تداعيات القضية الأوكرانية في ظلال ذكرى سقوط بغداد
مصطفى المانوزي
في مثل يومه التاسع من نيسان- ابريل سقطت بغداد لم يكن التاريخ سوى موعدا للتنفيذ، أما قرار الإسقاط فقد صدر منذ زمان منذ سقوط جدار برلين ، فالحدث حادث وما الأمر سوى مسألة وقت فقط ، وذكرتنا واقعة السقوط بكثير من وقائع سقوط رموز ومواقع باسم مناهضة السطالينية ،
وكثير من مفكرينا ومؤرخينا يسترجعون تفاصيل لواقعة سقوط نظام نيكولاي تشاوسيسكو في شهر دجنبر 1989، زعيم رومانيا أي بعد أقل من شهر فقط على سقوط جدار ، لتختتم في النهاية بمشاهد إعدام "البطل" .
وإذا كان تشاوسييكو أول " ضحية " قربانا وتمهيدا لاسقاط وانهيار المنظومة الشيوعية ؛ فإن إعدام صدام حسين رمز النظام البعثي العراقي كان قربانا لعملية إسقاط قلعة رأسمالية الدولة في العالم العربي ؛
بقيادة البرجوازيات الناشئة والضباط العسكريين الشبان ، وفلول دعاة عدم الانحياز المزعوم ؛ وبذلك انطلقت عملية إرساء مقتضيات خريطة الشرق الأوسط الكبير ،
والذي توج بكثير من الثورات البرتقالية في المنطقة وقبلها في اوروبا الشرقية ، ناهيك عن تدابير العمليات السوداء في افريقيا وامريكا اللاتينية .
ليطرح السؤال حول ردود فعل وردود فكر الحركات التحررية واليسارية ، والتي فقدت اغلبها البوصلة ، بل إن جلها انهكت او اضمحلت أو قامت بمراجعات على مستوى الاختيار المذهبي ،
خاصة بعد تصاعد المد المحافظ فيما أطلق عليه ( ازدهار مرحلة ريغان وتاتشر ) في الغرب ، وتقوية نهوض المد الشيعي بعد تصفية القوى التقدمية التي ساهمت في إسقاط قلعة شاه إيران العميلة ، وما نتج عنه من تصفيات لكثير من القضايا التحررية باسم التسويات أو إقرار السلام العادل ؟
أما السؤال الآخر المفتوح والذي أتاحته الأوضاع الجيوستراتيجية التي دشنتها الحرب الروسية / الأوكرانية ،
والتي قد تفتح كل إمكانيات التقييم والتقويم تجاه واقع هيمنة القطبية الأحادية بمحاولة إطلاق دينامية رد الاعتبار لتوازن الردع او التعايش السلمي عبر عودة القطبية المتعددة !
ليبقى سؤال متفرع افتراضي قد يخطر في بال ومتخيل كثير من اليساريين والديمقراطيين : ماذا لو أقام النظام الروسي لبنات تأهيل مقومات دعم الصفوف المناهضة لهيمنة وسيطرة وتحكم قوى الامبريالية واللبرالية المتوحشة ، فقد تشكل إمكانية مهيكلة من أجل إعادة ترتيب التناقضات وعقلنة التحالفات ؟