"كابرانات" الجزائر يحشرون أنوفهم في قضية "Pegasus" وهم يفتقرون لشبكة الـ"4G"

الكاتب : الجريدة24

23 يوليو 2021 - 12:30
الخط :

هشام رماح

"الناس فالناس والقرعة فمشيط الراس".. والقرعاء هنا ليست غير حفنة الـ"كابرانات" الذين يحكمون الجزائر والتي هبت لتدلي بدلوها بخصوص الادعاءات التي تروج حول استعمال المغرب لبرنامج "Pegasus" لاختراق والتنصت على أجهزة اتصال عدة أشخاص، من بينها شخصيات مثل الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" وصحفيين في الجمهورية وكذا مسؤولين جزائريين.

وفيما قرر المغرب مطاردة الكذابين والأفاقين عبر سلك المساعي القانونية والقضائية داخل المملكة وعلى الصعيد الدولي حيث تمت مراجعة القضاء الفرنسي في مواجهة منظمتي "فوربيدن ستوريز" و"آمنستي" ومقاضاتهما جنائيا، فإن حكام الجزائر كانوا خارج التغطية وهم يتشدقون بأنهم "يحتفظون بالحقّ في تنفيذ استراتيجيّتها للردّ"، وأن بلادهم "مستعدّة للمشاركة في أيّ جهد دولي يهدف إلى إثبات الحقائق بشكل جماعي وتسليط الضوء على مدى وحجم هذه الجرائم التي تُهدّد السلم والأمن الدوليّين، فضلاً عن الأمن الإنساني".

ولم يدر بخلد حكام الجزائر أن ما يشغل العالم هو أكبر من أن تستوعبه عقولهم القاصرة وتسترجعه ذاكراتهم القصيرة، التي لا تحتفظ بغير العداء للمغرب ونفث البلاغات "النارية" متناسية أنها خارج التغطية وأنها لا تمتلك حتى مقومات "الجيل الرابع" (4G)، في بلد يئن تحت ثقلهم منذ عقود، حيث أن فاعلين اتصالاتيين مغاربة هم الذين ينعمون على أجزاء واسعة من التراب الجزائري بشبكة تغطيها، فبالأحرى ادعاء القدرة على "المشاركة في أي جهد دولي".

والسؤال الذي يتبادر إلى الأذهان هو ما نوع المساعدة التي قد يصرفها النظام العسكري للمجتمع الدولي في هكذا قضية من العالم الرقمي، تفوق بكثير تصورات جنرالات يعانون الرعاش، وهم حبيسوا معتقدات العهد القديم القائم على الـ"بروباغندا" ونشر الأكاذيب والأباطيل والبلاغات التي لا تسمن ولا تغني من جوع بقدر ما تلقي على القفا من الضحك.

وبصرف النظر عن براءة المغرب تجاه الادعاءات المغرضة بشأن قضية "Pegasus" والتي قرر المضي قدما لمحاصرة "فوربيدن ستوريز" و"آمنستي" اللتان روجتا لها أمام القضاء الفرنسي، فإن ما يثير الفضول هو الإضافة التي قد يؤتيها نظام عسكري فاشل لم يستطع حتى تأمين الماء الشروب لشعب مغلوب على أمره وغير ذلك من الثقوب المستشرية في ثوب العسكر، في ما وصفه البلاغ المثير للسخرية الذي أصدرته وزارة الخارجية الجزائرية يوم أمس الخميس.

وتراءت قضية "Pegasus" أمام الـ"كابرانات" الهرِمَة مثل ما يتراءى السراب أمام العطشان في البيداء، وظنوا أنهم سيجدون ضالتهم فيها، وقرروا الدلو بدلائهم في حشو الكلام لعلهم ينالون "شرف" المشاركة في "الجهود الدولية" ولو ببلاغ كتب وجرى تعميمه بلغة "حربية" وهو يحيل على "استراتيجية الرد"..

وهل يفقه الـ"كابرانات" غير لغة الحرب؟

آخر الأخبار