"أمال بوسعادة" و"المعطي منجب".. لَرب ضارة نافعة

هشام رماح
تدرج العرب على التمني بـ"لَرب ضارة نافعة"، وكما أن "أمال بوسعادة" وفي غمرة لوثة الجنون التي تلبَّستها، وجعلتها تنتج الأكاذيب وتسوق للأباطيل، في حق المغرب ورجالاته، فإن هذا الأمر كان مناسبة سانحة، أكثر من ذي قبل، لاستجلاء مكنونات المتربصين بالوطن في الخارج والداخل، وفضحت ألاعيبهم الفظيعة، حتى اضطرت "قبرص" إلى تصويب الوضع المختل وضربت بهؤلاء الأعداء والخونة الذين استندوا على أقاويلهم لتشويه المغرب، عرض الحائط.
وإن صرح "ثيودوروس غوتسيس"، المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية القبرصية، بأن المزاعم التي تداولتها بعض وسائل الإعلام بشأن مذكرات توقيف صدرت في حق مسؤولين أمنيين مغاربة "لا أساس لها من الصحة على الإطلاق"، فإن هكذا تصريح، لهو أكبر معبر عن المأزق الذي وضعت فيه نفسها "وكالة الأنباء الجزائرية"، عندما جعلت من نفسها أضحوكة حتى أمام العالم وفي مقدمته الحكومة القبرصية التي ما كانت لتعرف طينة نظام العسكر المارق، لولا هذه الواقعة.
أيضا، تصحيح المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية القبرصية، بقوله إنه "ليس هناك أي قضية جنائية ولم يتم إصدار أي مذكرة توقيف في حق الأشخاص" الذين تم الزج بأسمائهم زورا في الافتراءات التي جرى الترويج لها، لهي الإشارة بأن السلطات القبرصية أصبحت، الآن، على علم بالمعدن الصديء لـ"أمال بوسعادة" الصهباء المجنونة، التي لم تكتفي بالاحتماء في الجزيرة المتوسطية، بل زادت في حمقها ونسبت إلى سلطاتها أمرا لم يكن في علمها، بما يفيد بحذر أكيد منها مستقبلا.
وكما سقطت ورقة التوت عن "أمال بوسعادة"، وحشرت نفسها بنفسها في الزاوية وأسبغت على نفسها صفة الضلالة، فإن فيما قامت به، وسايرها فيها سدنة الشر، ما يشي باستنزاف هؤلاء لأرصدتهم، وفشل وسائلهم في بلوغ مراميهم الخبيثة، كما يحيل على الوجوه البشعة لأبواق إعلامية نذرت مهامها لمهاجمة المغرب مثل "وكالة الأنباء الجزائرية"، التي تحوز وللأسف صفة "الوكالة الرسمية" في جارة السوء، ومعها الوصية عليها "فرانس 24" التي يأتي ذكرها، ها هنا، لأن المناسبة شرط.
وإذ اقترفت مرة أخرى "فرانس 24"، خطيئة تنضاف إلى خطاياها الفظيعة في مسارها الشائن، وهي تفرد المجال لخائن الداخل "المعطي منجب"، فإنها أيضا بصمت على كونها، لا تختلف شيئا على "الوكالة الرسمية" في الحديقة الخلفية للدولة الفرنسية العميقة، ولتعلن بالفم الملآن، أنها تنتكس لكل إنجاز حققه المغرب، مثل ما حدث حين انتخب لرئاسة المجلس الأممي لحقوق الإنسان في جنيف، فكان أن قررت من جديد اللعب بذيلها مع المملكة الشريفة لعلها تستطيع مداراة خيبتها من هكذا مكسب عالمي.
وعموما، فإن المتتبع للخطوات المغربية المكينة والمكاسب التي حققها عالميا، ليَفطن بلا جهد، إلى أن خرجات خونة الخارج مع خونة الداخل وأبواق العسكر مع أبواق الدولة الفرنسية العميقة، ليست وليدة الصدفة، بل هي ردة فعل متفق عليها وهي نتاج جهود تضافرت بين أعداء الوطن، بعدما أحصوا أضرارهم واكتشفوا بأن العالم لا يعتقد في الصورة التي يحاولون الترويج لها بشأن المغرب وبأنه العالمين يثقون فيها ولذلك بوؤوه مكانة ترؤس المجلس الأممي لحقوق الإنسان لانتفاء ما يلطخ سمعته في سجله الحقوقي.