خذ اجرك لكني لا اصافح من خان بلاده

الكاتب : الجريدة24

25 يوليو 2020 - 04:45
الخط :

نذير العبدي

" خُذْ أجْرك ..لكني لا أُصافح من خَان بلاده..." هكذا خاطب "  نابليون بونبارت " الضابط النمساوي الذي ساعده على احتلال بلده ، رافضا بذلك مصافحته..و هكذا نتصور نحن كيف ستكون نهاية المرتزق ادريس فرحان مع كل من يشتغل لحسابهم... سيوفرون له سكنا قارا لبناته ( 15 سنة و 12 سنة ) و اعانات اجتماعية و تذاكر النقل و " بقشيش الجيب "...
لكنهم بكل تأكيد ينظرون له كخائن لكل القيم الإنسانية و أولها الوفاء للوطن و احترام مشاعر المواطنين المغاربة و المساس بثوابتهم و مقدساتهم الوطنية و الدستورية...سيتهامسون بينهم بأنه عميل خائن لا يستحق حتى المصافحة....

نعلم انه يعيش الآن أوقات عصيبة لانه تسبب بغروره في هدم قصور رمال بناها لنفسه بالابتزاز و التشهير و التهذيذ...و نعلم انه يحاول تجاوز هذه المرحلة بأقل الخسائر...لكنه نسي ان أولياء نِعمته يُترجمون كل ما نكتب عليه من فضائح و حقائق واقعية و منطقية..كما كانوا يترجمون كل وشاياته و اقاويله ضد أبناء جلدته...كان يضع أسمائهم و صورهم تحت دريعة " مقال " الذي يفتقر لكل المقومات الجمالية و الموضوعية...
هي شبه " مقالات" بأخطاء بالجملة و تعابير خاطئة و معلومات متضاربة و عناوين مستهلكة..وحتى يرفع من درجة الابتزاز و التشهير فانه اصبح معروفا بخاتمة تتضمن أسماء المؤسسات التي ارسل لها " المنشور " وهذا في حد ذاته دليل على ضعف حجته و أنه يمارس " التبرغيغ " و " تشكاميت بالعلالي "..لانه يقوم بنفس الشئ مع رؤسائه في الأجهزة الأخرى الغير مغربية....

المتتبع الدقيق لمنشورات ادريس فرحان ، و حتى لا نصفها بمقالات لانها لا تستحق هذا الاسم...يستطيع التوصل الى ان هناك جهات خارجية تُملي عليه المواضيع و كذا توقيث النشر..و تكفي إطلالة سريعة على منشوراته خاصة في زمن كورونا حتى يصل الى حقيقة صادمة..وهي الإحساس وكأنك تقرأ مضمون جرائد معادية البوليساريو أو الموندو مثلا...

ففي الوقت الذي نقرأ فيه مقالات و تقارير بالصحف العالمية المحترمة بإشادات قوية سواء بالتجربة المغربية أو السياسات الاستباقية المغربية في الحرب على كورونا...رغم كل الصعوبات و المشاكل التي يعيشها المغرب و لا يخجل منها ، لانه يُحاربها يوميا و يُعلن أخطائه على الملئ كما يُعلن عن برامجه الإصلاحية و الإنمائية على الملئ ، و يعلن عن طموحه في بلوغ برنامج تنموي للأجيال القادمة بعقلية جديدة...

و في الوقت الذي نحس بارتفاع درجة التضامن الاجتماعي بين كل الطبقات المغربية و نفتخر بالجيل الجديد من رجال السلطة و الصور الحضارية التي غزت كل وسائل الميديا سواء لاطر الطبية او التعليمية و للنسيج الاجتماعي و مشاركة مغاربة العالم في كل المبادرات الإنسانية ... و في الوقت الذي نوه العديد من القادة و المحللين السياسيين العالميين بجاهزية المؤسسات السيادية و الامينة سواء بالداخل أو الخارج....

يجد أعداء الوطن ( كيانات وهمية و أنظمة و منظمات ...) في السيد فرحان " الدمية " المناسبة لعب دور حقير و جاهز على مقاس شخصية مهزوزة و جشعة تحب المال ....اي المساهمة في حملة تحقير لمنجزات المغرب في زمن الحرب على كرونا...و تبخيس اعمال المؤسسات السيادية الأمنية ، واتهامات بالجملة لمستشاري المحيط الملكي ( فؤاد الهمة و الفاسي الفهري و عزيمان و الماجدي... ) ، بل و التطاول على المؤسسة الملكية...بأسلوب منحط يفتقد لكل عناصر الاحترام و التوقير الواجب لجلالة الملك محمد السادس ، كما هو منصوص عليه في الفصل 46 من دستور 2011...

لقد تعودنا قراءة العديد من تقارير الاعلام المغربي المنتقدة لأداء المؤسسات المغربية.. وكنا نشم فيها رائحة " تامغربيت " رغم قوتها و حدتها ..لكننا نشم في منشورات فرحان المُؤَدَى عنها مسبقا..رائحة " البَرًانِي " و الخيانة والعمالة..
لذلك كان يستعمل بشكل مكثف في فترة كورونا كلمة " زلزال ".. لان هذا ما كان يبحث عنه أعداء الوحدة الوطنية و الترابية...كان هدفهم هو هدم اللحمة الوطنية المبنية على البيعة لامير المؤمنين الملك محمد السادس...و زعزعة الاستقرار و السكينة الوطنية..

