حاول قتل عشيقته بعد أن أهانت رجولته وأثارت غيرته

حاول قتل عشيقته بعد أن أهانت رجولته وأثارت غيرته
أمينة المستاري
في لحظة غضب وتحت تأثير الخمر، كاد علي أن ينهي حياة عشيقته بوشرى، بعد أن أهانت رجولته وحاولت إثارة غيرته بمغازلة صديقه أمامه...
أغرم علي، الشاب الأسمر ذو العقد الثالث، ذو البنية الضعيفة والنظرات الشاردة، ببوشرى ابنة الحي التي سلبت فؤاده، بشعرها الكستنائي وقوامها الرفيع وجمالها الهادئ، وعاشرها معاشرة الأزواج لسنوات، لكن تماطله في إتمام زواج لطالما وعدها به، جعلها تحاول إثارة غيرته في جلسة خمرية كادت تفقد خلالها حياتها.
كانت بوشرى جميلة الشكل، بعينين بنيتين تشعان حيوية، توطدت علاقتها بعلي، الشاب الذي لم تمكنه تربيته من أن يكون شابا خلوقا وانتهى به الأمر إلى الانحراف والحصول على لقب "من ذوي السوابق"، فأصبحا لا يفترقان إلا لماما، بل توطدت العلاقة فأصبحت علاقتهما كزوج وزوجة، حتى أنها كانت تشاركه جلساته الخمرية وتعاقر الخمر مع أصدقاء السوء.
تورط علي في العديد من الجنح وأمضى فترات من عمره بالسجن، وفي كل مرة يخرج منه ليجد عشيقته في انتظاره، فكان يعدها بالزواج وتكوين أسرة، لكن الوعود تتبخر مما جعل الفتاة تمل وتقرر أن تثير غيرته عل وعسى يتزوج منها.
في اليوم المشؤوم، قرر علي السهر مع صديقيه "عمر ومراد" واحتساء الخمر غير بعيد عن الحي حيث يقيم، ورافقته عشيقته. اقتنى الأصدقاء قنينات الخمر وتوجهوا إلى سد تلي، وجلست بوشرى بجانب علي تتوسد ركبته تشدو ببعض المقاطع الغنائية، وتعلو ضحكاتها بغنج، فيما يسايرها رفاقها ويرقصون من حين لآخر.
كانت أجواء السهرة عادية، قبل أن تنتفض بوشرى وهي تترنح، فطلبت من خليلها الذهاب لجلب "سندويتش" بالكفتة، فقد أحست بالجوع، فلم يكن من علي سوى الوقوف على الفور والتوجه إلى أقرب محل لإعداد الأكلات السريعة لجلب الأكل.
كانت الساعة تشير إلى منتصف الليل، حين عاد علي مبتسما يحمل بيديه سندويتش، وسلمه لخليلته وهو يتغزل بها، لكن ابتسامته اختفت بعد أن أمسكت بوشرى الأكل وسلمته لصديق خليلها عمر، فيما جلس علي يراقب المشهد فقد كانت العشيقة تقهقه وتتمايل، ومن حين لآخر تتغامز وترسل رسائل عبر نظراتها لم تكن لتخفى عن عشيقها.
تغيرت أجواء السهرة، فقد أحس علي بإهانة خليلته له من خلال تصرفاتها مع صديقه، وتقربها منه أكثر من اللازم، كانت شرارة الغضب تتطاير من عينيه، فقد بدأت الخليلة تغازل عمر أمامه، ولم يعد يطيق الصمت أكثر فانتفض من مكانه وطلب من صديقيه الانصراف حتى يناقش خليلته في بعض الأمور.
جلس علي وأمامه بوشرى تحاول إصلاح بعض ملابسها وهي تترنح، نظر إليها مليا ووجه إليها كلاما قاسيا ويتهمها بوجود علاقة بينها وبين صديقه، ولامها على تصرفاتها والاستهانة به أمام صديقه بتسليمه الشندويتش الذي ذهب يبحث عنه من أجلها في وقت متأخر من الليل، فلم يكن من بوشرى سوى الصراخ في وجهه والتشكيك في رجولته وهي تقارنه بصديقه، ما جعله يهب من مكانه ويدفعها ليسقطها على الأرض ويجردها من ملابسها ويمارس الجنس عليها بطريقة شاذة وبوحشية، لم يمنعه صراخها من التراجع عن فعلته.
لم يتوقف علي، فقد مد يده إلى سكين كانت بجانبه، ووجه طعنات في مختلف أنحاء جسمها إلى أن أغمي عليها، ووقف يرتدي ملابسه وهو يظن أن حبيبته قد فارقت الحياة، فتركها بعد أن نزع من عنقها سلسلة ذهبية وبعض النقود التي كانت في محفظة يدها، وانصرف باحثا عن صديقه عمر.
توجه إلى مكانهما المعتاد، حيث يعاقران الخمر من حين لآخر، وأخبره بما فعله بعشيقته التي حاولت استمالته لبث الفرقة بينهما وجعلهما يتقاتلان من أجلها، وطلب منه التزام الصمت.
لم يكن علي يدري أن العشيقة تمكنت بقدرة قادر على البقاء على قيد الحياة، فقد تصادف مرور بعض عمال البناء بالمنطقة وجود الفتاة في حالة يرثى لها، فقد كانت عارية مدرجة بالدماء، مما جعلهم يتصلون بالإسعاف التي حضرت إلى عين المكان ونقلت الشابة وهي في حالة خطيرة إلى المستشفى.
بعد ثلاثة أيام من الحادث، عثر مواطنون على جثة شاب في منتصف عقده الثاني في بركة مائية بالسد التلي، غير بعيد عن مكان الجريمة الأولى، مما جعل عناصر الشرطة القضائية تقوم بحملة تمشيطية وإيقاف كل من اشتبه فيه.
جريمتين في منطقة واحدة، وفي وقت قياسي أثار شكوك المحققين في أن يكون هناك خيط رابط بينهما، وتمكن الطب الشرعي من تحديد هوية الضحية الذي لم يكن سوى مراد، رفيق عمر وعلي وبوشرى في الجلسة الخمرية، وبناء عليه تم الاستماع إلى علي في قضية الاعتداء ومحاولة قتل عشيقته بوشرى.
طأطأ علي رأسه أمام الضابط، واستعاد شريط السهرة الخمرية الماجنة، وحكى أحداثها وتفاصيلها فيما أنكر قتله لصديقه مراد، البائع المتجول، لتتجه الشكوك نحو عمر، الذي لم يستطع إثبات مكان تواجده بعد افتراق المجموعة، ورغم إنكاره إلى الأدلة التي وجدت في مكان الجريمة كانت تشير كلها إليه، حيث تعرضت الضحية لهتك العرض وألقي به في البحيرة وهو على قيد الحياة بعد أن أصيب بكسور على مستوى الرأس والصدر.
قصة عشق، انتهت في جلسة خمرية كانت سببا في إثارة الحقد وجنون العاشق، واقتراف جريمتين وضعت علي وعمر وراء القضبان، وخلفت ندوبا جسدية ونفسية لدى بوشرى، وأرسلت الصديق الآخر إلى القبر.