خبير تربوي: التعليم عن بعد لن يحقق الهذف التربوي للفئات الهشة

قررت وزارة التربية الوطنية بشكل مفاجئ إيقاف التدريس الحضوري واستبداله بالتدريس عن بعد، وذلك انسجاما مع قرار الحجر الصحي الوقائي الذي اتخذته الدولة المغربية.

عبد الرزاق بن شريج خبير تربوي أكد في تصريح ل"الجريدة 24" أن مع هذا الاختيار(حالة الطوارئ) دخلت المنظومة التربوية في إجراءات وتدابير لم تعرفها من قبل، مما يتطلب منها، ومن باقي القطاعات الحكومية الأخرى، تكييف كل القرارات والتدابير مع القرار الأكبر الذي قرره فيروس "كورونا"؛ عقب تغييره لكل العلاقات والتدابير السابقة بغزوه للعالم، بما في ذلك العلاقات الإنسانية، والمؤسساتية، والاجتماعية، والاقتصادية، والدولية.

عبد الفتاح بنشريج أردف قائلا أن هذا الوضع يطرح على خبراء التربية والتكوين العديد من الأسئلة، من بينها اشكالين جوهريين: الأول متعلق بالإكراهات التي يواجهها المتعلمون في الاستفادة من التعليم عن بعد المعتمد من طرف وزارة التربية الوطنية، والثاني يخص مدى نجاح هذه التجربة وتحقيقها للأهداف المتوخاة.

الخبير التربوي أشار إلى أن تجربة للتمدرس عن بعد تشوبها بعض الإكراهات من قبيل صعوبة التعود على الطريقة الجديدة، بالنسبة للمتعلمين الذين لا مساعد لهم بمنازلهم؛ وعدم وصول بعضهم إلى الموارد الرقمية؛ سواء بسبب عدم جود تغطية منطقة السكن بالأنترنيت، او القنوات التلفزية، او لعدم الاستفادة من الربط بالكهرباء؛ وكذلك نظرا لعدم توفر البعض منهم؛ على الأدوات الإلكترونية المساعدة على الاستفادة مثل الحاسوب والهاتف الذكي.

المتحذث ذاته أبرز ان هذه التجربة ستحقق لا محالة الهدف الرئيس والأساس وهو الحجر الصحي، فضلا على عدم ترك المتعلمين بدون انشغالات في مستواهم العمري؛ كما سيتحقق الهدف التعليمي/التعلمي عند المتوفرين على كل الشروط الضرورية للاستفادة من الموارد الرقمية، سواء تلك الموضوعة من طرف الوزارة أو تلك المتاحة للجميع على الأنترنيت؛ في المقابل، يزيد قائلا، لن يتحقق الهدف التعليمي/ التعلمي بالنسبة للفئات الفقيرة، المحرومة، والهشة.