"الكراغلة" الجزائريون.. فعلا إن العبيد لأنجاس مناكيد

النظام الجزائري يرتمي في حضن إيطاليا لإغاظة الإسبان

الكاتب : الجريدة24

20 مارس 2023 - 09:00
الخط :

هشام رماح

غريب أمر "الكراغلة" أو "ولاد الحركي" أو لنسمهم عبيد العثمانيين والفرنسيس.. فحتى وهم يهاجمون المغرب في ساحة الكولونيل "فابيان" في باريس، في ذكرى "النصر"، لم يجدوا بدا غير التمسح بفرنسا، وهم يداهنونها ويؤكدون لحكامها بأنهم منبطحون لها وأنهم ليسوا مغاربة، على الإطلاق.

وفي ذكرى "النصر" التي جعلت منها السفارة الجزائرية في العاصمة الفرنسية مناسبة لمهاجمة المملكة الشريفة، صد "الكراغلة" الحديث عن فرنسا التي لا تنفك سواء على لسان رئيسها "إيمانويل ماكرون" أو سياسييها، عن تفنيد أي ادعاء بوجود "أمة جزائرية"، وقرروا أن يجابهوا المغرب لأنه يشكل لهم عقدة منذ القدم، بتاريخه وتراثه وما يجتمع فيه مما تفرق في غيره.

وبينما راح "الكراغلة" يرددون "قولو لفرنسا ما ناش مراركة"، فإن المتأمل في هذا الشعار، لا يحتاج كثيرا من الوقت ليخلص إلى حجم الأحقاد التي تجثم فوق صدور أزلام النظام العسكري الجزائري، وكيف أنهم يرون في فرنسا التي تجلدهم بين الفينة والأخرى، الـ"ماما" الرؤوم التي ينحنون لها لعلها تطبطب عنهم وتخفف عنهم بعضا من لواعجهم المتولدة من المغرب.

والحق يقال إن "ولاد الحركي" بما اقترفوه أمس في باريس، وهم يدنسون ذكرى "النصر" التي يحتفون بها كل 19 مارس من كل سنة، أثبتوا للعالم أجمع، أنهم ليسوا كالمغاربة وأن بلادهم التي يحكمها العسكر ليست كالمملكة الشريفة، وإنما هي مقاطعة فرنسية، وأنه شتان بين الحرائر والأحرار وبين المنقادين الذين يشتكون للـ"ماما" منهم.

ولعل الشعارات واللافتات التي رفعها أزلام النظام العسكري في ساحة "العقيد فابيان"، تحيل على أن الأزمة التي تستبد بالـ"كراغلة" من المغرب هي نفسية بالدرجة الأولى، فكما أنهم يدعون أنهم "أصحاب النيف"، يفشلون في كل مناسبة أن يربؤوا بأنفسهم عن سفائف الضغائن والأحقاد، ليعلنوا عن مرضهم الأبدي من الجار الغربي وشعبه، ذو التاريخ التليد الذي تتحدث به ألسنة المؤرخين وتحبل به بطون كتب التاريخ.

ولأن المناسبة شرط، فإن المغاربة لا يضيرهم أن يسمعوا "الكراغلة" وهم ينعتونهم بـ"المراركة" فعلى الأقل الاسم مشتق من اسم المغرب بالفرنسية وبكل اللغات، ويثبت أن للمغرب أصل ومفصل، لكن أن تكون "كرغولي" فذاك أمر شائن، ويحيل حتما على أن "ولاد الحركي" بلا منبت، وبأنهم جاؤوا من نطفة تركية تركها فيهم العثمانيون، الذين وطؤوهم لسنين وسلموهم فيما بعد إلى فرنسا.

ولمن يجهل معنى الـ"كراغلة"، فإنهم الجنس المختلط بين الأتراك الرجال ونساء الجزائر، كما كان يطلق عليهم ذلك العثمانيون في الإيالة الجزائرية، وهم يعنون بذلك أنهم أبناء العبيد الذين خدموا العثمانيين، والذين احتفظوا بنفس النقيصة في عهد الفرنسيس.. لذلك لا يستغرب أحد من أحفاد العبيد إن ساءهم المغرب ولم تحرك فيهم فرنسا التي لا تزال تخنقهم ذرة نخوة، بل إنهم ينصبونها وصية عليهم إلى الأبد..

فعلا إن العبيد لأنجاس مناكيد.. وصدق في ذلك المتنبي.

آخر الأخبار