تجارة الكتب المدرسية في زمن كورونا.. كساد غير معتاد

بخلاف السنوات الماضية، تشكو مكتبات الرباط من تراجع في الإقبال على شراء اللوازم الدراسية، في سياق يميزه ارتفاع الأرقام المتعلقة بحالات الإصابة ب(كوفيد-19).

ويشكل الدخول المدرسي ، عادة ، مرحلة تنتعش فيها المكتبات برفع رقم مبيعاتها. إلا أنه في هذه السنة يرافقه توجس بفعل الظرفية الصحية وآثارها على سلامة الأطفال بالمؤسسات.

وكان لهذا التوجس وقعه على أنشطة المكتبات على مختلف المستويات، حيث يظل الإقبال عليها محتشما بعد أن كانت في السنوات السابقة تحظى بانجذاب الآباء وأبنائهم على السواء.

وهذا حال إحدى المكتبات التي تتواجد وسط مدينة الرباط، والتي تراجع منسوب أنشطتها بشكل واضح بسبب تفشي جائحة (كوفيد-19) في مختلف مناطق المملكة.

يقول رشيد ، وهو مستخدم في هذه المكتبة ، إن "نشاط المكتبة حيث أشتغل تراجع في عهد كورونا المستجد مقارنة مع السنوات السابقة"، مؤكدا في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الجائحة أثرت بشكل قوي على النشاط التجاري للمكتبات بالمغرب.

ولاحظ أنه قبل تفشي الوباء، كانت المكتبات تستقطب أسر التلاميذ بشرائها لمختلف اللوازم الدراسية، لكن "هذه السنة هناك نوع من عدم وضوح الرؤيا لدى أولياء الأمور إزاء النمط البيداغوجي المعتمد، هل الحضوري أم عن بعد؟".

وتابع أنه بسبب الجائحة، فإن المكتبات ترددت في اقتناء المطبوعات المدرسية الضرورية وتخزينها، مضيفا ، من جهة أخرى ، أن المكتبة عمدت إلى العمل بكل الإجراءات الاحترازية الضرورية للوقاية وضمان السلامة الصحية للجميع.

وبدوره، أفاد عبد العزيز س ، وهو مستخدم بالمكتبة ذاتها ، بأن (كوفيد-19) غير النماذج البيداغوجية المعتادة، مما حدا بالمدارس إلى التأخر في التواصل بخصوص قائمة المطبوعات، الشيء الذي منع المكتبات من تقديم طلبياتها للموزعين.

واعتبر أن التعليم عن بعد الذي فضلته بعض الأسر، أحدث نوعا من الارتباك في عملية اقتناء اللوازم المدرسية من المكتبات، داعيا ، في الوقت ذاته ، المواطنين إلى احترام قواعد السلامة الضرورية لمنع انتشار الوباء.

يذكر أن أربع مديريات إقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بجهة الرباط-سلا-القنيطرة أعلنت اعتماد التعليم عن بعد في عدد من المؤسسات التعليمية إلى حين تحسن الوضعية الوبائية المرتبطة بجائحة (كوفيد-19).