دراسة رسمية: "الشقا والصابون والطبخ يكلف المغربيات 4 ساعات يوميا"

الكاتب : الجريدة24

06 ديسمبر 2022 - 04:00
الخط :

في إطار برنامج تتبع وتقييم الآثار الإجتماعية والإقتصادية لجائحة كوفيد-19، تقدم المندوبية السامية للتخطيط، فيما يلي، تطور العلاقات الإجتماعية بين المرأة والرجل من حيث استخدام الوقت في جميع أبعاده، بما في ذلك الوقت المخصص لكل نوع من أنواع الأنشطة المزاولة ( بأجر أو بدون أجر، الترفيه، المؤانسة الاجتماعية، إلخ)، وتوزيع المهام المنزلية (الأعمال المنزلية، ورعاية الأطفال إلخ) وكيفية ممارسة الأنشطة كالعمل و الدراسة والمؤانسة الاجتماعية بشكل حضوري، عن بعد، أو بالمناوبة.

وتجدر الإشارة إلى أن هذا الموضوع تم تناوله، من بين مواضيع أخرى، خلال الجولة الثالثة من البحث الوطني الذي أجرته المندوبية السامية للتخطيط من 11 أكتوبر 2021 إلى غاية 10 فبراير 2022، بدعم من منظومة الأمم المتحدة بالمغرب. تهدف هذه المرحلة، التي تم إجراؤها على عينة من 12000 أسرة، إلى فهم آثار الجائحة على التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية، وسلوكيات صمود الأسر لمواجهتها، وكذلك تصورات المواطنين لتطور معيشهم.

العودة إلى نمط الوقت المعتاد المخصص للأعمال المنزلية قبل الجائحة وتراجع انخراط الرجال بعد مشاركتهم فيها خلال الحجر الصحي

تخصص النساء أكثر من سدس وقتها اليومي للأعمال المنزلية و 6 مرات أكثر من الرجال

يقدر متوسط الوقت اليومي الذي تخصصه الفئة العمرية 15 سنة فما فوق للأعمال المنزلية داخل البيت وخارجه بساعتين و29 دقيقة على المستوى الوطني، وساعتين و22 دقيقة لسكان المدن وساعتين و44 دقيقة لسكان القرى. تقضي النساء في هذه الاشغال 4 ساعات و17 دقيقة كمتوسط يومي مقابل 38 دقيقة لدى الرجال. وحسب وسط الإقامة، يقدر المتوسط اليومي لدى النساء بالوسط الحضري بـــــ 4 ساعات و4 دقائق مقابل 4 ساعات و43 دقيقة لدى النساء بالوسط القروي.

كما يقدر متوسط الوقت المخصص للأعمال المنزلية داخل المنزل (الطبخ ، غسل الأواني، التصبين، إلخ) بساعتين في اليوم (3 ساعات و51 دقيقة للنساء و05 دقائق للرجال). وبحسب الفئة الاجتماعية للمرأة يرتفع هذا المتوسط الى 4 ساعات و36 دقيقة لربات البيوت مقابل 3 ساعات و17 دقيقة للنساء المشتغلات و4 ساعات و45 دقيقة للنساء المتزوجات مقابل ساعتين و52 دقيقة للعازبات.

وقد عرف هذا الحيز من الوقت انخفاضا بمقار 37 دقيقة  (36 دقيقة للنساء و40 دقيقة للرجال)، مقارنة مع فترة الحجر الصحي التي تميزت بارتفاع هذا النوع من الوقت بــــ 33 دقيقة كمتوسط يومي. وتجدر الإشارة حسب المرحلة الثانية من البحث أن هذا الإرتفاع في ظل الحجر الصحي هم بشكل ملموس الرجال (40 دقيقة) أكثر من النساء (28 دقيقة).

وتبلغ نسبة  انخراط النساء في المهام المنزلية 92٪ مقابل 24٪ لدى الرجال (26٪ بالمناطق الحضرية و22٪ بالمناطق القروية). وعليه فإن نسبة مشاركة الرجال في هذه المهام تراجعت بمقدار النصف تقريبا مقارنة بفترة الحجر الصحي حيث بلغت 45٪ على المستوى الوطني، 49٪ بالوسط الحضري و37٪ في الوسط القروي.

وفي هذا السياق فان 90٪ من الرجال والنساء اللذين أنجزوا أو شاركوا في هذه المهام خصصوا لها نفس الحيز الزمني في مرحلة ما قبل الجائحة، مقابل انخفاضه لدى 3.8٪، وارتفاعه لدى 1.4٪.

الأعمال المنزلية الممارسة خارج البيت: إرتفاع مشاركة الرجال والنساء المشتغلين

يبلغ الوقت المخصص للمهام المنزلية الممارسة خارج البيت (التسوق، دفع الفواتير، الشؤون الإدارية، جلب المياه والحطب، وما إلى ذلك) في المتوسط 30 دقيقة في اليوم (33 دقيقة لدى الرجال و26 دقيقة لدى النساء). وتبلغ هذه المدة 24 دقيقة لدى النساء بالمناطق الحضرية و34 دقيقة لدى النساء العاملات منهن.

