تداعيات القضية الأوكرانية في ظلال ذكرى سقوط بغداد

الكاتب : الجريدة24

09 أبريل 2022 - 11:27
الخط :

مصطفى المانوزي

في مثل يومه  التاسع من نيسان- ابريل سقطت بغداد لم يكن التاريخ سوى موعدا للتنفيذ، أما قرار  الإسقاط فقد صدر منذ زمان منذ سقوط  جدار برلين ،  فالحدث حادث وما الأمر سوى مسألة وقت  فقط  ،  وذكرتنا واقعة السقوط  بكثير من وقائع سقوط رموز  ومواقع  باسم مناهضة السطالينية ،

وكثير من  مفكرينا ومؤرخينا  يسترجعون تفاصيل  لواقعة  سقوط نظام  نيكولاي تشاوسيسكو  في شهر  دجنبر 1989، زعيم رومانيا أي بعد أقل من شهر فقط على سقوط جدار ، لتختتم في النهاية بمشاهد إعدام "البطل"  .

وإذا كان تشاوسييكو  أول  " ضحية "  قربانا وتمهيدا  لاسقاط وانهيار  المنظومة الشيوعية  ؛ فإن إعدام صدام  حسين  رمز النظام  البعثي  العراقي  كان قربانا لعملية إسقاط قلعة رأسمالية الدولة  في العالم العربي  ؛

بقيادة البرجوازيات الناشئة والضباط العسكريين الشبان ، وفلول دعاة عدم الانحياز المزعوم ؛  وبذلك  انطلقت عملية إرساء مقتضيات خريطة  الشرق الأوسط الكبير  ،

والذي توج بكثير  من الثورات البرتقالية  في المنطقة وقبلها في اوروبا الشرقية  ، ناهيك عن تدابير العمليات السوداء في افريقيا وامريكا  اللاتينية  .

ليطرح السؤال  حول ردود فعل وردود فكر  الحركات التحررية واليسارية ،  والتي فقدت اغلبها البوصلة  ، بل إن جلها  انهكت او اضمحلت  أو قامت بمراجعات على مستوى الاختيار المذهبي ،

خاصة بعد تصاعد المد المحافظ  فيما أطلق عليه  ( ازدهار مرحلة ريغان وتاتشر  )  في الغرب ، وتقوية نهوض  المد الشيعي بعد  تصفية القوى التقدمية التي ساهمت في  إسقاط قلعة شاه إيران  العميلة ، وما نتج عنه من تصفيات لكثير من القضايا التحررية باسم التسويات  أو إقرار السلام العادل ؟

أما السؤال الآخر المفتوح والذي أتاحته  الأوضاع الجيوستراتيجية  التي  دشنتها الحرب الروسية / الأوكرانية ،

والتي قد تفتح كل إمكانيات  التقييم والتقويم تجاه  واقع  هيمنة القطبية الأحادية  بمحاولة إطلاق دينامية رد الاعتبار  لتوازن الردع  او التعايش السلمي عبر  عودة القطبية المتعددة  !

ليبقى سؤال متفرع  افتراضي قد يخطر في بال ومتخيل كثير من  اليساريين والديمقراطيين  : ماذا  لو أقام النظام الروسي  لبنات تأهيل  مقومات دعم  الصفوف المناهضة  لهيمنة وسيطرة وتحكم قوى الامبريالية واللبرالية المتوحشة  ، فقد تشكل  إمكانية مهيكلة من أجل إعادة ترتيب التناقضات وعقلنة التحالفات  ؟

آخر الأخبار