المغرب والجزائر بين ثقل ساركوزي وخفة "الفتى الطائش" ماكرون

الكاتب : الجريدة24

17 أغسطس 2023 - 03:36
الخط :

هشام رماح

لا شك أن فرنسا انحدرت في عهد "إيمانويل ماكرون"، رئيسها الحالي إلى درك سفلي لم تبلغه قط، وقد بدا للجميع أن ساكن "الإيليزي" طائش أخف من أن يحمل أوزار حكم بلد يجر خلفه إرثا لا يلتئم الكل على استحسان المخبوء بين ثناياه.

وتحقق إجماع في فرنسا ودونها أنها الآن مثل سمكة تسبح في بركة تجف رويدا رويدا، كما قال الجنرال الياباني "ماماموتو" قبل إعلان اليابان الحرب على الجميع مستهل أربعينيات القرن الماضي، لكن حتما الصيغة الفرنسية هي مختلفة عن الصيغة اليابانية والسياق الذي جعل الجنرال الشهير في إمبراطورية الشمس يقولها حينذاك.

فكما أن فرنسا كانت تحظى بحضور وازن في إفريقيا، تدثرت به طويلا وهي تنهب خيرات القارة السمراء، جاء "إيمانويل ماكرون" ليلعب بذيله مع الأفارقة وشركاء الأمس بطريقة فجة متعجرفة جعلت صبرهم ينفذ ويسحبون عنه وبلاده المياه التي كانت تسبح فيها بكل أريحية.

هكذا تصور للواقع الحالي لفرنسا وعلاقتها مع الأفارقة خصوصا، أصبح مشاعا بشكل جعل بعض العقلاء يدقون ناقوس الخطر لعل الماسكين بزمام الأمور فيها يلقون لرنينه سمعا، لكن الأمور انفلتت ووجدت فرنسا نفسها شريدة طريدة من إفريقيا، غير مرغوب فيها ولا في "أستاذيتها".

ولعل خرجة "نيكولا ساركوزي" الرئيس الفرنسية الأسبق، تفيد بأن صبره قد عيل من هواية رئيس كان حظي بدعمه، وقد قرر أن يلقن "الفتى الطائش" الذي يقود فرنسا نحو الهاوية بعضا من فنون التعامل مع بعض الجوانب خاصة في علاقات باريس مع الرباط والجزائر.

وبدا "نيكولا ساركوزي"حاسما منتصرا للموضوعية وللمصلحة العليا لفرنسا، حينما حذر "الفتى الطائش" من مغبة التضحية بالعلاقة مع المملكة المغربية من أجل محاولة بناء "صداقة مصطنعة" مع "نظام جزائري فاقد للشرعية يستطيب جعل فرنسا كبش فداء لتغطية على إخفاقاته".

ووجد ساكن "الإيليزي" الأسبق نفسه مجبرا على تحمل مسؤوليته أمام الفرنسيين وقبلهم التاريخ، لينبه "إيمانويل ماكرون" إلى أنما يقوم به الأخير يعد مجازفة خطيرة، تهدد فرنسا بخسارة كل شيء وهذا الكل يبتديء بخسارة ثقة المغرب، كما لفت الانتباه إلى أن خبرته تجعله أكثر العارفين بطينة حكام الجزائر الذين قال عنهم إنهم "سيرفضون المصالحة على الدوام. إنّهم بأمسّ الحاجة لتحويل الانتباه عن الفشل الذي أغرقوا فيه بلدهم من خلال تحميل فرنسا بانتظام كلّ الشرور".

لكل هذا يظل السؤال الملح هو إلى متى سيظل "الفتى الطائش" طائشا خفيفا رغم ثقل مسؤوليته ومن ينبهونه إلى جادة الصواب؟

آخر الأخبار