عبد المجيد تبون.. حينما يفعل الجاهل بنفسه ما لا يفعل العدو بعدوه

هشام رماح

الأحمق يفعل بنفسه العجب أكثر مما هو في بلاد العجائب.. لكن أن يخرج عبد المجيد تبون، الرئيس الجزائري، أمس السبت، ليقول بعظمة لسانه أن نسبة المشاركة في الاستحقاقات التشريعية، لا تهمه بقدر الشرعية التي تنبثق عن الصناديق الانتخابية فهو بذلك يحير المتابعين حول تصنيفه إن كان أحمقا أو جاهلا، ولا غرو أيضا أن الجاهل يفعل بنفسه ما لا يفعل العدو بعدوه.

وبهت العالم أجمع وهو يستمع لتصريح الرئيس عبد المجيد تبون، الذي كشف للجميع من أي طينة من الرجال وهو الذي أتى محمولا على دبابة نحو قصر "المرادية" ضدا على خيار الشعب الجزائري الذي كسر طوق الصمت وصدح بصوته عاليا "يتنحاو كاع".

وابتدع عبد المجيد تبون دون أن يدري ما يكشف تواطؤه والعسكر على تقييد ورهن مصائر الجزائريين، وهو يؤكد على أن نسبة المشاركة في الانتخابات لا تهمه مهما كانت ضئيلة، وهو الأمر الذي عادة ما يضمره الديكتاتوريون العتاة، لكن أحدا من العسكر لم يلقن الرئيس ما يقال وما لا يقال في مثل هكذا مواقف، وقد أخذت الحمية الرئيس ليفضح حقيقة مشاعره ونواياه تجاه شعب قرر مقاطعة الانتخابات ليعبر عن سخطه إزاء تحكم العسكر.

وبالعودة لنسبة المشاركة التي أعلنتها السلطة المستقلة للانتخابات الجزائرية، محيلة على أنها بلغت نسبة 30,2 بالمئة عند إغلاق مكاتب التصويت، فإن هذه النسبة تقل عن نسبة المشاركة المعلنة عنها في آخر استحقاقين برلمانيين؛ حيث بلغت 37,09 في المائة خلال انتخابات عام 2017 و42,9 في المائة خلال انتخابات عام 2012.

لكن النسبة المومأ إليها ورغم ضآلتها، ليست غير "كذبة" سمجة رددها النظام الجزائري، إذ أن نسبة المشاركة الفعلية في الانتخابات التشريعية ليوم السبت 12 يونيو 2021، لم تتجاوز 14 في المائة إلى حدود عصر يوم التصويت، وهي النسبة التي تغيرت بقدرة قادر وأصبحت 30,02 بالمائة عند موعد إغلاق مكاتب التصويت!!! ويؤمن أحرار وحرائر الجزائريين ممن قرروا مواجهة تلاعبات السلطة الحاكمة في صناديق الاقتراع، أن العسكر فعل فعلته فيها وغير وزور ليبدو أمام العالم أنه حريص على اكتساب الشرعية والمشروعية معا، لكن الظروف رمت في أيادي العسكر عبد المجيد تبون الذي فضح المستور دون أن يدري وأبدى للعالم جهله بالأصول وهو يقر أن الانتخابات صورية ليست إلا، مبديا بجهله الفظيع ضعف الحاكم وقوة المحكوم في الجزائر.. الذي رفع لا صريحة في وجه الطغمة الأوليغارشية.