تالوين.. موطن نساء الزعفران والذهب الأحمر

الكاتب : الجريدة24

28 أكتوبر 2021 - 05:00
الخط :

انطلق بكل المناطق المحيطة بجبل سيروا دائرة تالوين، موسم جني الزعفران

يتركّز إنتاج الزعفران المغربي بنسبة 90% في مدينة تالوين وجارتها مدينة تازناخت، حيث تتوافر ظروف مناخية خاصة تجمع في الوقت نفسه بين حرارة الصيف وبرودة الشتاء ورطوبته، فضلاً عن ارتفاعها حوالي 1500 متر عن سطح البحر.

و"تبدأ عملية غرس الزعفران بالمنطقة، مع بداية شهر غشت حتى العاشر من شهر شتنبر من كل سنة، وذلك بتهيئة الضّيعات وغرس بُصيلات أو بذور الزعفران مع سقيه مباشرة"، حسب ما فسَّر حسن أخرازن، مزارع ومنتج للزعفران في تالوين.

المساحة الإجمالية المخصّصة لزراعة الزعفران في المغرب، تبلغ  حوالي 1826 هكتاراً بإنتاج يناهز 6.8 طن في السنة، وفق دليل حديث لزراعة الزعفران الذي أنجزه المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية.

حول الطاولة تلتف نساء من مدينة تالوين، لتباشرن عملية فرز خصلات الزعفران الأحمر الرقيقة عن زهرته البنفسجية اللون، التي قطفت خلال الساعات الأولى من الفجر، ورتبت بعناية في سلال مصنوعة من القصب.

"الزعفران الحر" أو "الذهب  الأحمر" كما يسميه المغاربة نظرا لسعره المرتفع، حيث يعد من أثمن البهارات في العالم، ولا عجب أن تجد تجار الذهب في المغرب يبيعون الزعفران الحر، الذي يقاس بالغرام، إذ يصل سعر الغرام الواحد من هذا المنتج الفاخر إلى 4 دولارات.

ولا يخلو أي بيت في المغرب من الزعفران الحر القادم من مدينة تالوين، حيث يدخل في وصفات تحضير أشهر الأطباق المغربية التقليدية، كما يعرف بفوائده الصحية المتعددة.

في شهر نوفمبر من كل سنة يغطي اللون البنفسجي حقول الزعفران في مدينة تالوين، وقد اكتسبت هذه المدينة الصغيرة القابعة وسط جبال الأطلس، شهرة عالمية بفضل جودة أنواع الزعفران الذي ينتج محليا، والذي يتطلب يدا عاملة لها خبرة وتجربة في التعامل مع النبتة النادرة وباهظة الثمن.

وتنطلق دورة إنتاج الزعفران في تالوين، مع بداية شهر يوليو إلى منتصف شهر أكتوبر من كل عام، وتمر عبر زرع بصيلات الزعفران و سقيها بشكل سطحي ثم مباشر، لتنطلق بعد تفتح زهرته عملية القطف، وهي المهمة التي توكل للنساء، انطلاقا من أواخر شهر أكتوبر إلى بداية شهر نوفمبر، وتستمر حوالي الأسبوعين.

بفضل ظروفها المناخية الخاصة وتربتها معتدلة الحموظة، توفر تالوين بيئة مناسبة لزرع بصيلات الزعفران التي لا تنمو سوى في مناطق محددة من العالم.

ويختلف ثمن الزعفران حسب جودته ونوعيته، وقد يصل سعر أجود الأنواع حسب إدريس، إلى مائة ألف درهم مغربي (10000 دولار)، وهو النوع الغني ببعض المواد والفيتامينات التي تدخل في تحضير الأدوية. فيما يسوق أقل أنواع الزعفران جودة، بحوالي 20 ألف درهم مغربي (2000 دولار).

تشير عدد من الأبحاث إلى أن للزعفران قيمة غذائية عالية، وفوائد صحية عديدة، يمكن أن تساعد على تحسين الحالة المزاجية، مما يدفع البعض لتسميته بـ "زهرة السعادة"، كما يحتوي على مواد ذات خصائص طبية تستخدم في صناعة بعض الأدوية.

آخر الأخبار