على العموم، يقوم الرجال بالمهام المنزلية الممارسة خارج البيت (75٪) أكثر من النساء (45.8٪). و تعتبر النساء بالوسط الحضري (54.7٪) أكثر مشاركة من نساء القرى (28.1٪) في هذه المهام، والنساء المشتغلات (65.4٪) أكثر من ربات البيوت (42.6٪).

ومقارنة مع فترة ما قبل الجائحة، فإن متوسط هذا الوقت لم يتغير بالنسبة لأكثر من 90٪ من الرجال والنساء المعنيين بهذا النوع من الأنشطة.

المواكبة المدرسية للأطفال: النساء أكثر مواكبة للأطفال ويخصصن وقتا أكثر بالمقارنة مع الرجال     

يبلغ متوسط الوقت اليومي المخصص للمواكبة المدرسية للأطفال أقل من 15 سنة 6 دقائق (8 دقائق بالوسط الحضري ودقيقتان بالوسط القروي). وتعتبر النساء (27٪) أكثر مشاركة في هذه المهام مقارنة بالرجال (20٪)، وسكان المدن (29٪) أكثر من سكان القرى (14٪). وحسب المستوى الدراسي، يعتبر الأفراد ذوي مستوى دراسي عال أكثر قياما بهذا النشاط (54٪) ويخصصون في المتوسط 15 دقيقة في اليوم (19 دقيقة بالنسبة للنساء مقابل 11 دقيقة بالنسبة للرجال) مقارنة بالأفراد ذوي مستوى دراسي ابتدائي أو إعدادي(24%)  الذين يخصصون في المتوسط 6 دقائق في اليوم للمواكبة المدرسية للأطفال (9 دقائق بالنسبة للنساء مقابل 3 دقائق بالنسبة للرجال).

إنخفض متوسط الوقت المخصص للمواكبة المدرسية للأطفال بأكثر من 3 مرات مقارنة بفترة الحجر الصحي (25 دقيقة للنساء و16 دقيقة للرجال).

مقارنة بفترة ما قبل الجائحة، لم يعرف الوقت المخصص عادة للمواكبة المدرسية للأطفال تغيرا ملحوظا بالنسبة لــ 87٪ من المعنيين بهذا النشاط، و4.2٪ منهم خصصوا وقتا أطول، و4.9٪ خصصوا وقتا أقل، بينما 4.4٪ لم يمارسوا هذا النشاط قبل الجائحة.

رعاية الأطفال: تخصص النساء 5 أضعاف الوقت الذي يخصصه الرجال

يبلغ متوسط الوقت اليومي المخصص لرعاية الأطفال 14 دقيقة، و يتوزع بشكل غير متكافئ بين الرجال (4 دقائق) والنساء (24 دقيقة). وتؤثر مشاركة المرأة في سوق الشغل على هذا النشاط (حيث يختزل إلى 19 دقيقة في المتوسط) مقارنة بربات البيوت (31 دقيقة).

تقع مسؤولية رعاية الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة (الاحتياجات الفيزيولوجية، اللعب، وما إلى ذلك) على عاتق النساء (72٪) أكثر من الرجال (53٪)، وعلى ربات البيوت (77٪) أكثر من النساء العاملات (69٪).

مقارنة بفترة ما قبل الحجر الصحي، لم يعرف متوسط الوقت المخصص لرعاية الأطفال تغيرا ملحوظا بالنسبة لــ 83٪ من المعنيين بهذا النشاط، و4.5٪ منهم خصصوا وقتًا أطول، و7.6٪ خصصوا وقتا أقل.

الرعاية المقدمة للأشخاص المسنين و/أو الاشخاص المحتاجين لرعاية خاصة: تنخرط النساء في هذه الرعاية  أكثر من الرجال و العزاب أكثر من المتزوجين

يخصص 10٪ من النساء و6٪ من الرجال 4 دقائق كمتوسط يومي لخدمات الرعاية للأشخاص المسنين و/أو المحتاجين لرعاية خاصة، 6 دقائق لدى النساء ودقيقتين لدى الرجال. وتخصص النساء العازبات 9 دقائق كمتوسط يومي للقيام بهذه الرعاية مقابل 3 دقائق لدى الرجال العزاب، كما تخصص النساء المطلقات 9 دقائق مقابل 6 دقائق للرجال المطلقين.

متوسط الوقت المخصص لهذه الرعاية لم يعرف تغيرا مقارنة مع فترة ما قبل الجائحة بالنسبة لــ 85٪ من الأشخاص الذين يمارسون هذه المهام. في حين ارتفع هذا الوقت بالنسبة لــ 5.3٪ منهم، وانخفض بالنسبة لـــ 4.7٪، أما 5٪ فلم يسبق لهم القيام بهذه المهام قبل الجائحة.

