ترامب تراجع عن قصف ايران فجر الجمعة في آخر لحظة

الكاتب : الجريدة24

21 يونيو 2019 - 10:00
الخط :

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وافق على توجيه ضربات عسكرية لإيران الجمعة 21 يونيو الجاري رداً على إسقاط طائرة استطلاع مسيرة قيمتها 130 مليون دولار لكنه تراجع عن التنفيذ في اللحظات الأخيرة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين كبار بالإدارة شاركوا في المناقشات أو اطلعوا عليها قولهم إن ترامب وافق في البداية على ضرب بضعة أهداف كأجهزة رادار وبطاريات صواريخ.

وأضافت أنه كان من المقرر تنفيذ الضربات قبيل فجر اليوم الجمعة لتقليل الخطر على العسكريين أو على المدنيين.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير بالإدارة قوله إن الطائرات كانت محلقة والسفن كانت في مواقعها، لكن لم تنطلق أية صواريخ عندما صدر لها أمر بالمغادرة.

وقالت نيويورك تايمز إن قرار الرجوع المفاجئ أوقف ما كان سيصبح ثالث عمل عسكري لترامب ضد أهداف في الشرق الأوسط مشيرة إلى أنه ضرب مرتين أهدافاً في سوريا في 2017 و2018.

ومن غير الواضح ما إذا كان قرار شن هجمات على إيران ما زال قائماً، حسبما ذكرت الصحيفة التي قالت إن من غير المعروف هل ألغيت الضربات بسبب رجوع ترامب عن رأيه أم نتيجة قلق الإدارة من أمور تتعلق باللوجيستيات أو الاستراتيجية.

وقالت شركة الخطوط الجوية المتحدة (يونايتد إيرلاينز) إنها علقت رحلاتها من مطار نيوارك بولاية نيوجيرزي الأمريكية إلى مومباي، المركز المالي الهندي، عقب مراجعة تتعلق بالسلامة بعدما أسقطت إيران طائرة استطلاع أمريكية مسيرة من على ارتفاع كبير.

وقالت الشركة على موقعها الإلكتروني الجمعة  21 يونيو/حزيران  «نظراً للأحداث الحالية في إيران، أجرينا مراجعة شاملة للسلامة والأمان للخدمة التي نقوم بها إلى الهند عبر المجال الجوي الإيراني وقررنا تعليق الخدمة».

شركة أو.بي.إس جروب التي تقدم لشركات الطيران إرشادات تتعلق بالسلامة إن بيانات تعقب الرحلات بينت أن طائرات تجارية كانت تحلق على مقربة شديدة من الطائرة الأمريكية المسيرة وقت إسقاطها.

وأضافت في تقريرها أمس الخميس «إن خطر إسقاط طائرة مدنية في جنوب إيران خطر حقيقي.. نوصي بتجنب منطقة مضيق هرمز إذ أن احتمال الخطأ في التعرف على هوية الطائرات وارد».

وفي الشهر الماضي نصحت إدارة الطيران الاتحادية الأمريكية شركات الطيران بتوخي الحرص لدى التحليق فوق إيران والمناطق القريبة نظراً لتزايد الأنشطة العسكرية وزيادة التوترات السياسية.

وقالت «رغم أن إيران ليست لديها على الأرجح نية استهداف طائرات مدنية، فإن وجود العديد من الأسلحة المتقدمة المضادة للطائرات والبعيدة المدى في أجواء تتسم بالتوتر ينطوي على مجازفة بالخطأ في دقة الحسابات أو الخطأ في التعرف على هوية الطائرات، وبخاصة في فترات التوتر السياسي الشديد والتراشقات الكلامية».

وأمس الخميس قالت شركتا طيران أمريكيتان أخريان هما الخطوط الجوية الأمريكية (أمريكان إيرلاينز) ودلتا إير لاينز إن طائراتهما لا تحلق فوق إيران.

نشرت مواقع إيرانية فيديو توضيحياً لما قالت إنه المسير الذي سلكته طائرة التجسس الأمريكية mq4 ودخولها للمياه الإقليمية الايرانية قبل إسقاطها من قبل الدفاعات الجوية الإيرانية.

طهران قالت إن الطائرة أقلعت من قاعدة الظفرة الجوية في الإمارات وقامت بعمليات استطلاع تجسسية واستخباراتية على إيران وقالت إنها اخترقت أجواءها وأسقطت بواسطة منظومة «سوم خرداد» إيرانية الصنع على ارتفاع 52000 قدم «فوق مضيق هرمز».

إلى ذلك بثت وزارة الدفاع الأمريكية ما قالت إنها صور تظهر لحظة استهداف الطائرة الأمريكية المسيرة التي تم إسقاطها من قبل إيران، في المقابل نشر الحرس الثوري الإيراني صوراً قال إنها للحظة استهداف وإسقاط الطائرة.

وقال موقع سباه نيوز الإلكتروني، الذراع الإعلامية للحرس الثوري الإيراني، إن طائرة استطلاع أمريكية مسيرة أُسقطت في إقليم هرمزجان المطل على الخليج بجنوب البلاد.

وقالت وكالة أنباء فارس إن الحرس الثوري استخدم منظومة (3 خرداد) الصاروخية الإيرانية، والتي كشفت طهران عنها قبل خمس سنوات، لتدمير الطائرة المسيرة. لكن ما هي مميزات الطائرة التي أسقطتها إيران وأثارت غضب دونالد ترامب؟

وذكر مسؤول أمريكي أن الطائرة المسيرة من طراز إم.كيو-4سي ترايتون وتتبع البحرية الأمريكية، وأنها أُسقطت في المجال الجوي الدولي فوق مضيق هرمز، الذي يمر فيه نحو ثلث النفط المنقول بحراً ليخرج من الخليج.

وقال بيل أوربان، الكابتن في البحرية الأمريكية، إن الرواية الإيرانية التي تفيد بأن الطائرة كانت تحلق فوق إيران زائفة. وأضاف «كان هذا هجوماً لم يسبقه استفزاز على طائرة مراقبة أمريكية في المجال الجوي الدولي».

وتقول شركة نورثروب جرومان المصنعة للطائرة إم.كيو-4سي ترايتون على موقعها الإلكتروني، إن الطائرة ترايتون قادرة على التحليق لأكثر من 24 ساعة في الرحلة الواحدة، على ارتفاع يزيد على 16 كيلومتراً، ويبلغ مداها 8200 ميل بحري.

ولم يُعرف على الفور ما إذا كانت الطائرة ترايتون مسلحة مثل الطائرات المسيرة التي يستخدمها الجيش الأمريكي للقضاء على مسلحي تنظيم القاعدة في اليمن.

ونقلت وكالة «فارس» بياناً للحرس الثوري الإيراني، الخميس، جاء فيه: «طائرة التجسس الأمريكية هي من طراز غلوبال هاوك، وكانت قد انتهكت الأجواء الإيرانية فجر الخميس فوق هرمزغان».

وتابع البيان بأن قوة الجو فضاء، التابعة للحرس الثوري الإيراني، أسقطت الطائرة في منطقة «كوه مبارك «، التابعة لمحافظة هرمزغان جنوبي غرب البلاد.

وأشار البيان: «الطائرة المسيرة التي تم إسقاطها تحمل 900 كيلوغرام من الأجهزة التجسسية، وصنع غلافها من الألومنيوم، وتستطيع التحليق على ارتفاع 65 ألف قدم، ويتحكم بها في غرفة الإدارة أربعة أشخاص».

آخر الأخبار