أيادٍ خفية" و"ابتزاز".. أزمة طلبة الطب تتفاقم وسط تدخلات سياسية

الكاتب : انس شريد

12 سبتمبر 2024 - 10:30
الخط :

تستمر الأزمة بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار وطلبة الطب والصيدلة في التصاعد، مع استمرار المقاطعة التي تخطت شهرها العاشر.

بعدما قاطع الطلبة امتحانات الدورة الاستدراكية، يبدو أن الوضع يتجه نحو المزيد من التعقيد، مع تمسك الطلبة برفض مقترحات الحكومة، واستمرار الصراع حول حقوقهم.

ودخلت النائبة البرلمانية عن حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، فاطمة التامني، على خط الأزمة بمساءلة وزير التعليم العالي، عبد اللطيف ميراوي، بشأن ما وصفته بـ"الابتزاز" الذي يتعرض له الطلبة، حيث يتعين عليهم اجتياز الامتحانات قبل الاستفادة من حقوق أساسية مثل السكن الجامعي.

واعتبرت التامني أن هذه الشروط غير مبررة وأنها تُعرِّض مسارهم الدراسي ومستقبلهم للخطر.

وأعربت التامني، عن قلقها من أن الطلبة يُحرمون من حقوق مكتسبة تاريخياً، مشيرة إلى أن الوضع المتأزم يواجه بتجاهل من الحكومة.

وطرحت تساؤلات حول كيفية حماية حق الطلبة في التعبير عن رأيهم والاحتجاج على القرارات الحكومية، خاصة في ظل تراجع مستويات الحوار بين الطرفين.

في المقابل، أكد مصطفى بايتاس، الناطق الرسمي باسم الحكومة، خلال الندوة الصحفية الأسبوعية، التزام الحكومة بما قدمته من مقترحات لحل الأزمة.

ورغم رفض الطلبة لهذه المقترحات، فإن الحكومة تظل متمسكة بموقفها، معتبرة أن الإصلاحات المقترحة تهدف إلى تحسين مهنة الطب وتعزيز العرض الطبي في المغرب.

هذا التوتر المتواصل دفع أحمد التويزي، رئيس فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، إلى الإشارة لوجود "أيادٍ خفية" تؤجج الأزمة منذ مدة، مشيراً إلى تدخلات من جهات سياسية وحزبية تضيف الزيت إلى النار كلما اشتدت الأزمة.

وانتقد التويزي، يوم أمس الأربعاء، خلال لقاء صحفي عقدته قيادة الحزب بمقره في الرباط، استمرار الطلبة في الإضراب رغم استجابة الحكومة لـ46 مطلباً من أصل 50، معتبراً أن الحكومة قامت بما يكفي لحل المشكلة.

وأوضح التويزي أن الحكومة عقدت عدة اجتماعات مع الطلبة، لكن النقاشات لم تصل إلى نتيجة، مشيراً إلى أن الحكومة مستعدة لتنفيذ التزاماتها، في حين يتمسك الطلبة بالإضراب كخيار وحيد.

كما أشار إلى أن البرلمان ملتزم بمتابعة تنفيذ وعود الوزارة بالكامل.

ورغم تفاقم الوضع، يبدو أن الجهود المبذولة لم تؤتِ ثمارها بعد، حيث يستمر الصراع بين الأطراف المعنية، فيما ينتظر الطلبة ومعهم الرأي العام حلاً يُنهي هذه الأزمة التي تهدد مستقبل الآلاف من الطلبة والطالبات، وتضع القطاع الصحي في موقف حساس.

آخر الأخبار