تسول الأطفال بالبيضاء يساءل المؤسسات العمومية

الكاتب : الجريدة24

29 أكتوبر 2020 - 11:20
الخط :

أصبحت ظاهرة التسوّل في العاصمة الاقتصادية بمثابة مهنة يحترفها معظم البيضاويين، عند جنبات الطرق والأماكن العمومية، والمحلات التجارية، فما هي الأسباب الدافعة لامتهان التسوّل الذي بات منتشرا بشدة.

عبد العالي مستور، فاعل جمعوي ومنسق برامج منتدى المواطنة أكد في اتصال ب" الجريدة 24" أن ظاهرة التسول كانت منتشرة بشوارع البيضاء، وهي معبر عن الضعف والتهميش والفقر، لكنها استفحلت بشدة في السنوات الأخيرة على الرغم من وجود القانون الذي يجرمها.

عبد العالي مستور أشار إلى أن استفحال هذه الظاهرة يساءل الدولة بالدرجة الأولى والمؤسسات العمومية بالمدينة في مدى استجابتها أو تجاهلها لمتطلبات إرساء مقومات العدالة الاجتماعية التي من شأنها وحدها أن ترسخ مصداقية السياسات المتبعة لدى المواطنين، فبالإضافة إلى تسول الأطفال نجد أيضا الأفارقة الذي يتخذون من المغرب معبرا واللاجئين السوريين الذين في أمس الحاجة لمساعدات اجتماعية من شأنها أن تعفيهم من التسول بالطرقات " يجب على الدولة توفير الشروط اللأزمة لإدماجهم تماشيا مع توجهاتها في ما يتعلق بحقوق المواطنين والمهاجرين".

عبد العالي مستور لفت النظر إلى أن أفدح ما يمكن تصوره اليوم هو ظاهرة التسول بالأطفال في الشوارع والتي تمارس أمام أعين السلطات، معتبرا أن هذا الأمر انتهاك لحقوق الأطفال وحط من كرامتهم على اعتبار أن مكانهم بالمدرسة وليس الشارع، موضحا أنه لا يمكن معالجة الظاهرة بالمساعدات الاجتماعية أو بالمبادراتـ" فلن يتأتى ذلك إلا عبر وضع برنامج إدماج اجتماعية واقتصادية تشاركية على المستوى المحلي والوطني بين مختلف القطاعات من أجل القضاء على التسول أو الحد منه من خلال تمييز وضعية المواطنين التي تدفعهم الحاجة للتسول ويستلزم مواكبتهم ومساعدتهم وبين من ليسوا في حاجة للتسول ويمتهنونه قصد معاقبتهم وردعهم".

و في الأخير شدد الفاعل الجمعوي على ضرورة بشن حملات واسعة للقضاء على تسول الأطفال بالمدينة الملونية الذي بات مظهرا مقلقا ًيسيء لصورة البلد برمته.
ويذكر أن الغاية لكسب بعض المال تدفع العديدين لتعاطي التسول عبر كسْبَ عطفِ الناس وكرمِهم، وانتهاج أساليبَ استعطاف منها الإعاقة والأمراض المزمنة و إرسال الأطفال في أماكن معينىة حيث تجمعات الناس يختارونها بعناية.

مجتمع