نور اليقين: هذه أهم الطرائف التي حضرتها أثناء تغطيتي للمحاكمات

الكاتب : الجريدة24

31 مارس 2023 - 11:30
الخط :

نوراليقين بن سليمان،صحافي،التحق بالعمل كصحافي متدرب بجريدة البيان في صيف 1979 .خضع  داخل المغرب و خارجه لدورات تدريبة و استكمال التكوين في مجالات مهنية مختلفة ك : تقنيات التحرير و الأجناس الصحافية الكبرى ، أخلاقيات المهنة ، حرية الصحافة و إشكالية الصحافة و حقوق الانسان ،تقنيات التواصل و العمل النقابي....

ما بين 1994 و 1998 اشتغل بجريدة العلم ثم عاد ليواصل مشواره المهني بجريدة بيان اليوم.

أصدر مؤلفا يحمل إسم  " منعرجات  من ذاكرة صحافي في الطفولة و الصحافة و السياسي  قيادي سابق في النقابة  الوطنية للصحافة المغربية و مؤسس  فرعها الجهوي بالدار البيضاء نهاية ثمانينيات القرن الماضي و تولى مسؤولية أمين مال النقابة لولايتين.

ناشط في الحقل الشبابي  و الطلابي  و الحقوقي خلال السبعينيات و الثمانينيات من القرن الماضي.

تقاعد في عام 2014 . صحافي شرفي  و فاعل حقوقي و جمعوي حاليا.

ارتأينا ان نستضيفه في هذه الزاوية ليروي موجز تجربته في تغطية الملفات القضائية...

هل من طرئف حضرتها خلال تغطيتك للمحاكمات؟

في بداية عملنا على مستوى قضايا المحاكم ،كانت هناك محكمة ابتدائية  واحدة و محكمة الاستئناف،و فيما بعد جاء التقسيم ،الذي لم يعمر، ليتم الرجوع إلى التجميع  ثم القطبية.

لقد كانت التجربة قاسية على عدة مستويات، سيما أثناء الجلسات الماراطونية التي كانت تدوم أحيانا إلى ما بعد منتصف الليل .

كانت مستملحات و وقائع عابرة تخفف من الأرق و التعب الذي يصيبنا،و بعض الجلسات لم تخل بدورها من طرائف.

في إحدى الجلسات نادى القاضي المقتدر لحسن طلفي على ملف من أجل مناقشته،تقدم محامي و شرع في المرافعة،وفي لحظة ما بدأ القاضي يفتش في  وثائق الملف،

و فيما بعد قال للمحامي"وا أستاذ هادشي لي تتكلم  عليه ما كينش عندنا في الملف"،حاول المحامي مواصلة مرافعته حول نفس الوقائع " فأوقفه القاضي من جديد قائلا "والأستاذ هادشي لي  تتناقاش واش يهم المتهم فلان؟"

حينها اعتذر المحامي للمحكمة ،و تبين له أنه كان يرافع  حول وقائع ملف آخر مدرج في نفس الجلسة و ينوب فيه أيضا.

كانت تجربة متابعة الملفات القضائية غنية ،من حيث التكوين و معرفة المجتمع من الزاوية الأكثر قربا، فضلا عن العلاقات السليمة المطبوعة بالتقدير و الاحترام التي ربطناها مع موظفي المحاكم، المحامين، القضاة و رجال الأمن.

و لم تكن التجربة خالية من لحظات خوف و حذر،سيما من جراء تأثير ما ننشر على بعض المتهمين و أسرهم و بعض المحامين حتى ،ممن لم يرقهم تناول قضاياهم و متابعاتها صحفيا ...

ذات مرة اتصلت بمحامي في مكتبه من أجل الحصول على معطيات ملف،وأثناء استقبالي دخلت فتاة جميلة  لتستفسره عن قضيتها،و قتها تركتهما وخرجت.فيما بعد خرجت الفتاة وأثناء حديثها مع كاتبة  المحامي شرعت في سب الصحافة و سب صحافي اسمه نوراليقين لآنه تناول قضيتها و شهر بها مقابل دريهمات؟؟.

و أضافت الشابة ،قائلة" و الله كن شديت هذا الصحافي ديال آخر الزمان حتى نوريه ".

هدأنا الشابة دون أن نشعرها أن المعني متواجد أمامها،و بعد معرفة طبيعة قضيتها أدركت أنها كانت ضمن مجموعة من الفتيات متابعات في حالة سراح، وكنت قد نشرت خبر توقيفهن بمطار محمد الخامس لما حاولن السفر إلى دولة الإمارات ،كما نشرت بعض ما نسب إليهن....

كيف كنتم تتغلبون على المشاكل التي تصادفكم؟

كنا نتغلب على المشاكل التي اعترضننا،وعانينا منها، بالإرادة و قوة التحمل،و بالمستملحات و الطرائف التي كنا نتداولها فيما بيننا و ننسجها من معطيات تواجدنا اليومي في المحاكم.

كنا نعايش أن الموظفين في المحاكم ليسوا أقل معاناة منا .أجل،عايشنا ما عاناه كتاب ضبط و رجال أمن ،

و أتذكر هنا أنه في إحدى الجلسات بالمحكمة الابتدائية أنفا امتدت مناقشة ملف يتعلق بالاتجار الدولي في المخدرات إلى ما بعد منتصف الليل، و كان يتابع فيه عدد كبير من المتهمين.

لقد تزامنت هذه الجلسة مع ليلة عيد الفطر،والمداولات امتدت إلى  الثالثة صباحا تقريبا ،وبعد النطق بالحكم  جاءت  سيارة فاركونيت و نقلت نفس رجال الأمن الذين ظلوا و باتوا في المحكمة إلى "لمصلى" بعين الشق للمشاركة في تأمين الأمن خلال صلاة العيد.؟

آخر الأخبار