كرونولوجيا يوم غير عادي عاشته الجزائر في جمعة المطالبة برحيل بوتفليقة

الكاتب : وكالات

23 فبراير 2019 - 11:40
الخط :

عاشت ربوع الجزائر أمس الجمعة يوما استثنائيا بخروج مئات الآلاف من الجزائريين إلى الشارع للتعبير عن معارضتهم لعهدة خامسة لرئيس الجمهورية.

حبست الجزائر أنفاسها عدة أيام بعد تداول نداء مجهول المصدر يدعو لمسيرات يوم الجمعة لرفض ترشيح الرئيس بوتفليقة لولاية جديدة، أيام تخللتها مواجهة بين مؤيدين للفكرة ورافضين لها خوفا من انزلاقات لا تحمد عقباها.

فجاء اليوم المنتظر، استيقظ فيه سكان العاصمة على إنزال أمني طوق جميع المداخل والمخارج وتمركز قوات حاشدة لمصالح الأمن في أكبر الأحياء وأكثرها رمزية مثل ساحة أول ماي وطبعا أمام المقرات والمؤسسات الحساسة.

إشارة انطلاق المسيرات جاءت من عنابة أين احتشد الآلاف بساحة الثورة في سلمية تامة مطالبين الرئيس العدول عن قراره رافعين الأعلام الوطنية. نفس الشيء عرفته ولايات أخرى مثل سطيف، وهران، تقرت. الأعداد الهامة من المشاركين في هذه المسيرات الصباحية كان لا شيء مقارنة بما سيجري مساء بعد صلاة الجمعة.

وبخصوص صلاة الجمعة تداولت صفحات فايسبوكية فيديوهات لمواطنين غادروا المساجد بعد إلقاء أئمة خطبا تحث على عدم الخروج إلى الشارع وبعضهم دخل في سجال مع الإمام كما حدث في ولاية الطارف استنادا لفيديو انتشر كالنار في الهشيم أمس.

لتأتي ساعة الحقيقة بعد انتهاء صلاة الجمعة، حيث انقلبت كل الأنظار إلى العاصمة لما تحمله من رمزية، فكانت البداية بساحة أول ماي التي امتلأت في دقائق من قبل شباب حاملين الرايات الوطنية والهواتف النقالة، حاولت قوات الامن تطويقهم ومنعهم من السير غير أنهم (قوات الأمن) سرعان ما تجاوزتهم الأمور بسبب العدد المتزايد من المشاركين.

فاستطاع المئات من الشباب كسر الطوق والسير نحو شارع حسيبة بن بوعلي، في الوقت الذي انطلقت فيه مسيرات أخرى من عدة أحياء، كباب الوادي، محمد بلوزداد، لتنصهر جميعا في سيل بشري بالبريد المركزي، أين بقوا للحظات نزعوا خلالها صورة ضخمة لرئيس الجمهوية معلقة في شرفة مكتب "الأرندي" للعاصمة.

في تلك الأثناء شهدت باقي الولايات إنزالا بشريا بمشاركة الآلاف في مسيرات الرفض، على غرار وهران، قسنطينة، بومرداس، بسكرة، الجلفة وغيرها، وهذا كله في سلمية تامة وهدوء فلم يتم تسجيل أي حوادث في مسيرات شهدتها 48 ولاية.

أما في العاصمة ورغبة في بلوغ قصر المرادية اصطدمت بحاجز أمني ضخم كان هذه المرة أقل تفهما حيث منع المتظاهرين من وصول المرادية، أين تم تسجيل مناوشات طفيفة لم تصل حد المواجهة بفضل تصرفات المشاركين التي لم تخرج في أي لحظة عن الإطار السلمي للحركة، كسر فيها العاصميون منع المسيرات يتواصل منذ سنة 2001.

واستمرت التجمعات خاصة أمام مبنى المجلس الشعبي الوطني أين بقي عدد كبير من المحتجين لساعة متأخرة من المساء، قبل أن يغادر الجميع على غرار باقي ولايات الوطن إلى منازلهم في هدوء تام بعد يوم كان غير عادي في انتظار ما ستجود به الأيام المقبلة.

آخر الأخبار