نعلم أن ما نقوله كلام خطير ، و قد يقود ادريس فرحان الى ما وراء الشمس..كما أن فرحان نفسه يعلم عِلم اليقين أن مصيره هو البقاء " ضيفا " الى الابد خارج حدود المغرب ، و انه لن يُصبح أبدا مواطنا في دولة أخرى تعلم بخيانته و عمالته ...لن يصافحونه أبدا و سيستمرون في أداء أجره ، لانه مجرد أجير بوظيفة محددة...

هناك العديد من الأمثلة التي تعج بها منشورات " فرحان " خاصة خلال فترة الطوارئ الصحية في زمن كورونا...فلماذا ساق بالضبط انفصاليي البوليساريو لتشبيه مغاربة العالم الغاضبين من طريقة تدبير ملف الموتى..؟ وهل كان الامر يستدعي كل هذا التشبيه المبالغ فيه خاصة و ان كل العالم يعيش إغلاقا تاما للحدود...؟
و في الوقت الذي نجد فيه ملك البلاد محمد السادس يقود شخصيا معركة كورونا ، و يسخر كل الإمكانيات المدنية و العسكرية ( لأننا في حالة حرب ).. يخرج السيد فرحان يسخر من كل تلك المجهودات و يطالب الملك بالقاء خطاب ملكي..
هكذا و بكل وقاحة نجد المواطن / العميل..يخاطب بلهجة سوقية تفتقد للاحترام و اللياقة الواجبة لجلالة الملك..هذا في الوقت الذي تتواصل فيه الموسسات الصحية المغربية مع المواطنين بشكل يومي...
و لِوَضْعِكُم اكثر في الصورة ، ندعُوكم للتأمل في النعرات القبلية و المحاولات اليائسة من اجل " الزلزال " الذي يخطط له أعداء الوطن و ينفده احد العملاء و الخونة أي ادريس فرحان...
" لا نتكلم عن المشهد السياسي المغربي الذي انزل فيه حزب سياسي اداري جديد بقيادة الرجل القوي المقرب من الملك محمد السادس ، المدعو فؤاد علي الهمة المنحدر من مدينة بنجرير يضم كل اليساريين الراديكاليين الذين ظلوا لاكثر من عقدين الذ الخصوم للملك الراحل الثاني...."
لاحظوا معي استعماله كلمة " المدعو " نكاية في مستشار الملك فؤاد عالي الهمة و كأنه يخاطب نكرة..اضف انه استعمل النعرة القبلية بذكره لمسقط رأس مستشار الملك و كأن مدينة بنجرير سُبة في حقه ، في حين انها مدينة مغربية كغيرها ...وإثارته للنعرة القبلية حاول بها أيضا مع منطقة الريف ..لكنه لم يمر و لن يمر...No Passaran ...

و عندما يتوصل بأوامر المرور الى السرعة القصوى بتسويق التيئيس و الظلامية و العدمية فاننا نجده يقول...
" لهذا لا تنتظر من هولاء يا وزير الداخلية السيد لفتين الالتزام بقانون حالة الطوارئ و تنفيذ الحجر الصحي بمنازلهم ، لانهم يحسون انهم ميتون منذ عهد الاستقلال ،لا حقوق لهم في المواطنة الكاملة..
فقط يحسون انهم عبيد على جميع الأصعدة و المستويات، و العبد كما هو معروف منذ الازل لا يملك قرار نفسه..
فحالة الطوارئ لمواجهة تفشي الوباء الخطير كورونا فيروس ماهي الا آلة امنية للحفاظ على النظام من الانهيار لانه يفتقد لدولة الموسسات و العدالة و الاجتماعية ، و لا يملك الا دولة الأجهزة الأمنية و الاستخبارات و العسكرية...."

نحن الآن أيها السادة ، أمام كلام خطير جدا للسيد فرحان نشره بنفسه في "مزبلته " الإلكترونية.. و أقل ما يقال عنه انه مسيء لصورة المغرب بالخارج و يمهد لاصداقائه لكتابة تقارير سوداء عن المغرب ...و كاننا في دولة بوليسية...
و الأخطر هو قوله " ان حالة الطوارئ...ما هي الا آلة امنية للحفاظ على النظام من الانهيار..."لا نعتقد اننا مُلزمون بأدلة أقوى مما كتبتْ يداه و أملاه عليه أسياده...لا نعتقد ان مضطرون بعد هذا... لنشر غسيله العفن...

ارجوك السيد فرحان ، قل لرؤسائك اننا في المغرب أحرارا و لسنا عبيد بحجة التاريخ و الجغرافية...و نتمتع بمواطنة كاملة لا يتمتع بها اصاحبك...واننا نعيش في دولة المؤسسات و التعددية الحزبية و مؤسسات حقوق الانسان ، و نفتخر جميعا سواءً بالخارج او بالداخل بالبيعة لامير المؤمنين...
رجاءا صارحهم بفشلك و خيبتك ، و لا تنس ان تقول لهم ان الأجهزة الأمنية و الاستخباراتية و العسكرية... هم فخر المغاربة في الخارج و الداخل...و انك حتى عند محاكمتك بالمغرب فانك ستحضى بمحاكمة عادلة ، لكن ارجوك ، قُلْ لهم ان ينتدبوا محامي من الخارج...لانه لا احد يرضي بالوقوف بجانبك لشرح موقفك أو الدفاع عنك...

 

 

آخر الأخبار