مفتاح: هذه قصة أسبوعية "الأيام" وسبب نزولنا من سفينة " الصحيفة"

الكاتب : الجريدة24

29 مارس 2023 - 10:40
الخط :

من الأسماء الصحفية التي تضيء سماء الإعلام المغربي، الأستاذ نور الدين مفتاح، الغني عن التعريف، مدير نشر أسبوعية الأيام التي تتصدر المشهد الإعلامي المكتوب  بالمغرب ورئيس الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، ارتأينا أن نستضيفه في هذه الزاوية، ليميط اللثام عن تاريخ الصحافة المكتوبة بالمغرب، ويكشف ما خفي  للأجيال اللاحقة بمهنة المتاعب..

لماذا وكيف غادرت  الاتحاد؟

بعد ست سنوات من الاشتغال داخل الاتحاد، استنفذ مساري المهني هناك وكان لابد للبحث عن آفاق جديدة، بعد ان احتدمت الخلافات السياسية داخل الحزب وهو ما انعكس على أداء الجريدة الأمر الذي حثم علي البحث عن تجربة جديدة، من خلال الانتقال الى العمل في الصحافة السمعية البصري عبر القناة الثانية عن طريق سي مماد .

لكن للاسف ان تجربة القناة الثانية لم تستمر أكثر ودامت 3 اشهر فقط ، وكان هناك زملاء لي من المعهد هم انس بوسلامتي ..وسبب المغادرة  هي الحساسية التي أبداها البعض هناك اتجاه زميل صحافي قادم من جريدة الاتحاد الاشتراكي.

اشتغلت بالقناة الثانية 3 اشهر دون ان احصل على اي تعويض الى يومنا هذا

بعد القناة الثانية كنت من المؤسسين لأول معهد خاص بتدريس الصحافة بالمغرب بدرب عمر والذي يعود له الفضل في تخرج عدد من الصحافيين بالمغرب ممن وسموا الحياة الصحفية ليومنا هذا.

كيف التحقت بتجربة المغرب اليوم؟

بينما كنت داخل نادي الكرة الحديدية بالدار البيضاء ، وهو النادي الذي كان يعج بالفنانين والصحافيين وكان صديق لي داخل الجريدة يكتب باسم مستعار وكان من المواظبين على النادي المذكور هو الذي اخبرني ان اسبوعية في طور التشكل تبحث عن صحافيين وزودني برقم هاتف رجل الأعمال المعروف عبد الهادي العلمي الذي رحب بي.

التجربة انطلقت باسماء وازنة من بينهم محمد اوجار ونعيم كمال وحسن عبد الخالق حكيم بديع علي مبارك ومونية بستاني وفريق ساطع من الصحافيين في تلك الفترة، وكان احمد الشرعي مالك المجموعة الإعلامية الحالية الأحداث وميد راديو هو المدير المالي والإداري للأسبوعية.

انطلقنا واشتغلنا مدة 3 سنوات وفق تجربة إعلامية راقية لم يسبق للمغرب ان عرفها.

ونصف المدة كنت رئيسا للتحرير.

لكن المشاكل المادية التي سيمر بها صاحب المجموعة العلمي دفعته لتوقيف الإصدار .

لكن امام الزخم الذي حققناه، فكرنا كفريق ان نبحث عن استمرار التجربة عبر بوابة ممول جديد، حيث كانت هناك أسبوعية فرنسية هي لوجرنال بتمويل من رجل الأعمال الراحل فاضل العراقي وإدارة الصحفي بوبكر الجامعي وعلي عمار.

فكان ميلاد أسبوعية الصحيفة التي تعد ثمرة عملنا في تجربة أسبوعية المغرب اليوم.

تجدر الاشارة هنا الى ان علي عمار كان ضد تجربة الصحيفة ولم يكن متحمسا اليها فقط التقت رغبتنا مع الجامعي وفاضل العراقي.

انطلقت الصحيفة بمجهوداتنا وبتمويل من لوجرنال

لكن الإشعاع الذي حققته الأسبوعية كان بفضل الفريق الشاب الذي اشتغل معي في تلك الفترة وغالبيتهم من طلبتي في معهد الصحافة بدرب عمر.

استمر العمل داخل الصحيفة لكن الخلافات التي  ستبرز مع ادارة المجموعة ستضع نهاية لهذه التجربة بداية من الحوار الذي اجراه المرابط مع نتنيهاو مرورا بالحوار مع زعيم البوليساريو الراحل عبد العزيز المراكشي.

على ان النقطة التي أفاضت الكأس هي محاولة ركوب كل من علي عمار وبوبكر الجامعي وفاضل العراقي على ربورطاج حول اعتصام للمكفوفين بالرباط أنجزته الصحيفة.

حيث ربط بوكر الجامعي الاتصال بالصحفي انس مزور منجز الربورطاج دون اخباري وقاموا باصطحابه الى مكان اعتصام المكفوفيين كمحاولة منهم للوساطة بينهم وبين مؤسسات الدولة.

ناقشنا كهيئة تحرير هذه المسالة وقدمنا احتجاجا قويا لإدارة لوجورنال وقررنا حينها ان نقدم استقالة جماعية ونشرع في تجربة جديدة.

الوحيد الذي تخلف عن الاستقالة هو عبد العزيز كوكاس القادم الى المهنة من التعليم، حيث اسندت له مهمة رئاسة الصحيفية بعدنا.

الانفصال فشل بعد مفاوضات احتضنها مطعم شعبي بدرب عمر

بعد الصحيفة كانت الايام كيف جائت فكرة التسمية؟

فكرة التسمية هي ابداع شخصي ومنها جاء اسم عمودي الاسبوعي الحالي " تلك الأيام.

تمويل هذا المولود الجديد الذي حافظ على قرائه من تجربة الصحيفة، هو تمويل ذاتي صرف ساهم من خلاله معظم الصحافيين الذين قدموا معي من الصحيفة بالتخلي عن نصف رواتبهم، مع قرض حسن من مدير شركة التوزيع السيد حميد برادة، وبدعم لوجستيكي من السيد عبد الهادي العلمي الذي ساهم ببعض المكاتب والكراسي وأجهزة الماكنتوش المستعملة في الرقن.

انطلقت التجربة وكتب لها النجاح بفضل قراء الأسبوعية الذين ضمنوا لها موارد مالية لتغطية تكاليف الصحافيين وأيضا الطبع والتوزيع، وتصدرت الأيام المشهد الإعلامي الأسبوعي بالمغرب ونالت عن جدارة واستحقاق شرف الأسبوعية الأولى بالمغرب.

آخر الأخبار