هل انتهى زمن المسكنة الجزائرية والطبطبة الفرنسية؟

هشام رماح
يبدو أن زمن المسكنة الجزائرية والطبطبة الفرنسية قد ولى.. و"فرنسا ليست مدينة أبدية للجزائر حتى تسمح لمواطني الأخيرة بدخول أراضيها متى شاؤوا" وفق ما أدلت به مارين لوبين زعيمة اليمين المتطرف في بلاد "موليير".
وكان إيمانويل ماكرون، الرئيس الفرنسي صفع حكام الجزائر واصفا نظامهم بالضعيف المتهالك ومشككا في "الروايات" الواردة في ما يعرف بـ"التاريخ الرسمي" للبلاد ومشككا في وجود "أمة جزائرية" قبلا وحاضرا.
صفعة الرئيس هزت أركان نظام العسكر وجعلتهم يتخذون قرارات أرادوا من خلالها قول "نحن هنا" وقد جرى استدعاء سفير الجزائر في فرنسا وتعليق السماح للطائرات العسكرية الفرنسية بالمرور عبر أجواء البلاد.. لكن هذه الـ"نحن هنا" أتت بما لم يشتهه العسكر من لدن السياسيين في فرنسا.
و"مارين لوبين" زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا، واحدة من السياسيين الذين سئموا وملوا من دور الضحية الذي يلعبه حكام الجزائر منذ عقود لاستدرار عطف رؤساء الجمهورية، وقد خرجت بتصريحات عبر صفحتها في "فايسبوك" تريد من خلالها إعادة النظام العسكري لحجمه الحقيقي ولتريه وجهه الحقيقي في المرآة كما يقال.
ووجهت "مارين لوبين رسائل شديدة اللهجة إلى النظام الجزائري، الذي تلكأ في استعادة مواطنيه الذين رغبت فرنسا في ترحيلهم وكانت بداية أزمة بينها ومستعمرتها السابقة التي اغتصبتها من الأتراك الذين استوطنوا فيها طويلا بعد حادثة "ضربة المروحة" الشهيرة.
ودعت "مارين لوبين" إلى حرمان الجزائريين من الـ"فيزا" الفرنسية ووقف تحويلاتهم البنكية، التي افادت بأنها تبلغ 1,5 مليار أورو سنويا، لا تستفيد منها فرنسا شيئا.
وقررت السياسية الفرنسية الدلو بدلوها في ما نشب بين بلادها والنظام الجزائري حينما كسر الصورة التي عهدها الجميع في رؤساء فرنسا حين تعاملهم مع مستعمرتهم السابقة، وقالت "إن الجزائر التي تعودت على ضعف القادة الفرنسيين عليها أن تحترم فرنسا".
ورأت "مارين لوبين" في رد الجزائر على فرنسا ما يستدعي تأديب نظامها وقد أفادت قائلة "لقد استدعت الجزائر سفيرها ورفضت تحليق طائراتنا العاملة في مالي لمحاربة الإسلاموية.. وهذا القرار يشكل خطرا على بلدينا وعلى أمن دول إفريقيا، هو قرار غير مقبول وعلى فرنسا أن تفصل في هذا الشأن".
ولتشكل صورة جديدة تخالف ما ترسب في الوعي واللا وعي الجزائري بعد 132 سنة من الاحتلال، زادت "مارين لوبين" "إن السلطات الجزائرية تعتقد أن فرنسا مدينة أبدية يمكن لمواطنيها الدخول إلى أراضيها في أي وقت" وهو أمر دعت إلى القطع معه داعية إلى "عدم منح تأشيرات للجزائريين ما دامت الجزائر ترفض استقبال مواطنيها الذين قررت فرنسا ترحيلهم".
في المقابل، لم يفت "مارين لوبين" أن تغمز لحكام الجزائر بما تمتلكه فرنسا من وسائل ضغط عليهم من شأنها أن تجعلهم يستكينون ويضربون الصفح عن الرطن بـ"نحن هنا" عن طريق "مراجعة تصاريح تحويل الأموال التي يرسلها الجزائريون إلى بلدهم والتي تقدر قيمتها بـ1,5 مليار يورو سنويا" وهي المبالغ التي قالت "السياسية الفرنسية إنها "لا تساهم في تنمية الاقتصاد الفرنسي".