قصة المسن الذي ضحى بنفسه لحماية مصلي نيوزيلندا

الكاتب : الجريدة24

16 مارس 2019 - 12:00
الخط :

يروي عمر نبي قصته الخاصة عما حصل في الهجوم على مسجدين في نيوزيلندا... قصة ستبقى مصدر فخر يعيش لأجيال في عائلته رغم جرعات الألم التي ستضخها كل ما جاء ذكرها.

في دقائق الرعب التي عاشها مصلو مسجدي كرايست تشيرش أثناء انهمار الرصاص عليهم من سلاح كراهية أعمى، لم يكن خيار داوود نبي، والد عمر البالغ من العمر 71 عاماً، هو النجاة الشخصية كما تمليه غريزة البقاء، بل اختار أن يلقي بنفسه درعاً بشرياً وقاية لمصلين آخرين من أن يكونوا أرقاماً في عداد ضحايا المجزرة، وبهذا الخبر الذي وصل لمسامع عمر من أصدقائه انتهت رحلة البحث المفجعة عن والده.

آخر مرة رأى فيها عمر والده كانت صباح الجمعة أثناء تناولهما وجبة الإفطار، كان عمر أيضاً ذاهب إلى الصلاة لكنه لم يتمكن من ذلك.

بعد سماعه خبر إطلاق النار حاول الاتصال بأبيه عدة مرات، لكنه لم يتلقى جواباً، ليأتيه خبر فجر السبت حوالي الساعة الرابعة والنصف بالتوقيت المحلي فحواه: والدك لم يخرج من المسجد حياً.

يقول عمر إن الأطباء في مستشفى كرايست تشيرش أخبروه أن أي شخص لم يكن مدرجًا في قوائم المستشفى من المحتمل وجوده في المسجد.

عمر لم يتفاجأ أبداً بخيار والده البطولي، فلطالما ساعد أبوه الناس، حيث كان يدير الرابطة الأفغانية ويعمل مع اللاجئين والمهاجرين، بحسب ما يقول الابن المفجوع، ويضيف أن والده قفز إلى خط النار لينقذ حياة شخص ما، وفارق الحياة.

ولم يعرف عمر هوية الأشخاص الذين ضحى والده بحياته لأجلهم.

"وقتك قد انتهى، لكنك تساعد أناساً آخرين على العيش لأنهم أصغر سناً، يجب أن تستمر حياتهم. هدفه الرئيسي كان مجرد مساعدة الناس، أشعر أنه كان يريد أن يعيش الآخرون، الموت في المسجد، الموت في المسجد، شيء كهذا عندما يحدث تفتح لك البوابات الذهبية" يقول عمر.

وكانت لداوود نبي دوماً ردود فعل مشابهة بحالة وقوع حوادث، كان معتاداً على ذلك بسبب أفغانستان، كما يؤكد عمر.

رغم ذلك لا يصدق الابن، البالغ من العمر 43 عاماً ويعيش مع والديه، ما حصل ولا يستطيع إخفاء غضبه.

#helloBrother مرحبا أخي. أول وآخر ما قاله شاب مسلم عندما دخل الارهابي المسجد في نيوزيلندا.

جل ما اعتقده هو أن أحداً ما كان يحمل سلاحاً مائياً، أو يستعرض سلاحه لا أكثر، فبرأيه هذه نيوزيلندا بلد الأمان متعدد الثقافات حيث يقبل فيه الجميع بعضهم البعض بغض النظر عن لونهم، عرقهم أو لغتهم.

يستذكر عمر والده ويقول إنه بالإمكان استخدام مليون كلمة لوصفه: "لقد كان رجلاً متعدد المواهب، يمتلك حكمة يتقاسمها مع الآخرين ويحولها لمهارات حياتية، كان رجلاً متواضعاً، ساعد الكثير من الناس".

دولية