أعلام فاس وعلماؤها…بن مجبر المساوي سيبويه زمانه

الكاتب : الجريدة24

04 أبريل 2024 - 06:00
الخط :

 فاس: رضا حمد الله

"ختمت عليه القرآن بالقراءات السبع، وحضرت عليه الألفية بمسجد الصوافين، يقتصر فيها على حل اللفظ، وربما يبحث على المكودي أو يعترضه، وقرأت عليه جملة وافرة من الخزرجية ومن الشاطبية الكبرى بلفظي إلى سورة الأنعام، كنت أقرأها عليه بين المغرب والعشاء بجامع القرويين".

هكذا حكى الشيخ الإمام الحافظ العالم العلامة المتفنن المسند أبو عباس أحمد المنجور، في فهرسه عن أستاذه محمد بن مجبر المساوي واحد من الفقهاء النحويين العروضين المتفننين، ناقلا الأجواء التي عاشها في حضوره دروسه بمختلف الجوامع التي مر منها وترك فيها بصمة بأذهان تلاميذه.

 وبن مجبر المساوي من الشخصيات اللامعة في علوم القرآن في عهد الوطاسيين، إذ كان للوقف الأثر البارز في تنشيطها وفعاليتها، حيث يقتصر  على تنشيط المعرفة في الجوامع والكراسي العلمية، بل تجاوز ذلك إلى الإسهام في تأسيس بعض المدارس العلمية ومنها مدرسة عجيسة.

وهذه الحقيقة أوردها أيضا الدكتور عبد الهادي التازي في كتابه "جامع القرويين" في مختلف مجلداته، تحدث فيها أيضا عن الدور الكبير للوقف في الحياة الثقافية في مدرسة عجيسة، بعد وقف عقارات عليها ومنها عرصة ابن الصغير وكوشة الجبس بالمعصرة الجديدة وغيرها كثير.

وكان لابن مجبر حضور وازن هناك لحد أنه أصبح "سيبويه زمانه وواحد وقته وأوانه" كما وصفته مصادر أثنت عليه أستاذا حافظا نحويا له "طرز على ألفية ابن مالك شيخ الجماعة"، مؤكدة أخذه عن أبي عمران وموسى الزواوي وأبي عبد الله بن غازي، وبنسبة أكبر على موسى الزواوي.

وحكت أنه كان يتكلم على مختصر ابن الحاجب الفرعي ويستظهره في مسجد الشرفاء وجامع العقبة الزرقاء الموجودة قرب داره وسقاية قريبة منها، ويتصل هذا الجامع بدار عبد الواحد الونشريسي نجل أبو العباس أحمد نزيل فاس ومفتيها الذي انكب على تدريس المدونة وفرعي ابن الحاجب.

وكانت له مشاركة في الحساب والفرائض، وكان "متقنا لعلوم القرآن كحرز الأماني والدرر اللوامع ومورد الظمئان، مع ذيله، حفظا وفهما مع البحث والإمعان" كما ذكرت فهارس عنه، مشيرة إلى أنه "قل من ينقن المرادي ضبطا لألفاظه وشواهده وحلا لمغلقه وإيضاحا لمقاصده، مثله".

ولابن مجبر المساوي الذي عاش في فاس وتوفي فيها سنة 984 هجرية حيث دفن في روضة الولي أبي عبد الله محمد بن الحسين، بمقبرة خارج باب الكيسة واحدة من أبواب فاس المحروسة، كان له دور كبير في تحقيق ألفية ابن مالك وتحقيق شروحها، القدم الراسخ واليد الطولي".

وللرجل فضل كبير على مجموعة من الشيوخ والعلماء الذين حضروا دروسه بمن فيهم أبو العباس المنجور وأبو العباس أحمد الزموري وأبو العباس القدومي وعبد الواحد بن أحمد الحميدي وغيرهم كثير ممن ذكروه وأثنوا على فضله عليهم في إتقان علوم القرآن وغيرها.

آخر الأخبار