رئيس لجنة الانتخابات بالبيجدي: هذه أسباب هزيمتنا

في الوقت الذي يرى عدد من المراقبين والمحللين، بل وعدد من قيادات حزب العدالة والتنمية غير المكلفة بتدبير الحزب، بأن اندحار حزب "المصباح" في الانتخابات الأخيرة مرده إلى الأخطاء الكثيرة والمواقف والقرارات الخاطئة التي ارتكبتها قيادة الحزب بزعامة سعد الدين العثماني، ترى جزء من القيادة المسؤولة على تدبير الحزب بأن اندحار الحزب سببه القوانين والمساطر الانتخابية التي تم اعتمادها.
ويرى رئيس اللجنة المركزية للانتخابات بحزب العدالة والتنمية، محمد البزوي، أن هناك حوالي 13 سببا أدى إلى اندحار وخسارة حزبه الانتخابات البرلمانية والانتخابات الجهوية والجماعات والمقاطعات التي جرت في الثامن من شتنبر الجاري.
المصدر المذكور أقر بأن هناك عوامل ذاتية وأخطاء ارتكبت من قبل الحزب ساهمت في ما حصل، أي في خسارة البيجدي، الذي تراجع بشكل مهول، إذ لم يحص الا على 13 مقعدا بمجلس النواب بعدما حصل في انتخابات 2016 على 125 مقعدا، وقبلها في 2011، حصل على 102 مقعدا متصدرا المشهد الانتخابي والسياسي والحزبي لولايتين متتاليتين.
وفي المقابل، اعتبر البزوي أن الأسباب ال 12 الأخري التي أدت إلى اندحار البيجدي تتمثل في اعتماد القاسم الانتخابي على أساس عدد المسجلين عوض الأصوات الصحيحة المعبر عنها مما دفع جزء مهم من المغاربة إلى اتخاذ قرار عدم المشاركة أثناء التعديل باعتبار أن هذا التعديل يفرغ المنافسة الانتخابية من أي مضمون، ثم إزالة العتبة، الذي كان سببا في دفع الكثيرين إلى عدم المشاركة بسبب البلقنة الكبيرة التي ستصبح عليها الجماعات وهذا ما حصل.
السبب الثالث، حسب القيادي في البيجدي، يتمثل في توسيع نمط الاقتراع الفردي وتقليص نمط الاقتراع اللائحي، وهو القرا الذي طال 40 مدينة، ثم قرار تجميع الانتخابات الجماعية والتشريعية في يوم واحد، معتبرا أن ذلك أثر بشكل حاسم على مقاعد مجلس النواب.
ويكمن السبب الخامس، يضيف المتحدث، في منع "البيجدي" من الترشح بالجماعات ذات نمط الاقتراع الفردي وخصوصا بالعالم القروي عبر ممارسة الضغط والترهيب والتهديد على مرشحيه بعدم الترشح مع الحزب أو بسحب ترشيحاتهم بعدما وضعوها، بالإضافة إلى "اللعب في اللوائح الانتخابية"، بحسب البزوي، إذ تم تسجيل أكثر من 2 مليون مصوت جديد من الفئات الهشة التي غالبا لا تصوت تصويتا سياسيا، وتكرار الأسماء باللوائح بالآلاف بكل لائحة، حيث هناك من الأسماء كررت عدة مرات، كما أن اللوائح التي سلمت لرؤساء المكاتب ليست هي التي سلمت لللحزب قبل يوم الاقتراع حسب ما تأكد في العديد من الأقاليم، ثم التشطيب على الكثير من المواطنين حيث تفاجأوا بعدم وجود أسمائهم باللوائح الانتخابية يوم الاقتراع، يضيف ذات المتحدث.
أما السبب السابع فيتمثل في الاستعمال الكبير للأموال بشكل غير مسبوق، والسماح بالتصويت بنسخة من بطاقة التعريف الوطنية في مخالفة صريحة للقانون، حيث يفسح المجال لتصويت نفس الشخص أكثر من مرة، والسماح بنقل الناخبين إلى مكاتب التصويت وما شكله الأمر من توجيه وتعبئة للناخبين.
وأضاف رئيس اللجنة المركزية للانتخابات بحزب العدالة والتنمية أن الأسباب الأخرى التي ساهمت في هزيمة البيجدي تتمثل في "ترهيب العديد من مراقبي حزب العدالة والتنمية والاعتداء عليهم وطردهم من مكاتب التصويت"، و"ظاهرة رفض تسليم المحاضر لممثلي الحزب في أغلب الأقاليم" و"انخراط العديد من رجال السلطة وأعوانها في محاربة الحزب ومرشحيه ودعم منافسين آخرين".
وكان عدد من المراقبين والمحللين اعتبروا أن هزيمة البيجدي في هذه الانتخابات كان بسبب القرارات التي اتخذتها حكومة العثماني وفشلها في تحقيق رهانات وتطلعات المغاربة خلال الولاية الحكومية السابقة.