صحيفة فرنسية: المغرب يضمن الربح لدول الساحل والجزائر تؤتي المشاكل بمنطق "فرق تسد"

الكاتب : الجريدة24

09 فبراير 2024 - 10:20
الخط :

هشام رماح

لطالما نهج النظام العسكري الجزائري سياسة "فرق تسد" لتحقيق غاياته، وهو أمر يتجسد عبر محاولتها إعاثة الفوضى في مالي، التي قررت الانسحاب نهائيا من اتفاق الجزائر لـ2015، كرد فعل على النوايا السيئة لنظام الـ"كابرانات".

هذا ما قاله المحلل الجيو- سياسي الفرنسي "Alexandre del Vallé"، في تصريح لصحيفة "le Journal de Dimanche"، معتبرا أن أصل المعضلة المالية، هي الجزائر التي غالبا ما لعب نظامها العسكري على حبل الانفصاليين في شمال مالي في نهج سافر لسياسة التفرقة من أجل تحقيق أهداف العسكر.

وأفردت الصحيفة الفرنسية "JDD"، تقريرا مطولا حول التوتر القائم حاليا بين مالي وجارتها الشمالية الجزائر، مشيرة إلى أن العلاقات بين البلدين بلغت مدى فادحا، بعدما فطن المجلس العسكري القائم في مالي لمناورات النظام الجزائري وتحريضه لجماعات انفصالية ضده.

وأوردت الصحيفة الفرنسية بأن السلطات في "باماكو"، قررت الانسحاب من الاتفاق المبرم مع المتمردين الطوارق برعاية جزائرية في 2015، بعدما ثبت لها أن النظام العسكري الجزائري عقد لقاءات مع قيادات للمتمردين دون إحاطتها علما بذلك، وهي اللقاءات التي لم تكن بريئة بالمرة.

ووفق المحلل الجيو- سياسي الفرنسي "Alexandre del Vallé"، فإن الجزائر شرعت تحصد نتائج ما زرعته من محاولتها اللعب بالنار مع جيرانها، إذ فقدت نفوذها في منطقة الساحل، كما أنها تلقت صفعة قوية من موريتانيا، التي آثرت الاتقارب مع المملكة المغربية بدلا من الانجرار وراء سياسة النظام الجزائري الرامية لخلق البلبلة في المنطقة.

وعرجت الصحيفة الفرنسية على مبادرة الملك محمد السادس، التي أعلنها في السادس من شهر نوبر 2023، في خطابه السامي بمناسبة الذكرى الـ48 للمسيرة الخضراء، وهي المبادرة التي يتغيا منها خلق فضاء قوامه رابح رابح مع دول الساحل، عبر اقتراح فتح منافذ لدول المنطقة على المحيط الأطلسي.

وقالت "JDD" إن الملك محمد السادس اقترح على دول مالي وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد فتح اقتصاداتها عبر إنشاء منطقة تجارة حرة تصل إلى ميناء الداخلة بالصحراء المغربية، إذ أبدت المملكة استعدادها الأكيد في وضع بنياتها التحتية من موانيء وطرق وسكك حديدية رهن إشارة، دول الساحل الأربع.

وفيما أفادت الصحيفة الفرنسية بأنه سيتعين على الدول المعنية بالمبادرة الملكية المغربية، إنشاء فريق عمل لتعزيز الأمن في المنطقة، أكدت على أن المبادرة حظيت بقبول من طرف هذه الدول، شهر دجنبر المنصرم، وهو ما شكل ضربة قوية للجزائر التي ترغب في الحفاظ على مكانة لها في المنطقة.

وفي تعليق على المبادرة المغربية، قال  المحلل الجيو- سياسي الفرنسي "Alexandre del Vallé"، إن المغرب، أثبت بأنه ينتهج سياسة استراتيجية قوامها تحقيق منافع متبادلة للجميع، بحيث أن المبادرة تروم تحقيق أرباح للجميع، بينما الجزائر كشفت عن افتقارها لأي رؤية غير إشعال الفتن وتعميق الخصومات، بمنطق "فرق تسد".


آخر الأخبار