لهذا نشرت الخارجية الامريكية تفاصيل لقاء تبون و"آنتوني بلينكن"

الكاتب : الجريدة24

04 أبريل 2022 - 12:00
الخط :

سمير الحيفوفي

ماذا لو لم تعمد وزارة الخارجية الأمريكية على نشر تفاصيل اللقاء الذي جمع الوزير "آنتوني بلينكن" بعبد المجيد تبون الرئيس الجزائري في 30 مارس الماضي؟

الجواب. حينها كانت أبواق النظام العسكري الجزائري ستصدع الدنيا وتملأها زعيقا وتطبيلا لعبد المجيد تبون وتصفه بالبطل المغوار الذي امتشق الكلام الممأسس ليفحم "آنتوني بلينكن" وجعله في الجيب، لكن شيئا من ذلك لم يحدث.. لماذا؟

لأن الأمريكان ليسوا كالباقين.. فهم يعرفون جيدا إلى أي صنف يحسب عليه النظام المارق والذي بذل ممثله في اللقاء قصارى جهوده ليجعل من نفسه المتحكم في اللقاء والآمر الناهي فيه، وهو ظن راوده وذهب به إلى الاعتقاد بأن كثرة الكلام هي الإشارة على التحكم وفرض السيطرة.

منذ أن انطلق اللقاء بين الرئيس عبد المجيد تبون، و"آنتوني بلينكن" لم يبلع الأول لسانه وظل يثرثر بينما ظل الثاني وبكل التريث الممكن ينصت إلى رجل تاه وسط زحمة الأفكار التي تملأ ذهنه والتي لقن إياها منذ جيء به على ظهر دبابة إلى قصر المرادية.. ففشل في تصريفها وراح يلفظها بعشوائية أثارت الشفقة.

نعم حديث عبد المجيد تبون، أثار الشفقة في نفوس الأمريكان ما جعلهم ينشرون تفاصيل اللقاء بحذافيرها، حتى يعلم الجميع من هو عبد المجيد تبون الرئيس الذي ارتدى لبوس "المخبر" وكيف حاول الرطن بالكلام لاستمالة بلاد "العم سام"، ثم وقبل كل هذا إلى جانب من حشر الله المغاربة في جيرة الجغرافيا.

أيضا، اللقاء "التحفة" كان مناسبة سانحة للمكاشفة وفضح كيف ينظر النظام العسكري للمحيطين به، من دول شقيقة مثل موريتانيا وليبيا وأخرى مجاورة مثل مالي وتشاد وغيرهما، إذ كفى لقاء مدته لم تصل إلى نصف ساعة إلى كشف ما ظل يضمره نظام الـ"كابرانات" لسنوات ومن قلب قصر "المرادية".

وثم إن الهدف الأبلغ من نشر تفاصيل المحادثة كما سلف الذكر هو إخراس الأبواق الإعلامية التي تخدم النظام العسكري والتي لا تزال تعتمد الـ"بروباغندا" كسلاح إعلامي تحقق به الانتصارات افتراضيا وفي مخيلات الـ"كابرانات" خلافا لما يجري على أرض الواقع، فقد تحاشت الخارجية الأمريكية حدوث أي لبس في هذا الشأن وقررت إفراد كل ما حدث أمام الجميع بعيدا عن أي تأويل قد تذهب به الظنون بعيدا.

آخر الأخبار