مؤتمر حزب الاستقلال.. محطة تنظيمية تضع العربة أمام الحصان

الكاتب : الجريدة24

26 مارس 2024 - 02:34
الخط :

لأول مرة يجد الاستقلاليون أنفسهم أمام محطة تنظيمية بدون أي رهان، سوى تجديد ولاية الأمين العام المنتهية ولايته.

نزار بركة الذي تسلم رمانة الميزان على وقع صدى موقعة الصحون الطائرة، هاهو يقبل على التوقيع على عقد تمديد ولايته الثانية على وقع صدى الصفعة.

وما تلا ذلك من فضائح فجرها اوديو رئيس كتيبته البرلمانية نور الدين مضيان الذي فضح  نزوة" الجنس مقابل البرلمان".

مرورا بواقعة صفقة مكاتب الدراسات التي فكت لغز صمت المرأة الحديدية داخل الحزب خديجة الزومي التي اعتادت الصراخ في وجه الأمناء العامين السابقين.

حزب علال الفاسي الذي عود المغاربة على طرح الأفكار والمشاريع خلال محطاته التنظيمية السالفة، تحول في عهد بركة إلى مجرد إطار فارغ.

تخلى الحزب عن دوره الأساسي في إنتاج الأفكار والمشاريع والإجابة عن انتظارات المغاربة، بعد أن صار رهينة لتيارات مصلحية لا يهمها سوى مصالحها الشخصية.

بعد صراع مرير بين دهاقنة الحزب، أطلت قيادة الحزب الحالية على المغاربة ببيان عجيب "يزف" استمرار بركة على رأس الحزب لولاية ثانية.

زاعمة وجود إجماع بين التيارات المتصارعة حول شخص هذا الأخير، بعد أن تخلى تيار الصحراء بقيادة ولد الرشيد عن صهره ميارة رئيس مجلس المستشارين.

هذا الإجماع سرعان ما تلاشى بعد واقعة الصفعة وما تلاها من تفجير الفضائح داخل البيت الاستقلالي من  اجل الضغط أكثر لنيل الحصيص داخل المجلس الوطني المرتقب انتخابه.

عمليا هناك تياران داخل الحزب، تيار غير معلن يوجد على رأسه كل من البرلماني سعود وحليفه ميارة، وتيار نزار بركة الذي ذوب باقي الشركاء طمعا في المكاسب المرتقبة.

من الغرائب المسجلة على هذه المحطة التنظيمة لحزب علال الفاسي، أن اللجان التي تشتغل حاليا للتهيئ للمؤتمر المزمع عقده في ابريل القادم، آخر اهتماماتها هي الورقة المذهبية للحزب.

ولا يوجد ضمن أجندتها أية ورشة للخبراء للإجابة عن المرحلة الراهنة التي يمر بها المغرب، على اعتبار ان الدور الأساسي لأي حزب هو إعداد التصورات والإجابة عن انتظارات الكتلة الناخبة.

ما يهم دهاقنة الحزب هو الحفاظ على مكتسابتهم ومصالحهم الشخصية، وديمومة المناصب الحالية. أما مؤسس الحزب وملهمه الراحل علال الفاسي فليذهب إرثه وأدبياته و مؤلفاته إلى جامع القرويين.

آخر الأخبار