هل استوعب عبد الرزاق مقري شيطان الـ"كابرانات" الدرس؟

الكاتب : انس شريد

18 أكتوبر 2023 - 11:00
الخط :

لم يعرف عبد الرزاق مقري، زعيم أكبر حزب إسلامي تربى في كنف النظام العسكري الجزائري، أي لعنة نزلت عليه ليعتقل ويسوقه الـ"كابرانات" الذين ظل يدافع عنهم ويتبنى عقيدتهم في تمزيق المغرب، لا لشيء سوى لأنه خطرت إلى ذهنه أن يفتح فمه في محاولة منه التضامن مع فلسطين.

ووقف الناطق باسم الشيطان، على حقيقة النظام المارق الذي يمسك بتلابيبه ومن معه من الجزائريين، ليذوق من ويلاته وهو الذي دون ذات يوم معلقا على فوز حزب "التجمع الوطني للأحرار" بالتشريعيات في المملكة المغربية في مواجهة حزب "العدالة والتنمية"، قائلا إن الـ"بيجيدي" حلت عليه لعنة فلسطين وبذلك انهزم في الانتخابات.

وفيما تفنن عبد الرزاق مقري، رئيس ما تعرف بـ"حركة مجتمع السلم" في الجزائر، في الشماتة من حزب مغربي أحيت المملكة المغربية خلال عهدته علاقاته مع إسرائيل، وما بدلت بعد ذلك تبديلا من مساندتها مناصرتها للقضية الفلسطينية بكل الواقعية الممكنة وبعيدا عن الشعارات القومجية التي تخدم مصالحهم كتجار للقضية، فإن الدور جاء عليه ليغرف من كأس الهوان ويزدرد الذل على يد "كابرانات" اعتقلوه لأنه نسي وفتح فمه خارج عيادة الطبيب.

أيضا، كان عبد الرزاق مقري، وصف الـ"بيجيدي" بالحزب "الانبطاحي"، لكن هل عرف بأن الانبطاحيين هم من يحكمونه ولا يلقون بالا له ويعتقلونه متى عاندهم، حينما حاول الخروج للشارع للتسويق لمساندته فلسطين، فكان أن اعتقل من أمام مقر "حركة مجتمع السلم"، حيث اقتيد لمخفر المن وهناك سئل وقرصت أذناه قبل أن يفرج عنه، بعدما فهم الدرس وبأن شعار "مع فلسطين ظالمة أو مظلومة" إنما هو للتسويق في الجزائر وليس للتطبيق ولو بوقفة تنديدية؟

ولعل عبد الرزاق مقري الذي له مع المغاربة تاريخ عداء طويل لن تمحوه محاولاته الأخير لمداهنتهم، عرف فعلا كيف أن في الجزائر لا هم يعلو فوق هم تمزيق المغرب وفصله عن صحرائه العزيزة، وبأن فلسطين ليست ضمن وارد اهتمامات العسكر الأجلاف، الذين تمسح بأعتابهم.

ولقد حاول هذا الإمعة جاهدا دغدغة مشاعرهم عبر التعليق في مرة سابقة أيضا، أن انتصار المنتخب الجزائري للمحليين على المنتخب الوطني المغربي في كأس العرب بملعب الثمامة في قطر، بأنه انتصار لفلسطين، فهل كان لزاما أن يفهم الدرس بالطريقة الصعبة.

إنه درس قاس ما لقنه الـ"كابرانات" للشيطان الناطق عبد الرزاق مقري، الذي فهم كيف أنه لن يستطيع الكلام أو التحرك قيد أنملة دون إذن من الماسكين برقبته، ورقاب الجزائريين جميعا، ولو أنه حاول الاجتهاد خطأ وترجمة ما يرددونه ليلا من دعمهم لفلسطين، والحال أن كلام العساكر العجائز في الليل يمحوه النهار.

آخر الأخبار