كلما تحدث ناصر بوريطة تألم الـ"كابرانات" في الجزائر

الكاتب : الجريدة24

07 سبتمبر 2022 - 02:09
الخط :

كلما تحدث ناصر بوريطة تألم الـ"كابرانات" في الجزائر

هشام رماح

كلما تحدث ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، تسمع التأوهات في جارة السوء، وهذه المرة تكفل عمار بلاني، السفير المكلف من لدن النظام الجزائري، بالنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، بمحاولة الرد عليه، والانتصار على حصافته ودقة الكلمات التي ندت عن فمه، بحثا عن رتق البكارة الدبلوماسية التي افتضها المغرب أمام ناظري الأشقاء العرب.

فماذا قال ناصر بوريطة، خلال كلمة ألقاها، أمس الثلاثاء بالقاهرة، أمام مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته العادية الـ158، حتى فتح النظام الجزائري أبواقه أمام عمار بلاني؟ لقد دعا وزير الخارجية المغربي، إلى تبني "قراءة موضوعية لواقع العالم العربي، المشحون بشتى الخلافات والنزاعات البينية، والمخططات الخارجية والداخلية الهادفة الى التقسيم ودعم نزعات الانفصال وإشعال الصراعات الحدودية والعرقية والطائفية والقبلية، واستنزاف المنطقة وتبديد ثرواتها".

وبالعودة إلى المقتطف من كلمة ناصر بوريطة، يتبدى للمرء أنه لم يبتدع أمرا ولم ينطق كفرا، بل فصَّل في وضع راهن أصبح من مشتملاته زرع بذور الفرقة بين الأشقاء، منذ أن رأى النظام العسكري القائم في الجزائر في الخروج إلى الساحة العربية والإفريقية، محملا بِهَمّ وحيد هو التعزيز من موقع المغرب كـ"عدو أزلي"، بعدما رأى العسكر في جارة السوء أن هكذا نهج هو الأسلم لتحويل دفة الحراك الشعبي الذي انفجر في الجزائر تحت شعار "يتنحاو كاع".

ما قاله ناصر بوريطة، موضوعي يحمل في طياته الآمال في تراجع الإخوة الأعداء عن غيِّهم، بعدما أفحم الجميع حينما سطر على صلب المشاكل التي تعتري العلاقات بين الدول العربية، مشيرا إلى أن "الإشكال الرئيسي يكمن في غياب رؤية مشتركة واضحة لمواجهة تلك التحديات، بما يحافظ على أمن الدول واستقرارها ووحدتها الترابية والوطنية".

وإذ خلفت كلمة ناصر بوريطة وقعا إيجابيا في نفوس من سقطت في آذانهم من الحضور باجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته العادية، فإنها أجَّجت جنون النظام العسكري الذي أحس نفسه معنيا مباشرا بما جاء في الكلمة بمعنى المثل الشعبي الذي أصبح أشهر من نار على علم من المحيط إلى الخليج، والذي ليس غير "اللي فيه الفز كيقفز".

والحق يقال إن ناصر بوريطة، وإن تساهل مع الجزائر في الكلمة انسجاما والمثل العربي "إياك أعني واسمعي يا جارة"، فإن النظام العسكري وبعدما عاين انهزام ممثله في الاجتماع العربي أمام وزير الخارجية المغربي وأمام الجميع ممن ناصروه في طرحه، لم يجد بدا غير مهاجمة الأخير عبر مقالات موجهة للاستهلاك الداخلي ولتصوير الهزيمة انتصارا ولو على أسطر دكاكينه الإعلامية.

وبدا ناصر بوريطة منسجما مع نفسه ومع نهج المملكة الشريفة ودبلوماسيتها الرامية إلى نسج علاقات أخوية بناءة، تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس، في الوقت الذي بدا التناقض عيبا يلاحق النظام الجزائري، الذي تنصل من مسؤوليته في النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، أمام "استيفان دي ميستورا" المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية، والحال أنه كلف "سفيرا" خلق له الـ"كابرانات" منصبا تتحدد من خلاله مهمته في تمزيق الوحدة الترابية المغربية، ونصرة ميليشيات "بوليساريو" ضد جارتهم الغربية.

آخر الأخبار