فاس: رضا حمد الله
شرع منذ ليلة أمس الاثنين في اجتثاث عشرات الأشجار المعمرة من شارع محمد الخامس بفاس قبل الشروع في تهيئته وتزيينه، ما خلف ردود فعل غاضبة من فعاليات بيئية استنكرت هذه المجزرة البيئية غير المسبوقة.
وانطلقت عملية اقتلاع الأشجار من مداراة الأطلس من أمام محطة لا بملتقى شارعي محمد الخامس والجيش الملكي، حيث اقتلعت الأشجار على طول المسافة بينها ومداراة محمد الخامس، على أن تتواصل العملية ليلة اليوم إلى مركز البريد في ملتقى الشارع مع شارع الحسن الثاني.
واستنكرت فعاليات بيئية اجتثاث أشجار شارع محمد الخامس، التي غرسها الاستعمار الفرنسي وكانت تضفي عليه جمالية خاصة، في أفق تزيينه بميزانية قدرا ب28 مليون درهم من تمويل ولاية الجهة كما تكشف ذلك لافتة مثبتة بمدخل الشارع قرب مركز البريد.
وفوجئ المجتمع المدني بفاس ليلة 26 غشت بمباشرة اجتثاث أشجار ااشارع، ما أعاد إلى الذاكرة ما حدث بالأمس القريب من اقتلاع شجرة الدردار التاريخية بشارع الجيش الملكي التي عوضت بنخيل يزحم البنايات، "دون أن يضفي جمالا أو ينشر ظلا في مدينة تميزت في ماضيها بالخضرة والظلال، وصارت اليوم تحت رحمة الحر اللافح، واستهدفت أشجارها للاجتثاث" بتعبير الائتلاف المغربي من أجل المناخ والتنمية المسدامة بجهة فاس مكناس.
ودعا الائتلاف إلى ضرورة توفير آليات الحفاظ على الأشجار عند الاضطرار إلى تحويلها عن مواقعها أثناء تنفيذ مشاريع أو إعادة تهيئة، عن طريق الاقتناء أو الكراء، أياً كانت الكلفة، فقيمة الأشجار المعمرة لا تقدر بثمن.
وطالب بتعويض ما قد يضيع من الأشجار بوحدات في الحجم الكبير من نفس النوع، مع إخضاعها للتعهد والعناية الفائقة.
وأكد الدعوة إلى إطلاق عملية تشجير واسعة داخل المدينة وفي محيطها القريب ببرنامج مدروس وشتائل وآليات ميسرة، ومواقع محددة، وتعبئة ينخرط فيها الجميع تأكيداً لأهمية حضور الشجرة، وإشراكاً للجميع في نشر المجال الأخضر، والوعي بضرورة صيانته.
