صراع الأولويات يشعل مولاي رشيد المهمشة.. هل انتصرت التبوريدة على التنمية؟

تعيش منطقة مولاي رشيد المهمشة في الدار البيضاء حالة من الغضب والاستياء بين سكانها، حيث أصبحت الأولويات المحلية موضوعًا ساخنًا للنقاش والجدل.
وفي خضم هذه المعاناة، تزداد حدة الجدل حول أولويات المنطقة، خاصة مع اقتراب موسم الفروسية التقليدية "التبوريدة"، الذي من المقرر أن تحتضنه مقاطعة مولاي رشيد في الأيام المقبلة.
https://youtu.be/qS6C1kYPnvU?si=2BWyT3LG3As0rr3X
وتعتبر التبوريدة، جزءاً من التراث الثقافي المغربي، تلقى ترحيباً واسعاً من عشاق التراث ومحبي الفروسية، إلا أن تنظيم هذا الحدث الترفيهي في منطقة تعاني من نقص حاد في البنية التحتية والخدمات الأساسية يثير استياء شريحة كبيرة من السكان.
ويعتبر هؤلاء أن الأموال والجهود المبذولة في تنظيم مثل هذه الفعاليات يجب أن تُخصص لمشاريع تنموية تعود بالنفع على المجتمع المحلي.
وطالبت أصوات عديدة بتحسين الخدمات الأساسية مثل والصحة والبنية التحتية وإزالة الأسواق الأسبوعية والحد من إشكالية البطالة قبل التفكير في إقامة مهرجانات ترفيهية.
في تصريحات مثيرة للجدل، عبر العديد من الفاعلين الجمعويين والمواطنين عن غضبهم من تخصيص ميزانيات ضخمة لموسم التبوريدة السنوي في الوقت الذي تعاني فيه المنطقة من نقص حاد في الخدمات الصحية.
وقال أحد الفاعلين الجمعويين، في حديثه للجريدة 24، إن سكان مولاي رشيد يعانون من خصاص مهول في الحقن الأنسولين الضرورية لمرضى السكري، وهي مسألة حياة أو موت لكثيرين.
ويضيف المتحدث ذاته، بحسرة أن الأموال الطائلة التي تصرف على تنظيم موسم التبوريدة، كان من الأولى أن تُوجَّه إلى مشاريع تنموية تستجيب لحاجيات المواطنين الملحة، أو على الأقل تخصص جزء منها لتوفير الأدوية الضرورية، على رأسها الأنسولين.
وأشار المتحدث ذاته، إلى أن هذه الأموال يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا إذا ما استُخدمت بطريقة أكثر فعالية وشفافية.
وفي ظل هذه الظروف، تظل التساؤلات مطروحة حول مدى جدوى تنظيم مهرجانات واحتفالات في منطقة تعاني من تدهور البنية التحتية ونقص الخدمات الأساسية.
وحاولت "الجريدة 24"، ربط الاتصال برئيس مقاطعة حي مولاي رشيد، محمد اجبيل، للحصول على وجهة نظره في الموضوع، إلا أن هاتفه ظل يرن بدون مجيب.