الصحافة السويسرية: ساعة التقاعد لبوتفليقة حانت

الكاتب : الجريدة24

28 فبراير 2019 - 04:30
الخط :

على إثر المسيرات الإحتجاجية والتحركات الطلابية والمهنية التي شهدتها عدة مدن جزائرية في الأيام القليلة الماضية، وعلى إثر الإعلان الرسمي عن تحول الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى جنيف لإجراء فحوص طبية، اهتمت الصحف السويسرية بعد فترة طويلة من الغياب بالأوضاع في هذا البلد المغاربي وباحتمالات تطورها في الفترة المقبلة.

الجيش لن يذهب بعيدا

لشرح ما يحدث، اختارت صحيفة "لا ليبرتي" تقديم إجابات حسني عبيدي، الخبير السياسي الجزائري السويسري على أربعة أسئلة تتعلق بكيفية تطور الإحتجاج وأسلوب ردّ السلطة ومدى القوة التي تتمتع بها سلطة بوتفليقة وماهية قوى المعارضة. في إجاباته، أشار عبيدي إلى أن "التعبئة قوية في الجزائر العاصمة وفي وهران وفي مدن أخرى بالشمال والشرق. في المقابل، لم يتظاهر السكان في جنوب وغرب البلاد أو لم يتظاهروا بعدُ لأن الأمر يتعلق بمناطق أكثر تأييدا للسلطة".

من جهة أخرى، ذكّر الخبير السياسي بأن "النظام يتوفر على قوة الجيش وقوات الأمن وبقدرة على تعبئة شارع ضد آخر" كما أن ما يُسمى بالقطب الرئاسي يضم ما يُعرف بأحزاب "المبايعة" (للرئيس بوتفليقة) مضافا إليها أوساط رجال الأعمال المؤيدة للسلطة الذين قاموا بشراء وسائل الإعلام الجزائرية الرئيسية والذين يحتفظون بعلاقات مصالح مع الجيش.

أما سعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس "فهو يتصرف كقائد أوركسترا" على حد تعبير عبيدي، لكنه لا يحظى بالإجماع وخاصة لدى الجيش الذي يرفض شرعيته ويظل رافضا لعملية انتقال للسلطة "ذات طابع عائلي"، وهو الأمر الذي استهجنه المتظاهرون أيضا.

في الوقت نفسه، صرح عبيدي للصحيفة: "يجب على السلطة أن تقوم سريعا بخطوة"، وأضاف أن الجيش "لن يذهب ربما إلى حد المواجهة الدامية مع المتظاهرين".

على أوروبا أن تُساعد على مغادرة بوتفليقة

وخصصت صحيفة "24 ساعة"رابط خارجي افتتاحيتها لنفس الموضوع وكتب مارك ألغوفر، مسؤول القسم الدولي فيها تحت عنوان "يجب على أوروبا أن تُساعد على مغادرة بوتفليقة" يقول: "لقد كانت الجزائر غائبة عن الأحداث، فلم تكن تكاد تُرى لا هي ولا رئيسها الشبح.. وفي يوم الجمعة الماضي (22 فبراير 2019) عاد شيء ما للتحرك من جديد. فعبر كل أرجاء البلاد، نزل مئات الآلاف من الأشخاص إلى الشارع لمعارضة عُهدة خامسة شبحية".

الصحيفة اعتبرت أن هذا الإحتجاج الذي "اتسم بالكثافة وتم في كنف الهدوء" يمثل "تحديا موجها إلى سلطة غير شفافة لا تعرف كيف ترد عليه". في المقابل، ذهبت إلى أن "الأوروبيين تأخروا – مرة أخرى – في إدراك تغيير كبير يحدث في جوارهم. فلم ينتبهوا سابقا إلى الغليان الشعبي الذي تمخض في عام 2011 عن فصول الربيع العربية. وبعد ثلاثة أعوام، احتاجوا لبعض الوقت كي يفهموا أن أوكرانيا لم تكن تعيش انتفاضة بل ثورة. وها هم يُؤخذون على حين غرة أمام الحالة الجزائرية".

الصحيفة دعت أيضا إلى "القيام بكل شيء لتجنب تدهور الوضع. فالجزائر هي مفتاح المغرب العربي، واستقرارها أساسي لاستقرار قارتنا. وإذا كان الأوروبيون غير قادرين بل لا يجب عليهم أن يُغيّروا النظام من الخارج، فبإمكانهم المساعدة على القيام بعملية إعادة نظر أولية.. يجب أن تُؤدي بالنظام الجزائري إلى التخلي عن ترشيح الرئيس الشبح".

في المقابل، أقرّ مارك ألغوفر، كاتب الإفتتاحية بأن العثور على خلف لبوتفليقة "سيكون عسيرا نظرا للإنقسام الكبير في صفوف النخب، كما أنه لن يضمن انفتاح النظام، لكنها ستكون خطوة أولى لمُرافقة مسيرة الجزائريين".

ساعة التقاعد لبوتفليقة حانت

واعتبرت صحيفة "لوتون" أن "ساعة التقاعد لبوتفليقة حانت" وبعد أن استعرضت الغموض الشديد الذي يُحيط بحقيقة الوضع الصحي للرئيس الذي وصل إلى السلطة منذ عام 1999 ويُعالج منذ يوم الأحد الماضي (24 فبراير) في مستشفيات جنيف الجامعية، اعتبرت أن "التعبئة غير المنتظرة للشارع الجزائري جاءت لتهُزّ سيناريو القصر"، وأضافت أنه "يبدو واضحا أن عبد العزيز بوتفليقة لم يعد سوى ألعوبة بأيدي المجموعات التي تتقاسم قيادة بلد يتمتع بموارد نفطية وغازية ضخمة".

كاتب الإفتتاحية سيمون بوتي ذكّر بأن بوتفليقة كان له الفضل في مُصالحة الجزائر بعد السنوات السوداء، لكنه "أصبح اليوم مُستنفذا إلى أبعد حد"، لذلك فقد "حان الوقت ليفهم المُحيطون به أن ساعة تقاعد الرئيس قد دقت ".

صحيح أن السلطة ليس لديها الكثير من الوقت للعثور على مرشح بديل كما تقول "لوتون"، "لكنها إذا ما استمرت في إرادة فرض إعادة انتخاب مريض جنيف، فإنها هي التي ستكون مسؤولة عن الفوضى".

آخر الأخبار