أعلام فاس وعلماؤها…الراشدي تلمساني سكن فاس واصطف مع علمائها

الكاتب : الجريدة24

20 أبريل 2024 - 06:00
الخط :

 فاس: رضا حمد الله

يشهد جامع النارنجة بحومة الأزدع قرب فندق اليهودي بفاس العتيقة، على صفحات ناصعة من مسار العلامة علي بن عيسى الراشدي التلمساني نزيل فاس المحروسة وواحد من أعلامها وعلمائها الذين أحسنوا علوم القرآن أداء ورسما وضبطا، ودرسوا وتخرج على أيديهم مئات الطلبة والشيوخ.

والتلمساني أستاذ القراءات وقواعد اللغة والأدب، من أهل تلمسان، لكنه سكن فاس وعمل فيها مدرسا للمنظومات الخاصة بعلم القراءات والضبط والرسم والتجويد، قبل أن يسند إليه كرسي الشاطبية الكبرى بمسجد الشرفاء، فدرسها وختمها وقرأها عليه جماعة من الطلبة.

ومن الذين قرؤوها عليه أبو عباس المنجور كما ذكر في كتاب "البستان في التعريف بأعلام القرآن في تلمسان" لمؤلفه ابن مريم المليتين الذي ذكر فيه 182 عالما ووليا ولدوا بتلمسان وعاشوا بها أو خارجها، ومنهم علي بن عيسى الراشدي التلمساني الذي هجر لفاس واستقر بها.

ولم يكن المنجور وحده الذي كان للرجل المتوفى عن سن يناهز السبعين، عليه فضل كبير في علوم القرآن، وأخذ عنه مجموعة من طلبته على غرار الفقيه الخطيب المحدث العالم أبو عبد الله محمد بن يوسف التوغي، وغيرهم كثير ممن جايلوه ودرسهم الشاطبية الكبرى وعلوم أخرى.

ويحكي المنجور أنه كان وبعض الطلبة قد قرؤوا عليه الشاطبية الكبرى قبل أن ينشأ تحبيسه الشيخ الفقيه الفرضي الصالح أبو القاسم الكوثر الدرعي لنظر الشيخ الإمام أبي الحسن ابن هارون، حيث لم يكن لها وقف قبل ذلك فأقرأها وأعاد محضر بالمجلس لكثير من شراحها كالسخاوي وأبي شامة.

وقال في فهرسته "حضرت عنده فيها إلى فرش الحروق بمسجد الشرفاء حيث كان يدرس البردة كل خميس وجمعة"، مشيرا إلى أنه كان من شيوخه أبو عبد الله بن خلف الذي جمع عليه القرآن بالقراءات السبع وأجازه فيه وفي غيره، كما قرأ على أساتذة عصره أيضا كأبي العباس الدقون.

ومن هؤلاء الأساتذة أيضا كما أكد المنجور، الحبان وعلى أبي العباس أحمد الحاج التلمساني وعبد الله الهبطي وأبي محمد الونشريسي وعلى أبي الحسن ابن هارون وعلى أبي محمد عبد أبي محمد عبد الرحمن بن إبراهيم، إضافة إلى أصلي ابن الحاجب وفرعيه وغيرهم عند أبي عبد الله اليسيتني. 

آخر الأخبار