محكمة مصرية ترفض نقل جثمان حاخام مغربي مدفون بمصر الى اسرائيل

الكاتب : وكالات

26 سبتمبر 2020 - 03:00
الخط :

قضت محكمة مصرية، اليوم السبت، برفض نقل جثمان حاخام مصري من أصول مغربية إلى إسرائيل،  واكدت المحكمة خلال حكمها أن مصر بلد التسامح الدينى لا يجوز نقل رفات حاخام يهودى لإسرائيل لأن أهل الكتاب ينعمون فى مصر بكل الحقوق، وأن نقل رفات الحاخام اليهودى أبو حصيرة من مصر إلى إسرائيل يتعارض مع سماحة الإسلام ونظرته الكريمة لأهل الكتاب ولا يجوز نقل الرفات إلى القدس لعروبيتها وإلغاء قرار وزير الثقافة باعتبار الضريح ضمن الآثار الإسلامية والقبطية ووقف الاحتفالية السنوية لأنها تتعارض مع وقار الشعائر الدينية وطهارتها وشطبه من الأثار الإسلامية والقبطية وإخطار منظمة اليونسكو بشطبه بعد ترجمته وقد تمت ترجمة الحكم للغة الإنجليزية.

يذكر أن محكمة القضاء الإدارى بالإسكندرية أصدرت حكما فى قضية اليهودى أبو حصيرة من خمسة بنود :

أولاً: بإلغاء قرار وزير الثقافة الأسبق رقم 57 لسنة 2001 فى عهد الرئيس مبارك باعتبار ضريح الحاخام اليهودى يعقوب أبوحصيرة والمقابر اليهودية الموجودة حوله والتل المقام عليه بقرية ديمتوه بدمنهور بمحافظة البحيرة ضمن الآثار الإسلامية والقبطية لانطوائه على خطأ تاريخى جسيم يمس كيان تراث الشعب المصرى.

ثانيا: إلزام الوزير المختص بشئون الآثار بشطب هذا الضريح من سجلات الآثار الإسلامية والقبطية، لفقدانه الخصائص الأثرية بالكامل، وإلزامه كذلك بنشر قرار الشطب بالوقائع المصرية.

ثالثا: بإلزام الوزير المختص بشئون الأثار بإبلاغ اللجنة الدولية الحكومية “لجنة التراث العالمى “بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونيسكو” بشطب هذا الضريح من سجلات الأثار الإسلامية والقبطية تطبيقاً للاتفاقية الدولية الخاصة بحماية التراث العالمى الثقافى والطبيعى والقانون المصرى وإعمالا لمبدأ السيادة على الإقليم المصرى الكائن به هذا الضريح على أن يكون ذلك الابلاغ مشفوعا بترجمة معتمدة من الصورة الرسمية من حكم هذه المحكمة باعتباره الوثيقة والسند لهذا الإبلاغ.

رابعاً: برفض طلب إلزام الجهة الإدارية بنقل هذا الضريح إلى إسرائيل استنادا إلى أن الإسلام يحترم الأديان السماوية وينبذ نبش قبور موتاهم، ودون الاستجابة للطلب الإسرائيلى المبدى لمنظمة اليونسكو بنقل الضريح إلى القدس إعمالا لقواعد القانون الدولى والقانون الدولى الانسانى واتفاقية جنيف الرابعة واللائحة المتعلقة بقوانين وأعراف الحرب البرية لاهاى باعتبار أن القدس أرض محتلة لا ترد عليها تصرفات الدولة الغاصبة وتخرج عن سيادتها وتلافيا لاضفاء شرعية يهودية الدولة بتكريس سلطة الاحتلال الإسرائيلى بتواجد هذا الضريح على أرض فلسطين العربية.

خامساً: إلغاء إقامة الاحتفالية السنوية لمولد الحاخام اليهودى يعقوب أبو حصيرة بصفة نهائية لمخالفته للنظام العام والآداب وتعارضه مع وقار الشعائر الدينية وطهارتها وذلك كله على النتحو المبين بالاسباب والزمت الجهة الادارية المصروفات.

