بعد زحمة العيد.. مخلفات الباعة تشوه وجه كراج علال

في مشهد يعكس فوضى الإهمال البيئي، تحول محيط كراج علال بالدار البيضاء إلى مكب ضخم للنفايات، بعدما تخلص الباعة المتجولون من مخلفات أنشطتهم التجارية دون أدنى مراعاة للنظام العام أو جهود عمال النظافة.
وجاء ذلك مباشرة بعد انتهاء فترة الرواج التجاري التي سبقت عيد الفطر، حيث شهدت المنطقة ازدحامًا كثيفًا للمواطنين الباحثين عن ملابس العيد، مما أدى إلى نشاط تجاري غير مسبوق، انتهى بمشهد مأساوي من تراكم الأزبال والمخلفات التي شوهت معالم الشارع.
لم يكن الازدحام الكبير الذي عرفته قيساريات كراج علال خلال الأيام الماضية سوى مقدمة لفوضى بيئية تلتها، حيث غصت الشوارع بالمخلفات التي خلفها الباعة الفراشة، الذين استغلوا الأرصفة والطرقات دون اكتراث بالتبعات، لتتحول المنطقة إلى بؤرة للنفايات تعكس مشهدًا متكرّرًا من التسيب وانعدام المسؤولية.
هذا الواقع دفع العديد من سكان المنطقة والمهتمين بالشأن المحلي إلى التعبير عن استنكارهم الشديد لهذه التصرفات، معتبرين أنها تعكس غياب الوعي البيئي لدى بعض التجار الموسميين الذين لا يبدون أي التزام بالحفاظ على نظافة الفضاء العام.
المجموعات الفيسبوكية المهتمة بالشأن المحلي لم تتردد في تسليط الضوء على هذه الظاهرة، حيث عجّت التعليقات بالانتقادات الموجهة إلى الباعة المتجولين، متهمة إياهم بعدم احترام الفضاءات المشتركة، بعدما احتلوا الأرصفة وطمسوا معالم الشارع، بل وأثروا سلبًا على حركة السير، قبل أن يتركوا خلفهم أكوامًا من القمامة.
هذا المشهد بات كابوسًا متكررًا لعمال النظافة الذين يجدون أنفسهم أمام تحدٍ كبير لإعادة الأمور إلى نصابها وسط تراكم المخلفات.
أمام هذا الوضع، تبرز الحاجة الملحة إلى تفعيل رقابة صارمة على هذه الأسواق العشوائية، وإلزام الباعة باحترام النظافة العامة، سواء عبر تخصيص أماكن محددة للنشاط التجاري الموسمي، أو فرض غرامات على من يخلّون بقواعد الحفاظ على البيئة.
كما أن توعية المواطنين والتجار بأهمية الحفاظ على نظافة الشوارع يبقى خطوة ضرورية لمواجهة هذه الظاهرة التي تحوّل الشوارع إلى مكبات للنفايات بعد كل موسم تجاري.
ومع استمرار هذه الممارسات، يظل السؤال مطروحًا حول مدى قدرة السلطات المحلية على إيجاد حلول ناجعة تكفل التوازن بين دعم الأنشطة التجارية الموسمية والحفاظ على جمالية ونظافة المدينة.