مفتاح: قصة صرخة زيان خلال محاكمة الأموي في وجه بوزوبع "فين مشيتي بالطيارة"

من الأسماء الصحفية التي تضيء سماء الإعلام المغربي، الأستاذ نور الدين مفتاح، الغني عن التعريف، مدير نشر أسبوعية الأيام التي تتصدر المشهد الإعلامي المكتوب  بالمغرب ورئيس الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، ارتأينا أن نستضيفه في هذه الزاوية، ليميط اللثام عن تاريخ الصحافة المكتوبة بالمغرب، ويكشف ما خفي  للأجيال اللاحقة بمهنة المتاعب..

ما ابرز المحطات التي قمت بتغطيتها داخل مؤسسة الاتحاد؟

افتخر  بانجاز بروبورطاج عن قرية تازمامارات، كما أنجزت تحقيقا عن عمالة بولمان وتسبب  في زلالزل بالمنطقة، وهو بالمناسبة جاء في سياق حرب كبيرة لعامل تلك المنطقة في تلك الفترة مع حزب الاتحاد الاشتراكي

بولمان اكثر مناطق المغرب عزلة فيها اوطاط الحاج وفيها ميسور والمكان التي سجن فيها زعيم الحزب في تلك الفترة الراحل عبد الرحيم بوعبيد.

اول مرة يصعد الاتحاديين ببولمان  وقعت هزة ارضية خفيفة ورشح عن عامل المنطقة انه قال لو كان هذا التغيير الذي حصل لما حدث الزلزال.

كما غطيت حادث سقوط حمولة من باخرة ايرانية قرب الوالدية. حيث تبرعت السعودية بمساهمة مالية حولت لحساب بناء جامعة الأخوين بافران.

حضرت ايضا لمحاكمة الزعيم النقابي الراحل نوبير الاموي اطلعنا على كواليس تلك المحاكمة؟

ناب عن الزعيم الراحل العديد من المحامين وكانت محاكة فريدة من نوعها، حضرها عن الطرف المدعي المحامي محمد زيان الذي كان ينوب عن الحكومة.

وكان يدخل للجلسة مثل الطاووس  وكان سليط اللسان له قدرة ان يواجه العشرات من المحامين من زملائه وخصومه.

الغريب انه حضر تلك الجلسة مرفوقا بمحاميتين جميلتين، وكان يجلس الى بالقرب من المكان الذي كان يجلس فيه الراحل عبد الرحمان اليوسفي واحمد بنسعيد وكبار الشخصيات اليسارية التي كانت تساند الأموي.

لكن طباع زيان الحادة ونرفزته المعهودة كانت حاضرة بقوة داخل جلسة المحاكمة وأسلوبه هو الصراخ واللسان السليط والسب والشتم.

زيان كانت له قدرة ان يقف  ويواجه 700 محامي دفعة واحدة

وحدث ان دخل للمحاكمة وكان المحامي الذي سيرافع ضده في تلك الجلسة نيابة عن الأموي هو الراحل محمد بوزبوع الذي تم تعيينه وزيرا للعدل في عهد حكومة اليوسفي، صعد زيان فوق الطاولة واخذ يصرخ في وجه المحامي بوزوبع" قل انت فين كنتي البارح فين مشيتي بالطيارة".

وكان يبهرنا بأسلوبه المبالغ في استفزاز خصومه من المحامين.

لماذا وكيف غادرت الاتحاد؟

بعد ست سنوات من الاشتغال داخل الاتحاد، استنفذ مساري المهني هناك وكان لابد للبحث عن آفاق جديدة، بعد ان احتدمت الخلافات السياسية داخل الحزب وهو ما انعكس على أداء الجريدة الأمر الذي حثم علي البحث عن تجربة جديدة، من خلال الانتقال الى العمل في الصحافة السمعية البصري عبر القناة الثانية عن طريق سي مماد .

لكن للاسف ان تجربة القناة الثانية لم تستمر أكثر ودامت 3 اشهر فقط ، وكان هناك زملاء لي من المعهد هم انس بوسلامتي ..وسبب المغادرة  هي الحساسية التي أبداها البعض هناك اتجاه زميل صحافي قادم من جريدة الاتحاد الاشتراكي.

اشتغلت بالقناة الثانية 3 اشهر دون ان احصل على اي تعويض الى يومنا هذا

بعد القناة الثانية كنت من المؤسسين لأول معهد خاص بتدريس الصحافة بالمغرب بدرب عمر والذي يعود له الفضل في تخرج عدد من الصحافيين بالمغرب ممن وسموا الحياة الصحفية ليومنا هذا.