تقاسم الأعمال المنزلية بين الزوجين: المساواة بين الزوجين يتبناها 1 من كل 10 أزواج متعلمين

في سياق الحياة الزواجية، تقع مسؤولية العمل المنزلي (العمل المنزلي داخل المنزل وخارجه ورعاية الأطفال والمسنين و/أو المحتاجين لرعاية خاصة) أساسا على عاتق الزوجة حسب رأي 75٪ من الرجال و79٪ من النساء، أو يفوض إلى نساء و/أو فتيات الأسرة غير الزوجة حسب رأي 13.7٪ من الرجال و11.3٪ من النساء. ويتولى الزوج هذه المهام أساسا حسب رأي 5٪ من الرجال و2.6٪ من النساء.

يتم احترام التقسيم العادل للمهام المنزلية بين الزوجين حسب تصريح 5.6٪ من الرجال و3.5٪ من النساء مع تسجيل مستوى أعلى بكثير بين الأشخاص الأكثر تعليما بنسبة 13.8٪ لدى الرجال و9.6٪ لدى النساء.

تعتبر النساء النشيطات المشتغلات (73٪) والنساء المسنات (72٪) والنساء الحاصلات على مستوى تعليمي عال¬ (72.3٪) أقل نسبيا قياما بالأعمال المنزلية مقارنة بربات البيوت (82٪).

 الرضا عن تقاسم العمل المنزلي بين الزوجين على الرغم من التوزيع غير المتكافئ

إن التوزيع غير المتكافئ للأشغال المنزلية بين الزوجين يبدو مقبولا من الطرفين حيث عبر 95٪ عن رضاهم عن هذا التوزيع. وقد صرح 87٪ من الرجال و85٪ من النساء بأنهم راضون عن هذا التوزيع، في حين صرح حوالي 11٪ لكل منهم بأنهم راضون بشكل متوسط عن هذا التوزيع. كما أن هذه النسب لا تتغير حسب السن والمستوى الدراسي والنشاط الاقتصادي.

 تقنيات الإتصال الحديثة: التواصل الإجتماعي والترفيه أكثر اعتمادا من طرف الطلاب والمتمدرسين

يقدر متوسط الوقت اليومي لإستخدام الهواتف الذكية، واللوحات الإلكترونية، والحواسيب في الإتصال والتواصل الإجتماعي والترفيه عبر شبكات التواصل الإجتماعي بــــ 48 دقيقة بالنسبة لمجموع السكان، 54 دقيقة للرجال و42 دقيقة للنساء، وساعة واحدة لسكان المدن و26 دقيقة لسكان القرى. وتطول هذه المدة بالنسبة للأشخاص الحاصلين على تعليم عالٍ (ساعة واحدة و35 دقيقة مقابل 17 دقيقة لمن ليس لديهم أي مستوى تعليمي)، وبالنسبة للطلاب (ساعة واحدة و45 دقيقة مقابل 50 دقيقة للنشيطين المشتغلين و37 دقيقة لربات البيوت)، وبالنسبة للشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة (ساعة و31 دقيقة مقابل 36 دقيقة للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و59 سنة).

ومقارنة مع فترة ما قبل الجائحة، فإن الاستخدام اليومي لهذه الوسائط لغرض التواصل الإجتماعي لم يتغير بالنسبة لـ 88٪ من مستخدميها، و5.5٪ إستخدموها بشكل أكثر، و4.8٪ بشكل أقل، في حين أن 1.7٪ لم يستخدموها قبل الجائحة.

التواصل الإجتماعي مع العائلة والأصدقاء: تراجع التواصل الإجتماعي الحضوري مقارنة بما كان عليه قبل الجائحة

يصل عدد تبادل الزيارات واللقاءات مع أفراد الأسرة والأصدقاء في المتوسط مرة واحدة في الشهر بالنسبة لـــ 38٪ من المغاربة، و2 إلى 3 مرات في الشهر بالنسبة لــ 43٪ منهم. أما الأشخاص الذين تفوق وتيرة تبادلهم للزيارات واللقاءات عدة مرات في الشهر فتصل نسبتهم إلى 18٪ على الصعيد الوطني (17٪ بالنسبة للسكان الحضريين و21٪ بالنسبة للسكان القرويين).

ما يناهز نصف المغارية (47٪) يلتقون بعائلاتهم وأصدقائهم بنفس الوتيرة التي كانوا عليها قبل الجائحة و28٪ بوتيرة أقل، و2٪ أصبحوا يلتقون بوتيرة أكبر مما كانوا عليه قبل الجائحة، بينما 7٪ توقفوا عن تبادل الزيارات. أما بالنسبة للأشخاص الذين لا يقومون بهذه الزيارات سواء قبل أو بعد الجائحة فتصل نسبتهم إلى 14٪.

آخر الأخبار