ما سر الصمت عن تحامل القناة الفرنسية "RMC" على أشرف حكيمي؟

سمير الحيفوفي
خبث الإعلام الفرنسي لا حدود له.. إنه خبث ينم في المبنى والمعنى عن عنجهية وعجرفة مقيتتان، والعالم بأسره يعلم فرادة الفرنسيين وتميزهم عن غيرهم بصفاقتهم التي لا تطاق، وإذ لا جديد تحت الشمس فيما يتعلق بذلك، إلا أن المستجد ينحاز لكون الجميع إلا استثناءات قليلة رحمها الله، أطبقوا أفواههم وهم يعاينون ابن المغرب أشرف حكيمي، وهو يصبح محل سخرية ونكتة سمجة من قبل أحد منشطي برنامج على قناة "RMC".
ويبدو ان أشرف حكيمي، يؤلم كثيرا "جوليان كازار"، المنشط في القناة المتحاملة على كل ما هو مغربي، وهو ألم جعله يتندر عليه بسبب رحلته إلى نيويورك، رفقة صديقه ورفيقه في "باريس سان جيرمان" "كيليان مبابي"، حتى أن هذا المريض المثخن بالعنصرية تمادى في غيه، ووصف لاعب المنتخب الوطني الذي خطف قلوب العالمين بأخلاقه وبحب انتمائه للمغرب بـ"الكلب".
وإن عبر "جوليان كازار" عن مكنوناته وأفصح عن حقيقة نفسه "المهتوكة"، فإن المثير في الأمر هو الوجوم الذي ساد بين المغاربة في الداخل والخارج، وقد احتموا بالصمت، في مواجهة "الكلب" الحقيقي، الذي تفنن في الانتصار للعنجهية الفرنسية الجوفاء، وتحدث بتعال عن لاعب مغربي قح، كعبه أعلى من أن ينال منه أمثال "جوليان كازار" من الإمعات.
في فرنسا، ينظر للجميع دون الفرنسيين، وذاك أمر يجعلهم منبوذين من قبل الجميع في العالم، فلا يقيمون لهم وزنا ولا هم يحزنون، لكن الإعلام الفرنسي لا يزال يمارس ألاعيبه المقيتة، وهو يفسح الشاشات ويفرد الصحف والمواقع أمام العنصريين لتصريف الأحقاد والضغائن التي يجرونها وراءهم منذ عهود سحيقة.
نعم في فرنسا، الكل يفتح فمه في مواجهة دول معينة مثل المغرب وضد أبناء هذه الدول التي تغرد خارج سربهم، والكل يقيم الدنيا ولا يقعدها، وكأن الفرنسيين هم من علموا العالم ما هو "علم" حرية التعبير، لكن في فرنسا أيضا، لا يمكن للصحفيين فتح أفواههم في مواجهة مؤسسات بلدهم، وهذه حقيقة لا ينكرها إلا غافل.
حينما كتب "جيوفري ليفوزلي"، مؤسس موقع "Disclose" وتحدث "جاك مونان" و"بينوا كولومبا" في "إذاعة فرنسا"، عن الصفقات التي استفاد منها عسكريون فرنسيون خلال عملية "بارخان" التي يديرها الجيش الفرنسي في مالي، لم ينبس أحد ببنت شفة ولم يرفع ورقة حرية التعبير، وقد تم استنطاق الثلاثة من قبل "المديرية العامة للأمن الداخلي" (DGSI)، في الـ14 دجنبر 2022، بسبب مقالات وأقوال قيلت في 2018.
عندما استنطق الأمنيون الفرنسيون الصحفيون الثلاثة، انتحل باقي الصحفيين الفرنسيين، لسلطات بلادهم كل الأعذار، لكنهم ينزعون نفس الأعذار علن البلدان التي يرونها تقض مضاجعهم، مثل المغرب، ويزيدون على ذلك بالتهكم على أبنائه البررة الذين رفعوا العلم الوطني خفاقا مثل أشرف حكيمي، الذي جعل العالم كله يحترمه دون أن ينبري لازدراء الآخرين مثلما اقترف "جوليان كازار".
لكن ما يحز في القلب أنه وبخلاف الحملة التي ساندت اللاعب المغربي زكرياء بوخلال، حينما سقط موقع مغربي في المحظور ووصفه بالسلفي، واستل الجميع كل الأسلحة لنصرته، صمت الجميع الآن، وتركوا أشرف حكيمي، وحده بين براثن إعلام فرنسي مقيت ينضح بكل ما هو خسيس.
فلم هذه الازدواجية في المواقف ولم هذا الصمت المريب؟