ديمقراطية الجماهير تقرب قيس والقروي من قصر قرطاج

الكاتب : وكالات

17 سبتمبر 2019 - 09:31
الخط :

أظهرت نتائج رسمية جمعتها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس امس الاثنين، تواصل تقدم المرشحين بالانتخابات الرئاسية قيس سعيّد ونبيل القروي وعبد الفتاح مورو على الترتيب بعد فرز 80% من الأصوات .

وأظهرت النتائج التي نشرتها الهيئة على صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك أن المرشح المستقل سعيّد حصل على 18.9% من الأصوات، يليه القروي مرشح حزب قلب تونس بـ15.5%، ثم مورو مرشح حركة النهضة بـ12.9%.

وتعد هذه النتائج متوافقة حتى اللحظة مع ما نشرته وكالة "سيغما كونساي" لسبر الآراء (خاصة) من نتائج غير رسمية للانتخابات استنادا إلى استطلاع خروج المواطنين من اللجان.

وأظهرت إحصاءات سيغما كونساي إجراء جولة إعادة بين المرشحين قيس سعيّد ونبيل القروي، في حين حلّ عبد الفتاح مورو في المركز الثالث.

ويمثل صعود قيس سعيّد ونبيل القروي تحوّلا كبيرا ودراميا في المشهد السياسي الذي برز في أعقاب الانتخابات الأولى إبان الثورة عام 2011، ولطمة للأحزاب السياسية الكبرى.

وعلى عكس المرشحين الرئيسيين على الورق، لم تحظ الحملة الانتخابية لسعيّد بأي بهرجة أو علامات تعبئة في الشوارع، بل إنها تميزت بالتقشف والحد الأدنى والعمل التطوعي.

وظهر المرشح المفاجأة في أغلب زياراته محاطا بأنصاره في المقاهي وأغلبهم من الشباب والطلبة، وكان أعلن قبل ذلك رفضه لأي تمويل حزبي أو عمومي.

لا يملك سعيّد سجلا سياسيا أو انتماء حزبيا، وحتى وقت قريب لا يعد شخصية معروفة للطبقة السياسية، وأغلب نشاطاته ترتبط بجمعية القانون الدستوري، كما أن له كتابات متخصصة في هذا المجال.

وظهر سعيّد أساسا في المنابر الإعلامية كرجل قانون متخصص بعد ثورة 2011 لشرح معضلات دستورية ولكن ذاع صيته بإتقانه المبهر للغة العربية في التواصل مستعينا بصوته الجهوري.

وحافظ سعيّد على تلك السمة في كل لقاءاته، وآخرها في المناظرة التلفزيونية لمرشحي الرئاسة.

وقال سعيّد، إبان الاعلان عن نتائج استطلاعات الرأي، "يتعلق الأمر بمرحلة جديدة في تاريخ تونس كأنها ثورة لكنها ثورة مع احترام الشرعية القائمة".

وأضاف سعيّد في تصريحه لإذاعة موزاييك الخاصة، "ما حصل خلال الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية في الجهات والمدن يدل على أن الشعب التونسي يتطلع إلى مستقبل أفضل، المهم أن نتحمل المسؤولية جميعا".

ولم يكن فوز سعيّد في الاستطلاعات مفاجأة للطبقة السياسية فحسب، فقد أثار أيضا أسئلة لدى متخصصين في نظريات الإعلام والاتصال.

وكتب الأستاذ الجامعي المتخصص في الإعلام والاتصال محمد شلبي عن ذلك "السياسي الذي يستغرب فوز قيس سعيد رغم أن لا حزب وراءه هو سياسي لم يدرك أن الديمقراطية التداولية القائمة على الأحزاب ضعفت إلى حد التلاشي، وأن الديمقراطية الحالية في العالم هي ديمقراطية رأي، بل هناك من يسميها ديمقراطية الجماهير".

وتابع شلبي "هذا ما جرى في تونس، معظم الناس قاطعوا الأحزاب والإعلام، بل أصبح عدد من الناس في الغرب يعتبرون الأحزاب عصابات قطاع طرق".

آخر الأخبار