

وبينما توغل حزب العدالة والتنمية كثيرا في استيهاماته، وظن أنه الناطق نيابة عن الجميع في المغرب باسم "الدين" فإن الأمين العام الذي يطل على مريديه من المنبر "الصالوني"، زاد من حمأة الكلام وشحذ وجيش تابعيه لتذييل بلاغات بلغت حدا من الإسفاف، فكان لزاما على عقلاء المملكة أن يتدخلوا لوقفه عند حده عبر سرد الحقائق كما هي بلا مساحيق.

وبكل الخسة والوضاعة المفترضة في حزب أمسك برقاب المغاربة عقدا من الزمن، وأذاقهم الويلات تحت قهقهات الاستهزاء التي أتقنها عبد الإله ابن كيران في العهدة الأولى وصمت القبور الذي تفنن فيه سعد الدين العثماني في الثانية، يحاول الآن حزب العدالة والتنمية رتق بكارته على حساب المصلحة العليا للوطن، وهم الذين فرطوا في مصالح العباد وكادت تضيع معهم البلاد لولا قائدها الهمام.

وكما تحرر الـ"بيجيديون" من الأخلاق وراحوا يرشقون وطنهم بما لا يليق من مغالطات في ترويج بئيس منهم لخطاب قومجي بائد، فإن بلاغ الديوان الملكي جاء فيصلا بين الحق وباطل شيعة عبد الإله ابن كيران، وقد وضع الأصبع على الداء الذي يستبد بهم، وهو استغلالهم الفاضح للسياسة الخارجية للمملكة المغربية من أجل "تصريف أجندة حزبية داخلية وذلك في سابقة خطيرة وغير مقبولة" وفق ما جاء في بلاغ الديوان الملكي.

وبينما حاول الـ"بيجيدي" الظهور بمظهر المغرد خارج السرب، فإن بلاغ الديوان الملكي وبخ القائمين عليه نظير تجاهلهم الفظيع ومحاولتهم تجهيل المغرر بهم عبر الادعاء أنهم غير معنيين بمعرفة حيثيات إحياء العلاقات المغربية الإسرائيلية والسياقات التي استوجبت ذلك، مثل اعتراف "دونالد ترامب" الرئيس الأمريكي السابق بسيادة المملكة على صحرائها، وحينها لم يتردد حزب العدالة والتنمية عن دعمه لهكذا مبادرة.

ولربما نسي شيعة حزب "المصباح" أن سعد الدين العثماني، أمينهم العام السابق ورئيس الحكومة الذي رمى به المغاربة وحزبه إلى مزبلة التاريخ، هو من وقع في 22 دجنبر 2020، على اتفاق إحياء العلاقات بين المغرب وإسرائيل إلى جانب كل من جاريد كوشنر ومئير بن شبات مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، فلم ينحاز مريدو عبد الإله ابن كيران، إلى الكذب ومحاولة التواري وراء خطاب مأدلج وقومجي قميء؟

إنها شطحات المبتزين الذين يتمسحون بالدين متى شاؤوا، وعندما يُولَّون أمور الناس يهتمون بمظاهرهم، ويشذبون لحاهم، ثم يتشدقون عليهم بكلام يظنونه ينطلي على الجميع، والحال أنهم اغتنوا على ظهر المغاربة ويبحثون عن منفذ جديد إلى الساحة السياسية حتى ينهبوا أكثر.

آخر الأخبار