لغز تغطية وكالة الأنباء الجزائرية للتظاهرات الرافضة للعهدة الخامسة لبوتفليقة

الكاتب : وكالات

23 فبراير 2019 - 10:30
الخط :

خرج آلاف الجزائريين في مدن بأنحاء الجزائر أمس الجمعة للاحتجاج على سعي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للفوز بفترة رئاسية خامسة وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود في العاصمة.

كان بوتفليقة (81 عاما) والذي يتولى الرئاسة منذ عام 1999 قال إنه سيخوض الانتخابات المقررة في 18 أبريل نيسان على الرغم من المخاوف بشأن حالته الصحية. ولم يظهر بوتفليقة على الملأ إلا نادرا منذ إصابته بجلطة عام 2013 اضطرته لاستخدام مقعد متحرك منذ ذلك الحين.

وردد المتظاهرون هتافات، أثناء مسيرتهم وسط العاصمة، تقول ”لا لبوتفليقة ولا لسعيد“ في إشارة إلى شقيقه الأصغر والمستشار الرئاسي.

وعلى غير عادتها، نشرت وكالة الأنباء الجزائرية على الساعة الثامنة وسبع دقائق من مساء امس الجمعة، برقية من 350 كلمة، تحدثت فيها عن "تجمع مئات المواطنين، أغلبهم من الشباب، اليوم، بعد صلاة الجمعة في الجزائر العاصمة وفي مناطق أخرى من البلاد، تعبيرا عن مطالب ذات طابع سياسي، حسب ما لوحظ بعين المكان".

قبل أن تضيف، وبشكل غير معهود، "وسط حضور أمني مكثف، تنقل المتظاهرون مباشرة بعد صلاة الجمعة حاملين أعلاما وطنية ولافتات كتب عليها "نعم للعدالة" و"مسيرة سلمية" و"تغيير وإصلاحات"، مطالبين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بالعدول عن الترشح لعهدة جديدة".

وصور صحفيون من رويترز إطلاق القوات الغاز المسيل للدموع على حشد مما دفع محتجين للهرب.

وجاءت الاحتجاجات، التي تم الإعلان عنها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، رغم تحذير خطباء المساجد أثناء صلاة الجمعة من أن التظاهر قد يثير العنف.

وردد البعض هتافات في العاصمة منها ”نحن والأمن أخوة“.

وذكر موقع (تي.إس.إيه) الإخباري على الإنترنت نقلا عن شهود إن خمس مدن أخرى على الأقل شهدت احتجاجات وهي وهران وتيزي وزو وبجاية وعنابة وسطيف كما نشر الموقع تسجيلات مصورة للاحتجاجات.

يأتي سعي بوتفليقة لإعادة انتخابه بعدما اختاره حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم مرشحا له في الانتخابات الرئاسية. وأعلن عدد من الأحزاب السياسية والنقابات العمالية ومنظمات الأعمال دعمها للرئيس.

ومن المتوقع أن يفوز بوتفليقة بالرئاسة بسهولة في ظل ضعف وانقسام المعارضة.

ومن المعتاد تنظيم احتجاجات وإضرابات في الجزائر لرفع مطالب اجتماعية واقتصادية لكنها كانت محلية بشكل عام ولم تتطرق للسياسة على مستوى وطني.

وتظهر بيانات رسمية أن أكثر من ربع الجزائريين تحت سن الثلاثين يعانون من البطالة كما يشعر كثير من الشبان بأنهم منفصلون عن النخبة التي تتألف من محاربين قدماء خاضوا حرب الاستقلال عن فرنسا بين عامي 1954 و1962.

وفيما تمكنت مظاهرات ”الربيع العربي“ في 2011 من الإطاحة بقادة دول في شمال أفريقيا فقد تمكنت قوات الأمن الجزائرية من احتواء تلك الاحتجاجات.

وتمكنت الحكومة من تهدئة التوتر أيضا من خلال زيادة الإنفاق مع زيادة عائدات النفط والغاز التي تعتمد عليها البلاد بسبب بيع الخام بمئة دولار للبرميل وقتها.

وقال مكتب بوتفليقة إنه سيسافر إلى سويسرا غدا الأحد من أجل إجراء فحوص طبية روتينية دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل. وسافر بوتفليقة من قبل إلى جنيف لإجراء فحوص طبية.

ولا يزال بوتفليقة يحظى بشعبية كبيرة لدى الكثير من الجزائريين الذين ينسبون له الفضل في إنهاء أطول حرب أهلية بالبلاد من خلال عرض العفو عن مقاتلين إسلاميين سابقين.

وسيوفر إعادة انتخابه استقرارا قصير الأجل للحزب الحاكم، والجيش، وكبار رجال الأعمال وسيؤجل عملية صعبة محتملة لانتقال السلطة.

والجزائر مورد رئيسي للغاز لأوروبا، وحليف الولايات المتحدة في الحرب ضد المتشددين الإسلاميين بمنطقة الساحل وشمال أفريقيا.

آخر الأخبار