هل من الحكمة أن يتشبث الأطباء بعطلتهم السنوية في زمن الطوارئ الصحية ؟

الكاتب : الجريدة24

08 أغسطس 2020 - 06:00
الخط :

فاس: رضا حمد الله

تفرض الظروف الإستثنائية التي يعيشها المغرب على غرار كل دول العالم لانتشار فيروس كورونا المستجد، (تفرض) تضامنا استثنائيا ونكران الذات من طرف كل من لهم صلة مباشرة بتنزيل الإجراءات المرتبطة بانتشار الوباء مواجهته.

ومفروض في هذه الظروف الاستثنائية، أن يتجرد كل ذي صلة بمواجهة الوباء بشكل مباشر، من ذاتيتها وأهدافه الشخصية وأن يذوب الجميع في الجهود المبذولة بعيدا عن ما هو ذاتي شخصي ولو كان حقا يمكن تأجيل الاستفادة منه إلى حين تجاوز هذه المرحلة الحرجة.

وينطبق هذا الكلام على كل المهنيين الموجودة في طليعة جهود الحد من انتشار الفيروس، ممن كشفوا عن تضحيات جسيمة يتمنى الجميع استمرارها في جو من التعبئة ونكران الذات دون انتظار الجزاء والشكر طالما أن مصلحة الوطن تبقى فوق كل اعتبار.

ولا ينكر إلا جاحد حجم تضحيات فئات ومهن يشهد لها بذلك في هذه المرحلة الاستثنائية، ومنهم الطاقم الصحي والتمريضي بمن فيهم الأطباء الموجودين في طليعة مواجهي الوباء بما توفر من إمكانيات لوجستيكية وبشرية أكيد لا ترقى لما عليه الأمور في الدول المتقدمة، وهم على ذلك مشكورين يستحقون وقفة إجلال وتقدير واحترام من طرف الجميع.

ومن حق الأطباء الاستفادة من العطلة والراحة للاختلاء بالنفس وقراءتها وأخذ القسط الكافي من الراحة والاستجمام. لكن لا بأس من مزيد التضحية طالما أن الظرفية تفرض وجودهم اليومي المستمر في مواجهة الوباء وبدونهم تذهب كل الجهود سدى وقد تساهم في استفحال هذا الوضع المنذر بتطورات مخيفة.

لا يمكن لجندي التخلي عن الميدان وطلب العطلة في زمن الحرب، لأن عطلة الجندي معناه تضاعف العتاد البشري والتقهقر الميداني واحتمال الهزيمة وارد بتعطل عجلة المواجهة في الحرب الضروس. وكذلك الأمر في ظل ظروف الجائحة.

الأطباء في هذه المرحلة الاستثنائية، جنود في ميدان المواجهة، والحاجة إليهم ضرورية وملحة للتغلب على العدو وهو وباء غير مرئي وبعتاد وذخيرة وأسلحة فتاكة لا ترحم كل متخاذل أو  متهاون أو غير ذي قدرة حربية بشرية ولوجستيكية.

وانطلاقا من هذه المعطيات يبقى غضب الأطباء لعدم استفادتهم من العطلة التي تبقى حقا مشروعا لهم، غير مستساغ بالنظر للظرفية التي يمر منها المغرب جراء انتشار كوفيد 19، وتفرض وجودهم في طليعة المواجهة المباشرة واستمرار تضحياتهم المذكورين عليها التي يستحقون عنها الجزاء في الدنيا والٱخرة.

آخر الأخبار