هكذا يصر عسكر الجزائر على عداء المغرب من أجل خطف اللقمة من فم الشعب

ترسخ في عقيدة النظام الجزائري أن تسلطه على الرقاب وخطف اللقمة من فم الشعب، ما كان ليدوم ويستمر من غير ترهيبه من عدو خفي وجلي في نفس الآن حدده في المغرب.
هذه العقيدة التي تستمد مقوماتها من السنوات الخوالي في القرن الماضي، لا تزال تعشش في عقول العجائز من الجنرالات وصنيعهم ساكن قصر المرادية، وتجلياتها تتبدى عبر "تعليمة رئاسية" في الجارة الشرقية تدعو لقطع علاقات اقتصادية تربط مؤسسات عمومية وخاصة جزائرية مع نظيرتها المغربية.
وإذ لا مبرر لهذه "التعليمة الرئاسية" غير الإمعان في تعميق العداوة تجاه المغرب، فإن تقارير إعلامية جزائرية، أفادت بأنها صدرت "عقب تلقي رئاسة الجمهورية تقارير حول مساس خطير بربط علاقات تعاقدية لا تراعي المصالح الاستراتيجية والاقتصادية للبلاد".
ووفق التقارير الإعلامية الجزائرية فإنه و"على سبيل المثال قامت كل من شركتي SAA وCAAR بربط اتصالات مع مؤسسات مغربية"، كما أن شركة "جازي" أوكلت عملياتها الاشهارية لشركات قريبة من لوبيات معادية للجزائر"، على أن "الرئيس عبد المجيد تبون أورد في تعليماته أن تلك "العلاقات التعاقدية تمت من دون تشاور مسبق"، مشددا على أن "مثل هذه العلاقات تضع معلومات حساسة تحت تصرف كيانات أجنبية".
وفيما أثبت النظام الجزائري بهكذا إجراء أنه مهووس بالمغرب وتجرع من خلال انصراف المملكة لما يعنيها ولا مبالاتها بما يختلج في صدور رموزه حتى الثمالة، يكشف أيضا وجها آخر لهذه اللا مبالاة المغربية التي يحسها العسكر قاسية وهي تسلط الضوء على فشله في تدبير البلاد متى أحس أن جذوة العداء للأشقاء تخبو يوما بعد يوم.
وتنجلي أمام قاريء "التعليمة" معالم الإيديولوجية التي تشبع بها العسكر وعبد المجيد تبون، الذي آمن كثيرا بأن من شأن إيهام الجزائريين بوجود خطر مغربي داهم يتربص بهم الدوائر أن يعيد رص الصفوف ويخلق الوفاق بين الحرائر والأحرار من جهة وبين الطغاة سارقي مقدرات البلاد من جهة أخرى، على اعتبار أن الجميع ملزم بالانتصاب في معسكر واحد لمواجهته.
كذلك، تتبدى خسة العسكر عبر ما جاء في "التعليمة" الفذة بعدما اعتبر أن العلاقات الاقتصادية التعاقدية بين مؤسسات جزائرية ومغربية "تمس بالمصالح الحيوية للجزائر وبأمنها، محيلا على أن "هذه العلاقات نجمت عنها عقود أدت لاستنزاف العملة الصعبة لأجل خدمات متوفرة بالجزائر"، موجها "أوامر لوزير المالية بمنع تحويل الأرباح الخاصة بعقود من هذا النوع للخارج".
وكما أمهل عبد المجيد تبون، المسؤولين المعنيين مهلة أقصاها 10 أيام لوضع حد نهائي لهذه العلاقات"، مشددا "على أن أي إخلال بهذه التعليمة سيتم اعتباره بمثابة غدر وتواطؤ وسيعاقب مرتكبوه"، فالدعاء يجب حتما لحكام الجزائر الذين يبحثون لأنفسهم بمشقة عن عداء المغرب لهم والانتباه إليهم والمبالاة بهم...
لكن حتى مع استمرار نجاح المملكة الشريفة في عدم الانجرار لمستنقع العسكر، فإن للمغاربة بعد الدعاء بالشفاء لهؤلاء المرضى، أن يرفعوا أكفهم أيضا تضرعا للاستزادة من طلب القوة على تقبل مثل هكذا جيران فرضت الجغرافيا جوارهم.