العثماني: أغلب المسؤولين المتورطين في قضايا فساد من التكنوقراط

في سياق نقاشات متصاعدة في المغرب حول الدور المتنامي للتكنوقراط في مواقع القرار والمسؤولية على حساب السياسيين، قال رئيس الحكومة المغربية، الأمين العام لحزب "العدالة والتنمية" سعد الدين العثماني، إن الأهم ليس الكفاءة وحدها، بل "الأساسي هو حب الوطن والنزاهة في تدبير الشأن العام".
وأوضح العثماني في خطاب ألقاه صباح اليوم السبت أمام المؤتمر الوطني الثاني لجمعية مهندسي "العدالة والتنمية"، أن المغرب يحتاج إلى الخبرة، "لكنه يحتاج أيضاً إلى الوطنية والاستقامة، لأن العلم دون استقامة قد يكون عاملاً مهدماً بدل أن يكون بانياً".
وأضاف رئيس الحكومة المغربية أن الكثير من الملفات المعروضة حالياً على القضاء "هي لأشخاص خبراء ومسؤولين، لكنهم اتخذوا قرارات لخدمة مصالحهم الشخصية بدل المصلحة العامة".
وعلّق العثماني على هذا المعطى بالقول إن مثل هؤلاء المسؤولين الماثلين اليوم أمام القضاء "يلعبون دوراً سلبياً ضد الوطن، لماذا؟ لأنهم أرادوا خدمة مصالحهم الشخصية من موقع المسؤولية".
وفي الوقت الذي يشغل فيه عمدة مدينة الرباط، محمد صديقي، رئاسة هذه الجمعية، توقّف العثماني طويلاً عند العقبات التي يواجهها حزب "العدالة والتنمية" في مواجهة معارضيه داخل مجال المدن التي حصل فيها على الأغلبية في انتخابات 2015 المحلية.
وقال: "نحن نعرف أن هناك من يمارس البلطجة فقط لوقف عجلة التنمية، كما هو الحال مع مجلس مدينة الرباط الذي يرأسه صديقي"، مضيفاً أنّ من الممكن ممارسة المعارضة بالطرق الشريفة والقانونية، "لكن ليس بالأمور غير القانونية التي تسيء إلى العمل السياسي".
وقدّم العثماني حزبه كنموذج في المعارضة، وقال إنه يتذكر كيف أن الحزب عندما كان في المعارضة، "صوتنا بنعم على أكثر من 80 في المائة من القوانين التي صدّق عليها البرلمان، لأننا اعتبرناها في مصلحة الوطن". وشدّد رئيس الحكومة المغربية على أن حزبه حتى إذا أصبح في المعارضة "سيتصرف وفق القانون وبطريقة إيجابية وسيمارس معارضة بناءة ولن يكون أبداً معارضة معرقلة أو مخربة".
وقال العثماني: "سنقاوم هذه العرقلة إلى النهاية، وأقول لمستشاري العدالة والتنمية: نحن معكم وسندعمكم كما ندعم جميع المستشارين الذين يعملون لمصلحة الوطن". وخلص إلى أن المواطنين "يصوتون على المستشارين ليخدموا الوطن، وليس لعرقلة التنمية".