قتلة الأصول... قتلت أمها بمساعدة العشيق

الكاتب : الجريدة24

25 مارس 2023 - 11:30
الخط :

فاس: رضا حمد الله

ناحبة دامعة العينين خرجت مهرولة من منزلها بذاك الحي الشعبي. كانت تصرخ وتنادي باسم جارتها الأقرب للعائلة وكاتمة أسرارها.

- أمي ماتت

صيحتها أطلقتها وسمعها كل الجيران هرولوا في اتجاهها مستقصين الأمر. لم تكن مريضة ولا أقعدها الفراش عن بحثها المتعب عن لقمة العيش.

أكثرهم شاهدوها داخلة منزلها قبل لحظات فقط، فكيف ماتت؟. لا أحد اهتدى لجواب مقنع لوفاة مفاجئة.

الأم ستينية لم تفقد حيويتها رغم كبر سنها. كل يوم تغادر منزلها وترتكن في زاوية شارع بالحي، تبيع المناديل الورقية والسجائر بالتقسيط. كانت مضطرة لذلك في غياب مدخول قار يعيلها وابنتها الخمسينية العاطلة. حتى الابن الأصغر الذي طالما ساعدها في تدبر تكاليف العيش، معتقل بالسجن ويقضي عقوبة أدين بها بتهمة مسك المخدرات. لم يكن ذا شواهد تتيح له العمل في وظيفة محترمة. وأخته كذلك. أسرة وضعيتها الاجتماعية أسوء من المتوقع، لم تتح لأفرادها متابعة تعليمهم والحصول على شواهد.

شخصية الأم كانت قوية ومؤثرة، ولا كلمة تعلو على قولها. فهي التي تكد وتصرف، والقادرة على عقاب كل متمرد من ذريتها. لكن كيف ماتت ولم يظهر عليها أي عارض في ذاك المساء وهي تلج منزلها عائدة. سؤال حير الجميع وجعل الشكوك تنتاب كثيرين ممن سمعوا الخبر أو تناهى إلى مسامعهم.

صراخ الابنة أخرج الجيران من منازلهم، بعض من دخل منزلها وآخرون تجمهروا خارجه. الجميع كان حائرا مستغربا لوفاتها المفاجئة. وبعض من دخلوا عاينوا أشياء غير عادية في فراشها، لذلك اتصلوا بالأمن، فحضرت عناصره وبحثت عن ما يفك لغز الوفاة مما قد يضعون أيديهم عليه ويفيد في البحث.

من المعاينة بالعين المجردة، لاحظ ضباط الشرطة دما في أنف الأم وأثر أصابع في عنقها. علامات أثارت شكوكهم، فقد تكون الوفاة غير عادية. لذلك استشاروا مع الوكيل العام وقاموا بالمتعين من إجراءات قبل نقل الجثة لمستودع الأموات لتشريح الجثة وإعداد الطبيب الشرعي تقريرا في الموضوع. أما مساءلة الابنة، فلم تفد في شيء، أمام تشبثها برواية أن وفاتها عادية وكونها فوجئت بها تحتضر لما دخلت غرفة نومها بعد مدة قصيرة من عودتها.

جمع الأمنيون الأدلة واستمعوا للابنة وبقي البحث مفتوحا، وبعد يومين ظهرت نتائج التشريح الطبي، حاملة حقيقة صادمة للجميع. الأم قتلت خنقا ولم تمت لغير ذلك. حقيقة تطلب إعادة البحث من جديد، لم يكتفى فيه بإعادة استنطاق الفتاة وإنكارها، بل استمع لجيران شهودا. بعضهم أفاد بدخول شخص غريب منزلها، قبل لحظات من عودة الأم. معلومة استثمرها ضباط الشرطة، معتمدين على أوصاف أدلي بها محاولة لتشخيص هويته.

حقيقة وجود غريب في المنزل، ووجهت بها الابنة، فارتبكت. تشبثت بالإنكار وحوصرت بالأسئلة الدقيقة حول علاقتها بالشخص وسر استقباله بمنزلها في غياب أمها، وطبيعة علاقتهما. صمدت مدة لكنها سرعان ما انهارت معترفة بتفاصيل ما وقع.

في ذاك المساء ضربت موعدا مع الشخص الذي تربطها به علاقة جنسية، فحضر في الموعد واستقبلته في منزل الأسرة. كانت تظن أن أمها لن تعود مبكرا فقد اعتادت على عودتها بعد أن يسدل الليل خيوطه على شوارع المدينة. لكن هذه المرة وقع ما لم تتوقعه ولا خطر ببالها. لقد عادت الأم على غير المألوف واستعملت مفاتيحها في فتح الباب والدخول.

بدخولها غرفة نومها فوجئت بابنتها في حضن العشيق عاريين على فراش نومها. مشهد لم تتوقعه لتدخل في حالة هستيرية من الصراخ والعتاب، محاولة الإمساك بالشخص. لكن لم تكن لها القوة الكافية للسيطرة عليه. سيما بعدما أمسك عنقها بيده وضغط ودفعها بشكل سقطا معا على السرير. الحركة لم تمنعها من مواصلة الصراخ، لتتدخل الابنة وتضغط بيدها على فم أمها طويلا، دون أن يوقفا الضغط إلا بعدما شلت حركتها بالكامل.

لم تعد الأم تتحرك فقد خنقاها. أرادا تحاشي صراخها والفضيحة، فكتما أنفاسها. ولم ينتبها إلا وهي جثة هامدة بين أيديهما. حينها أيقنا أن فضيحتهما أكبر وأخطر، فجلسا قريبا من الجثة يفكران في طريقة للخلاص. فكرا مليا قبل أن يتفقا على افتعال رواية وفاتها المفاجئة. انتظرت الابنة لحين مغادرة الشخص المنزل بدقائق، وشرعت في الصراخ في طريقها لمنزل الجارة، متظاهرة بالحزين، حيلة لم تنطلي على المحققين الذين اكتشفوا الحقيقة وأوقفوها وعشيقها وقدما للعدالة بالمنسوب إليه

آخر الأخبار