وزير إعداد التراب الوطني يقامر بمستقبل طلبة (ENA) بفاس

صدمة كبرى يعيشها طلبة المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بفاس الذين أنهوا السنة الثالثة هذا الموسم وأسرهم نتيجة قرار الارتجال والتخبط لوزير القطاع المشرف على هذه المدرسة.
فقبل انتهاء الموسم الدراسي قبل أسابيع أبلغ مدير المدرسة بفاس الطلبة الذين أنهو السداسية السادسة بنجاح أنهم سيلتحقون بالمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بالرباط (ENA) ليتموا بقية الفصول الدراسية الست، كما المعتاد في السنوات الماضية حتى بعد الاستقلال الإداري للمدرسة (2017)، وذلك نظرا لعدم وجود مقر يستوعب جميع الأفواج، إذ مقر المدرسة الحالي مجرد بناية صغيرة ضيقة جادت بها بلدية فاس على وزارة إعداد التراب الوطني الفقيرة كراء، تستوعب بالكاد الأفواج الثلاثة منذ 2009 تاريخ انطلاق المدرسة.
وبناء على بلاغ المدير المعتاد انطلقت العائلات في سباق محموم مع الزمن للبحث بالرباط عن السكن لأبنائهم وهو بحث مقلق ومؤرق كلف العائلات الجهد والوقت والمال الكثير لمن استطاع، ومن لم يستطع فلا تسأل عن حاله، وبعد أن استقر الأمر على مرارته فوجئ الطلبة باستدعائهم لاجتماع عاجل من قبل مدير مدرسة فاس ليخبرهم أن الوزير قد تراجع عن قرار قبول التحاق هذا الفوج بمدرسة الرباط، وتعليل ذلك - والعهدة على المدير- ضعف الطاقة الاستيعابية لمدرسة الرباط، لكن لما بحثنا الأمر وجدنا أن علة العلل ثلاثة طلبة من مدرسة تطوان (ENA) التي تتمتع بمقر مناسب كاف التقوا بوزير إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة وهم من أبناء الأعيان وطلبوا منه أن يلتحقوا هم بدورهم كذلك بمدرسة الرباط كطلبة فاس، مع فارق المقر والميزانية بين المدرستين، وإرضاء لأبناء الأعيان الثلاثة قرر الوزير التضحية بطلبة فاس وقضى بعدم التحاقهم بالرباط دون أخذ بعين الاعتبار القرار السابق الذي دفع العائلات لحجز السكن لأبنائهم بأثمنة خيالية ومنهم من ألزم بتقديم كراء سنة كاملة، وعدم اكتراث الوزير بعدم وجود مقر لاستيعاب فوج السنة الرابعة، وكل ما هنالك وعود بأن المقر سيشرع في بنائه قريبا وسيكون جاهزا في نهاية أكتوبر، وهو ما يعكس حالة الاستهتار واللامبالاة بمستقبل هؤلاء الطلبة، مع العلم أننا في عطلة ولا يفصلنا عن الموسم الجامعي القابل إلا شهر وبضعة أيام، ومتى كانت المقرات العمومية تبنى وتجهز خلال هذه الفترة القياسية، أم أن الوزارة لم يعد يهمها تماما جودة تكوين مهندسي المستقبل الذين ستسند لهم مهمة التعمير والإسكان وتخطيط المدن، ولذلك فإني أتساءل ما وظيفة هذه الوزارة وأين تصرف ميزانيتها؟ إذا كانت عاجزة عن حسن تدبير تكوين واحد ووحيد كلفت به وهو تكوين المهندسين المعماريين.