من هو أبو حصيرة الذي تم شطبه اليوم من قائمة الآثار المصرية:

يعقوب أبو حصيرة (1805 ـ 1880) هو يعقوب بن مسعود حاخام يهودي من أصل مغربي، عاش في القرن التاسع عشر، ينتمي إلى عائلة يهودية كبيرة اسمها عائلة الباز هاجر بعض افرادها إلى مصر ودول أخرى وبقي بعضهم في المغرب على مر العصور، ويعتقد عدد من اليهود أنه شخصية “مباركة”. ويقام له مقام يهودي في قرية “دميتوه” في محافظة البحيرة الحالية شمال غرب القاهرة في مصر وقد أوقفت له زيارات ضريحه. ولد يعقوب بن مسعود “أبو حصيرة” في جنوب المغرب، حيث تذكر رواية شعبية يهودية أنه غادر المغرب لزيارة أماكن مقدسة في فلسطين إلا أن سفينته غرقت في البحر، وظل متعلقا بحصيرة قادته إلى سوريا ثم توجه منها إلى فلسطين وبعد زيارتها غادرها متوجها إلى المغرب عبر مصر وتحديدا إلى دميتوه في دمنهور ليدفن في القرية في 1880 بعد أن أوصى بدفنه هناك.

مُولِد أبو حصيرة

كان يُقام مولد أبو حصيرة في الفترة بين 26 ديسمبر و2 يناير من كل عام في معبد يهودي في قرية ديمتيوه بمحافظة البحيرة شمال القاهرة. وكان يحجّ إليه آلاف اليهود خصوصا من المغرب وفرنسا وإسرائيل.

والثابت تاريخياً أن الطائفة اليهودية المصرية كانت تحتفل بهذا المولد قبل العام 1945. تم الاتفاق على تحويل المقبرة إلى ضريح بقرار من وزير الثقافة الأسبق في يناير 2001 وبموافقة مديرية البحيرة عام 2001، وتم تسجيله مع المقابر اليهودية حوله ضمن الآثار اليهودية كموقع ديني في هيئة الآثار المصرية. حصلت عمليات شراء أراضي مشبوهة حول المقبرة لإقامة الضريح وتشييد سور حوله، وجمعت التبرعات من أثرياء يهود. وبعد توقيع معاهدة كامب ديفيد للسلام بين مصر و”إسرائيل” عام 1979 طالب اليهود بتنظيم رحلات رسمية للاحتفال بالمولد الذي يستمر أسبوعا. وتم السماح لليهود المحتفلين بالمولد بزيارة الضريح بشكل سنوي وبتنسيق مع سلطات الأمن المصرية. ولكن القضاء الإداري في مصر قام بتاريخ 29/12/2014 بإلغاء مولد أبو حصيرة نهائيا وعدم اعتباره أثرا تاريخيا بل إنسانياً وإلغائه من سجل الآثار. وألزم القرار كذلك الإبلاغ بشطبه من اللجنة الدولية الحكومية ولجنة التراث العالمي بمنظمة اليونسكو. أثار هذا القرار غبطة الشعب المصري الذي أقام احتفالات وهتف الشعب مندداً بإسرائيل وأعلنت بعض الأحزاب السياسية ترحيبها بالقرار. وصرحت إسرائيل من خلال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية إيمانويل نحشون إن المكتب يدرس حيثيات القرار وأنهم يعتزمون مناقشته مع السلطات المصرية للتأكيد على حرية العبادة.

طقوس الاحتفالات

يتم فيها تأدية طقوس دينية يهودية مع تناول الفاكهة المجففة وزبدة وفطير، وأسلوب الاحتفال يشمل الجلوس عند المقبرة والبكاء وتلاوة أدعية دينية يهودية وذبح الأضحيات عند الضريح وذلك حسب الشريعة اليهودية. رفضت جهات وتيارات في مصر من بينها نواب من البرلمان المصري إقامة مولد أبو حصيرة سنويا في القرية. واعتبر ضريح أبو حصيرة بما فيه القبر والتل المقام عليه الذي أقيم عام 1880 حاليا، من بين الآثار اليهودية في مصر وسُجل كأثر ديني في هيئة الآثار المصرية التابعة وزارة الثقافة المصرية، ليخضع لقانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983، حيث تم التعامل معه كأثر مصري.

آخر الأخبار