نور اليقين: هذه ظروف العمل الصحفي خلال الثمانينات؟

الكاتب : الجريدة24

28 مارس 2023 - 11:15
الخط :

نوراليقين بن سليمان،صحافي،التحق بالعمل كصحافي متدرب بجريدة البيان في صيف 1979 .خضع  داخل المغرب و خارجه لدورات تدريبة و استكمال التكوين في مجالات مهنية مختلفة ك : تقنيات التحرير و الأجناس الصحافية الكبرى ، أخلاقيات المهنة ، حرية الصحافة و إشكالية الصحافة و حقوق الانسان ،تقنيات التواصل و العمل النقابي....

ما بين 1994 و 1998 اشتغل بجريدة العلم ثم عاد ليواصل مشواره المهني بجريدة بيان اليوم.

أصدر مؤلفا يحمل إسم  " منعرجات  من ذاكرة صحافي في الطفولة و الصحافة و السياسي  قيادي سابق في النقابة  الوطنية للصحافة المغربية و مؤسس  فرعها الجهوي بالدار البيضاء نهاية ثمانينيات القرن الماضي و تولى مسؤولية أمين مال النقابة لولايتين.

ناشط في الحقل الشبابي  و الطلابي  و الحقوقي خلال السبعينيات و الثمانينيات من القرن الماضي.

تقاعد في عام 2014 . صحافي شرفي  و فاعل حقوقي و جمعوي حاليا.

ارتأينا ان نستضيفه في هذه الزاوية ليروي موجز تجربته في تغطية الملفات القضائية...

حدثنا عن ظروف العمل الصحفي خلال فترة الثمانينات؟

في عقد ثمانينيات القرن الماضي ،لم تكن ظروف العمل في الجريدة و لا الإمكانيات، على امتداد سنوات،  تسمح بإنجاز عمل صحفي مهني متميز.جل الأوقات يقضيها طاقم التحرير بين مكاتب التحرير لإعداد مواد الجريدة  ثم  الانتقال إلى المطبعة للإشراف على تركيب الصفحات.

لم نكن نغادر مكاتب الجريدة إلا في حالات ناذرة ،و أساسا من أجل تغطية نشاط حزبي أو ندوة صحافية لشخصية وازنة.

خلال السنوات الأولى ،كنا بالدرجة الأولى كتاب مقالات حول قضايا اجتماعية  و اقتصادية و كتاب رأي أما المواد الإخبارية فقد كان لا بد أن  تساير الخط التحريري للجريدة. و ما ذكر هو أمر طبيعي،لأن الإعلام الرسمي كان يمارس التحيز و التعتيم بدوره...

في أواخر الثمانينيات، بدأت أتحرر من العمل المكتبي، و كنت  أنجز أعمالا صحفية خارج أوقات العمل،عبر الاتصال المباشر للحصول على المعلومة  أو معايشة الأحدات و جمع المعطيات ،و ذلك من أجل  إنجاز تحقيق أو تغطية ملف قضائي أو الحصول على معلومات من مؤسسات رسمية و توظيفها في مواد صحفية.

لقد كان هذا الجهد إضافيا ،و رغم أنه كان  مكلفا ماديا و صحيا فقد ساهم في تطوير مؤهلاتي التي  صقلتها عبر الدورات التكوينية التي  استفدت منها لاحقا،و كانت هي الأخرى ،في الغالب،على حساب عطلتي السنوية .

ما هي اهم الاعمال التي قمت بها؟

من الأعمال الصحفية التي تطلبت مني جهدا كبيرا ،أذكر تحقيقا حول محنة المواطنات و المواطنين مع التأشيرات،حيث تطلب مني الأمر أن أقضي ليلتين بالقرب من القنصلية الفرنسية ،و التحقيق الثاني تمحور حول وضعية المستعجلات،و كنت قد  زرت مستعجلات  الدار البيضاء الرئيسية و قضيت بها عدة ساعات ليلا ، وأحيانا إلى بعد منتصف الليل.

العمل الصحفي الآخر، الذي انشغلت به لعدة سنوات و كان مضنيا،هو متابعة الملفات القضائية،و سأتوقف عند هذه التجربة التي أعتقد بأنها تستحق اهتماما  خاصا ، نظرا لما تثيره من اهتمام ومن مخاطر في ذات الوقت.

كيف انجرفت نحو الملفات القضائية؟

لقد كانت قضايا الحوادث و المحاكم حاضرة في إطارعملنا المهني ،داخل هيأة تحرير  الجريدة و جرائد أخرى،لكن لم تكن ضرورة تسترعي  اهتماما خاصا أو تتطلب جهدا  زائدا ،نظرا لطبيعة الجريدة  وقتذاك ، حيث كانت جريدة ناطقة باسم حزب معارض، و تعتبر منبرا وطنيا سياسيا ملتزما كما  كان يقال " بقضايا الوطن و هموم الشعب الكادح".

في تلك الفترة، كانت الحرب الباردة بين المعسكر الاشتراكي و المعسكر الامبريالي الرأسمالي، ما زالت قائمة ،و ظلت بعض التصنيفات مهيمنة  إعلاميا و سياسيا و ثقافيا ،لقد كان العالم  منقسم لعالمين،

و كان الاقتصاد هو الآخر مصنفا إما ب"  اقتصاد بورجوازي رأسمالي" أو  ب "اقتصاد اشتراكي  كولخوزي و سوفخوزي ". الغناء أيضا كان   نوعين : " الغناء البورجوازي و الغناء الملتزم "؟.

الصحافة بدورها كانت تتقاسم تصنيفات، صحافة تسمى "مناضلة و ملتزمة" متجسدة في الصحف الحزبية "الغراء " و تنعت بالوطنية و التقدمية،  و صحافة أخرى تنعت " بأنها تدور في فلك السلطة أو المخزن" و توصف بأنها رجعية .

..يتبع

آخر الأخبار