"بوحمرون" يعصف بدواوير شيشاوة.. هل تنقذ حملات التوعية والتلقيح الوضع قبل فوات الأوان؟ 

الكاتب : انس شريد

01 أغسطس 2024 - 10:00
الخط :

في عدد من الدواوير بإقليم شيشاوة، تحول الهدوء إلى قلق وخوف مع الانتشار السريع لمرض "الحصبة"، المعروف بين المغاربة بـ"بوحمرون".

وبدأ المشهد بظهور بضع حالات في المناطق النائية، لكنه سرعان ما تطور إلى أزمة صحية تهدد أرواح الصغار والكبار.

صرخة ألم من أم فقدت طفلها، ونداء استغاثة من أب فقد زوجته، أصبحت هذه القصص الواقعية جزءًا من المشهد اليومي في قيادة سكساوة، حيث يجد السكان أنفسهم في مواجهة وباء يفتك بأحبائهم في غياب الرعاية الصحية واللقاحات الضرورية.

ودفعت هذه الكارثة الصحية، بفيدرالية جمعيات سكساوة إلى دق ناقوس الخطر والمطالبة بالتدخل الفوري، إلا أن استجابة المسؤولين لا تزال بطيئة، تاركة الأهالي في مواجهة مصير مجهول.

وكشفت فيدرالية جمعيات سكساوة بدائرة إيمنتانونت بإقليم شيشاوة في بلاغها، أن داء الحصبة المعروف لدى المغاربة بـ”بوحمرون” أدى مؤخرًا إلى وفاة سيدتين بدوار سيدي لحسن أوتيقي جماعة أيت حدو يوسف، وذلك في ظل غياب تام للأطر الطبية وللقاح المضاد لهذا الوباء بالمراكز المتواجدة بقيادة سكساوة، إلى جانب غياب حملات تحسيسية ووقائية وعلاجية من طرف مندوبية الصحة.

وأعربت الفيدرالية عن عزمها تنظيم وقفة احتجاجية ضد الوضع الصحي المتردي الناتج عن تفشي بوحمرون.

كما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو صادم يظهر سيدة يائسة تحتضن ابنها الصغير الذي يعاني من مرض بوحمرون في إحدى الدواوير النائية بإقليم شيشاوة، في غياب أي تدخل طبي لإنقاذ الطفل الذي يصارع المرض.

والفيديو الذي انتشر كالنار في الهشيم، أثار موجة من الغضب والتعاطف، مسلطًا الضوء على المأساة الإنسانية التي يعيشها سكان هذه المناطق في ظل غياب الرعاية الصحية الضرورية.

ودفع انتشار مرض "بوحمرون" النائب البرلماني عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الأمين البقالي الطاهري، إلى طرح سؤال شفهي لوزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد آيت الطالب.

في سؤاله، طالب البقالي بتوضيح الأسباب التي أدت إلى عودة انتشار هذا المرض المعدي، مع التركيز على الإجراءات المتخذة لتيسير الوصول إلى خدمات التلقيح في المناطق المتضررة.

كما طالب البقالي بتوضيح التدابير المتخذة لتوسيع نطاق حملات التلقيح، مشيراً إلى أهمية دمج خدمات التلقيح مع خدمات الرعاية الصحية الأخرى.

هذا الاقتراح يأتي بهدف تشجيع الناس على التلقيح أثناء زيارتهم لمرافق الرعاية الصحية، وبالتالي زيادة معدلات التلقيح وتقليل فرص انتشار المرض.

وأكد عدد من الأطباء أن انخفاض معدلات التلقيح هو السبب الرئيسي وراء عودة انتشار الحصبة، حيث تعتبر الحصبة من الأمراض الفيروسية شديدة العدوى، وتنتقل بسرعة بين الأفراد غير الملقحين.

ونصحوا بأنه في حالة الإصابة يجب عزل الطفل المصاب ببوحمرون وعدم إرساله إلى المدرسة لكي لا يعدي أصدقاءه، باعتبار أن هذا المرض ينتقل عبر الهواء ورذاذ الفم وكذلك عن طريق اللمس.

كما طالبت الفعاليات المدنية بإطلاق قوافل طبية للتلقيح، خاصة في المناطق النائية والقروية، مع حملات التوعية لمكافحة هذا الانتشار والحد من تفشيه.

وفي المقابل، كشفت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية تفاصيل انتشار حمى بوحمرون بإقليم شيشاوة.

وأوضحت المندوبية الاقليمية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بإقليم شيشاوة في تقريرها، أنها قامت بإيفاد فريق صحي للدوار المعني حيث وقف على الوضعية الصحية للساكنة وقام بتلقيح 59 طفلا تتراوح أعمارهم بين 09 أشهر و15 سنة ضد داء الحصبة وقام بتشخيص حالتين تم التكفل بهما حسب البروتوكول المعتمد من طرف وزارة الصحة والحماية الاجتماعية

كما أكدت المندوبية الإقليمية أن “طفلا واحدا تغمده الله برحمته فيما بقية الحالات تتماثل للشفاء”.

وأهابت مندوبية وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بشيشاوة، بكافة المواطنين والمواطنات على أهمية التلقيح ضد داء الحصبة وضرورة التوجه نحو أقرب مؤسسة صحية في حالة ظهور أعراض المرض وذلك قصد تلقي العلاجات الضرورية.

آخر الأخبار