هل تتعلم إسبانيا من خطوة ألمانيا في تحسين علاقتها مع المغرب؟

وضعت ألمانيا إسبانيا في وضع لا يحسد عليه، بعدما غيرت من مواقفها العدائية لها تجاه المملكة، بعدما أشادت بجلالة المملكة وإنجازته، مع فتح باب التعاون بين برلين والرباط.
ولا زالت العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا تعاني من الركود والتوتر، رغم أن وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، كشف مرارا عن نية طي صفحة الماضي، لكن لم تقم مدريد بأي خطوة حقيقية يمكنها إحقاق المصالحة بين البلدين.
في هذا الصدد، قال حسن بلوان المحلل السياسي، في حديثه للجريدة 24، فإن المستجد الألماني بعدما أبدت نيتها لرأب الصدع مع المغرب، وإشادة بجلالة الملك محمد السادس ودعوته إلى زيارة برلين، من أجل “إرساء شراكة جديدة بين البلدين”، الأمر الذي وضع إسبانيا في موقف لا تحسد عليه.
وأضاف بلوان، أن الخطابات المجاملة الدبلوماسية المتبادلة من طرف الفاعلين السياسيين ومراكز صناعة القرار في اسبانيا بدون شكل رسمي، لا يمكن أن يكون لها ملموس دلالي.
وأكد المتحدث ذاته، أن المغرب عرف كيف يدبر أزمته الديبلوماسية السابقة مع ألمانيا، ونهج منذ البداية أسلوب المعاملة بالمثل والندية، ووقف سدا منيعا لأي تهديد لمصالح العليا للمملكة ووحدتها الترابية وكرامة المواطنين، وعرفت أخطاءها وقررت طي صفحة الماضي، ونفس الأمر تم تطبيقه على اسبانيا خلال أزمة دخول زعيم البوليساريو بهوية مزورة.
وأبرز المحلل السياسي، أنه لا يمكن أن يكون هناك لها تطور ما دامت لم تتخذ مدريد مواقف وقرارات صريحة، أولها نهج مثل أسلوب برلين من خلال بلاغات رسمية، من خلال اعتبار أن مخطط الحكم الذاتي يشكل “مساهمة مهمة” للمملكة في تسوية النزاع حول الصحراء المغربي، بالإضافة إلى ضرورة القطع مع ازدواجية المواقف بتغذية جبهة البوليساريو.
وأوضح المتحدث ذاته، أن اسبانيا وجب أن تتخذ خطوة جدية بخصوص ملف الوحدة الترابية للمملكة التي تمثل أحد مرتكزات السياسة الخارجية للمغرب، وعدم إفساح المجال للأعداء قصد تسميم العلاقات في إشارة إلى النظام العسكري الجزائري.